03-07-2025 08:53 AM
سرايا - اختار الطبيب مروان السلطان، مدير المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة، أن يبقى في موقعه بين المرضى رغم تصاعد المخاطر مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية، وواصل أداء مهامه الطبية والإنسانية، حتى استشهد إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله، فارتقى مع زوجته وعدد من أفراد أسرته، الأربعاء.
كان السلطان، استشاري أمراض الباطنة والقلب، وأستاذا في كلية الطب بالجامعة الإسلامية في غزة، من الكفاءات الطبية البارزة في القطاع، ما جعله طبيبًا يفاخر به كل فلسطيني، وفق ما قاله مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش الذي أمّ الصلاة عليه في جنازته.
صمود بظلّ التهديد وتحت حصار المشفى
وعلى مدى شهور الحرب، أدار السلطان المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، بعد أن أشرف على إعادة ترميمه، والذي ظل واحدًا من آخر المراكز الصحية التي واصلت تقديم الخدمات رغم تكرار قصفه وحصاره.
لم يستجب لأوامر الإخلاء الإسرائيلية التي صدرت للطواقم الطبية، مفضّلًا أن يبقى إلى جانب الجرحى حتى آخر لحظة.
وفي أيار/ مايو الماضي، خرج المستشفى الإندونيسي عن الخدمة، بعد أن دمر القصف الإسرائيلي مولداته وأقسامه الحيوية، ما أجبر الطواقم الطبية على إخلاء المرضى قسرًا.
ومع ذلك، بقي السلطان يتابع عن قرب أحوال المرضى حتى اللحظات الأخيرة، كما يروي ابن عمه محمد السلطان.
وقال السلطان إن "مروان كان الطبيب الهادئ الحريص، لم يترك المستشفى يوما، حتى إنه كان يوفر الطعام القليل الذي يصل للطواقم قبل أن يأخذ لنفسه".
وأضاف: " لم يكن طبيبًا عاديًا، بل كان رمزًا للتفاني والصبر، أشرف بنفسه على إعمار المستشفى الإندونيسي وأعاد تشغيله".
الطبيب الشهيد
وتابع: "ظل واقفًا مع المخلصين من الأطباء والعاملين حتى أعادوا الحياة للمستشفى، حوصِر مرتين هناك، وبقي شهرين متواصلين، تحت الحصار دون أن يغادر".
وأكد السلطان أن كل هم ابن عمه مروان كان المرضى وإسعافهم "حتى قبل يوم واحد من استشهاده".
وصباح الأربعاء، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزل الطبيب السلطان في "منطقة 17"، شماليّ غزة، بعدما نزح مع أسرته إليها قادما من جباليا البلد، امتثالا لأوامر الإخلاء الإسرائيلية، ما أسفر عن استشهاده مع زوجته ذكرى، وعدد من أفراد عائلته.
تابع شؤون مرضاه "حتى اللحظة الأخيرة"
وروت ابنته خلال التشييع، أن صاروخا أطلقته طائرات F16 أصاب غرفة والدها بشكل مباشر، ليقضي مع والدتها وشقيقتها وعمته وصهره الأسير المحرر محمد عماد السلطان.
وخلال مراسم الوداع، قالت ابنته إن والدها ظل مرابطًا حتى اللحظة الأخيرة في المستشفى الإندونيسي يتابع شؤون المرضى والجرحى، قبل أن تطاله يد القصف وتنهي مسيرته الإنسانية.
وتقدّم الصلاة على جثمانه مدير الصحة في غزة منير البرش، وشارك مئات الفلسطينيين في جنازته، يرددون التكبيرات والدموع في أعينهم، يودّعون الطبيب الذي ترك أثرًا في كل من عرفه وعمل معه، في مشهد يجسد معنى الوفاء الإنساني في غزة.
ولم يكن استشهاد السلطان حدثا منفصلا. فمنذ بدء حرب الإبادة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، استهدف الاحتلال الإسرائيلي المنظومة الصحية في غزة بشكل مباشر، فدمر مستشفيات ومراكز طبية ومركبات إسعاف.
وقتل حتى الآن أكثر من 1580 من الكوادر الصحية، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
وبينما يعتقل الاحتلال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية، قتل أيضا العديد من الكوادر الطبية بعد أسرهم؛ من بينهم الطبيب عدنان البرش، وهو صديق الطبيب مروان السلطان، وكذلك الطبيب إياد الرنتيسي، إلى جانب عدد من أفراد الطواقم الطبية.
ومنذ نحو 22 شهرًا، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي مطلق، إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 191 ألف شخص بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلًا عن مئات آلاف النازحين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-07-2025 08:53 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |