سرايا - أدانت جمهورية مصر العربية، بأشد العبارات، الاعتداءات المتكررة التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون بحق المدنيين الفلسطينيين في عدد من المدن والقرى بالضفة الغربية المحتلة.

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية، وصفت مصر هذه الاعتداءات بأنها "انتهاكات سافرة" للقانون الدولي واتفاقيات جنيف الأربع، مؤكدة أنها تقوّض كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وشدد البيان على ضرورة تحرك عاجل وفاعل من المجتمع الدولي لوضع حد لتلك الانتهاكات الصارخة، وتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية في التصدي للظلم المستمر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال.

ودعت مصر إلى تفعيل آليات المحاسبة الدولية والعمل على توفير الحماية اللازمة للفلسطينيين، في ظل التصاعد الخطير لجرائم المستوطنين، وآخرها الهجوم الذي أسفر عن سقوط قتلى ومصابين في قرية كفر مالك شمال شرق رام الله.

وجددت القاهرة تمسكها بموقفها الثابت بشأن عدم شرعية جميع أشكال الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة، واعتبارها عقبة رئيسية أمام التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.

كما أكدت دعمها الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ويأتي هذا الموقف المصري في ظل تصاعد لافت للعنف الذي يمارسه المستوطنون بحق الفلسطينيين منذ تشكيل الحكومة اليمينية في إسرائيل عام 2022، وتزايده بعد هجمات 7 أكتوبر 2023.

ووفقاً لتقارير أممية، تم تسجيل 1860 حادثة عنف من قبل المستوطنين بين 7 أكتوبر 2023 و31 ديسمبر 2024، بمتوسط أربع هجمات يومياً، تركزت غالبيتها في محافظات نابلس ورام الله والخليل.

وتضمنت هذه الاعتداءات إطلاق نار، إحراق منازل ومركبات، تدمير أشجار، وسرقة ماشية، ما أدى إلى تهجير مئات الفلسطينيين، بينهم سكان نحو 20 تجمعاً سكنياً منذ أكتوبر الماضي.

كما أشار تقرير للمكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى تسجيل أكثر من 5350 انتهاكاً من قبل المستوطنين خلال العقد الأخير، مع تصاعد ملحوظ في استخدام الأسلحة بعد أكتوبر 2023.

وفي السياق ذاته، نبهت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان إلى وجود دعم غير مباشر من الحكومة الإسرائيلية لهذه الاعتداءات، في ظل إشراك المستوطنين في قوات الأمن، ما يطمس الخط الفاصل بين العنف الرسمي وغير الرسمي.