سرايا - توفي الفنان مصطفى متولي، وهو أحد الممثلين الذي برعوا في تقديم الشخصيات المركبة ذات التفاصيل الدقيقة خلال مسيرته الفنية، وعلى الرغم من ملامحه الهادئة، إلا أنه اشتهر بأدوار الشر التي أضفت عمقاً وأبعاداً جديدة على الأعمال التي شارك فيها، مما جذب اهتمام الجمهور بشكل كبير.

رغم رحيله المبكر عن عالم الفن، فإن مصطفى متولي ترك إرثاً غنياً من الأعمال البارزة، وأصبح من الوجوه التي لا تنسى، خاصة بعد تعاوناته الناجحة مع الفنان عادل إمام في العديد من الأفلام والمسلسلات التي ساهمت في كتابة نجاحهما المشترك، وسنستعرض فيما يلي أبرز مراحل حياته ومسيرته الفنية بمناسبة مرور 25 عاماً على رحيله.

البدايات ونشأته

وُلد مصطفى متولي عام 1949 في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، وأبدى نبوغه الفني منذ الصغر من خلال مشاركته في المسرح المدرسي، ما دفعه للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية لمتابعة حلم التمثيل بشكل احترافي. بعد تخرجه، بدأ رحلته على المسرح وشارك في أعمال لافتة مثل مسرحية يا سلام سلم.. الحيطة بتتكلم . ثم توجه إلى عالم السينما وشارك في أفلام بسيطة منها خلي بالك من زوزو ، دائرة الانتقام ، و ضربة شمس . كما ظهر في عدة مسلسلات مبكرة مثل لا يا ابنتي العزيزة و الشوارع الخلفية و دماء على الثوب الوردي .

أبرز أعماله مع عادل إمام

شهدت الثمانينيات تعاوناً مكثفاً بين مصطفى متولي والفنان عادل إمام، مما أسفر عن نجاحات كبيرة ساهمت في ترسيخ مكانته الفنية. من بين أبرز أعمالهما أفلام مثل سلام يا صاحبي ، شمس الزناتي ، جزيرة الشيطان ، الإرهاب والكباب ، و بخيت وعديلة ، بالإضافة إلى مسرحية الواد سيد الشغال . وعلى الرغم من النجاحات الكبيرة، كانت هناك بعض الانتقادات التي تقول إن وجود مصطفى في هذه الأعمال كان بفضل علاقته العائلية بالزعيم، حيث تزوج من إيمان شقيقة عادل إمام وأنجب منها أبناءه عادل، عصام، وعمر.

مشواره بعد الزعيم وأعماله الخالدة

مع مرور الوقت، خرج مصطفى متولي من عباءة عادل إمام وحرص على تقديم أعمال فنية مميزة بمفرده، جعلت من اسمه علامة مميزة في الساحة الفنية. من أبرز أعماله التلفزيونية مسلسل لن أعيش في جلباب أبي ، أوبرا عايدة ، جمهورية زفتى ، أم كلثوم ، و بكيزة وزغلول ، التي تُعد من الأعمال التي تظل خالدة في ذاكرة الجمهور، وتركت بصمات فنية قوية رغم مرور السنوات على رحيله.

رحيله المفاجئ واثره على الوسط الفني

تلقى الوسط الفني خبر وفاة مصطفى متولي بصدمة كبيرة، خاصة أنه توفي أثناء تواجده مع أصدقائه بعد حفل ختامه لمسرحية بودي جارد . وحدثت وفاته بشكل مفاجئ نتيجة لأزمة قلبية، مما أدى إلى حالة من الحزن العميق بين زملائه وجمهوره. وظلّ الفنان عادل إمام يواصل عرض المسرحية رغم حزنه على فراق زميل عمره، من أجل احترام التذاكر المباعة للجمهور، مما يعكس مكانة مصطفى متولي في قلوب الجميع.