16-05-2025 10:44 PM
سرايا - في حادثة مؤلمة تُسلّط الضوء على غياب الرقابة وافتقار إجراءات السلامة في نشاطات المسارات وركوب الخيل، تعرضت الناشطة السياحية لينا العبادي لإصابات بالغة بعد سقوطها من على ظهر حصان خلال رحلة غير مرخصة في إحدى مناطق مادبا.
روت العبادي تفاصيل ما وصفته بـ”الجحيم”، من لحظة السقوط وحتى ساعات الإهمال التي تلت إصابتها.
تالياً نص ما كتبت الناشطة السياحية لينا العبادي:
"من طلعة خيل… إلى وجع ما بينتهي."
أنا لينا العبادي، ناشطة سياحية، ومنسقة قروبات، وهذه قصتي.
الخميس 17 نيسان، الساعة وحدة الظهر تقريبًا، رن تلفوني.
شخص بيشتغل بالإسطبلات – كلمني وقال:
"في طلعة مسار، تعالي خدي خيل واطلعي معنا."
ما ترددت لحظة.
أنا لينا، اللي حياتها عبارة عن مغامرة…
لفّيت كل الأردن مع مجموعات، غامرنا، مشينا، ركبنا خيل، نزلنا وديان، طلعنا جبال.
أنا اللي دايمًا كنت قدّام الناس أقول:
"عيشوا، تحرّكوا، الحياة حلوة!".
بس بهاي الطلعة… كانت النهاية.
طلعت من عمّان، واتوجهت لمادبا.
أخذنا الخيول من إسطبل خاص، وطلعنا بمنطقة بدون ذكر اسمها على مسار خارجي، مع حوالي 20 فارس وفارسة، حاكين إنهم طالعين يصوروا ترند.
ريحنا الخيول، جهزنا السروج،
وبلّشنا نتحرك.
أنا راكبة، كل شيء تمام…
بس الخيل بلشت تشد، تتوتر، تتفاعل مع أوامر شخص وراي، **السايس نفسه
صار يصرخ:
"يلا يا لينا! طلعي!"
ويصفّر،!!!!!!!!!
وأنا بحاول أهدّيها، أسيطر عليها بأسلوبي الهادئ.
بس الخيل ارتبكت،
صار تضارب بين أوامره وأوامري،
فجأة جفلت.
ركضت بسرعة مرعبة، خرجت عن المسار، وأنا فقدت السيطرة.
فلتت رجلي،
رأسي بيضرب بالهوى،
وقبل ما أعرف شو بصير…
الخيل طيّرتني.
انقلبت فوقي ثلاث مرات.
كنت لحالي،
وأنا اللي دايمًا كنت مع الكل.
سمعت صوت العظم وهو يتكسر داخلي…
رحت أمسك حالي، أركّز،
بس رجلي ما شالتني.
العظم داخل ببعضه.
مش لابسة خوذة، ولا أي قطعة وقايه ولا امان ولا سيفتي.
أنا اللي كنت دايمًا أقول للناس "احموا حالكم"، اليوم
كنت بلا حماية
وقعت… وما حدا أنقذني.
اللي حوالي؟
"هاي رضة بسيطة!"
"قومي!"
"ما بدنا دفاع مدني، بتورطينا!"
"أنتي جبتي الخيل من برّا، إحنا ما إلنا دخل!!!!!!!!!!!!
تُركت بالأرض ساعتين.
ولا سيارة إسعاف.
ولا إنسان شعر إنه فيه مسؤوليته إنقاذي.
حاولوا يعالجوني بفرك ومساج وكيس ثلج،
كانوا عم يزيدوا كسري وجعي.
حملوني مرتين، وأنا أصرخ من الألم.
بس ما كان في أي إنسانية.
طلبت شاحن، وصلت لتلفوني،
أنا اللي طلبت الدفاع المدني لحالي.
وصلوا الساعة 8:00.
بعد ساعتين من الجحيم.
دخلت مستشفى النديم.
وطلعت الكارثة:
تفتت كامل بالركبة، الساق، والمشط بالرجل اليسار.
تفتت بالكاحل، والمشط، والساق بالرجل اليمين.
العصب متضرر.** اختلاط العظم بالعصب
كان في التهاب حاد بسبب محاولاتهم البدائية للعلاج،
قالوا لي:
"كل وقت تاخير للعلاج بخسر رجلي كان فقدت رجلك!"
هاد كلام وتردد الأطباء
دخلت عمليتين:
مفصل، براغي، صفائح.
وحتى الآن… مش معروف إذا رح أرجع أمشي.
بس الأكيد؟
مش رح أرجع أركض، ولا أركب خيل، ولا أطلع مسار.
أنا لينا،
اللي كانت الأردن ملعبها…
اليوم محبوسة على سرير.
بكسر مزدوج، وقهر مش بسيط.
الغريب؟
إنه لما أجت الشرطة، اكتشفت إنهم قدموا إفادة كاذبة،
قالوا إنهم قرايبي…
وإن الخيل إلنا!
بس أنا وقفت، وحكيت الحقيقة.
الضابط تفاجأ، شطب الإفادة، وأخذ أقوالي من جديد.
وعدني إنه القضية تمشي…
بس لليوم، **
ما حدا تحمل مسؤولية.
ما في جهة قالت "إحنا غلطنا".
ولا زيارة.
ولا اتصال.
ولا فلس واحد على علاجي
أنا اليوم مش بس مصابة…
أنا محطّمة من الداخل.
مش لأني ركبت خيل،
بس لأني عشت أكبر شكل من أشكال الإهمال واللا مسؤولية.
اليوم، عم بصرخ:
هاي الرياضة منتشرة.
بس بلا رقابة.
بلا قانون.
بلا تراخيص.
بلا أدنى إجراءات أمان.**
بالعاميه صارت شغل للي ماله شغله
فيني أسأل؟
لما تقع ناشطة سياحية، منسقة قروبات، وعارفة بكل طرق المغامرات… بهيك وضع مأساوي،
**مين بيتحمل؟
متى بنوقف العبث بالناس؟
وين الجهات الرقابية؟
وين قانون السلامة العامة؟
شو تعريف "المسؤولية" عنا؟
أنا لينا العبادي.
أنا اليوم مش قادرة أتحرك
بس صوتي رح يوصل لآخر الأردن.
بدي أكون آخر ضحية.
ساعدوني أنقذ غيري.
وجعي ما كان لازم يكون… بس صار.
#لينا\_العبادي
#أنا\_مش\_ترند
#ناشطة\_سياحية
#المسارات\_لازم\_تتنظّم
#أوقفوا\_الإهمال
#مش\_كل\_ركوب\_آمن
#المسؤولية\_مش\_اختيار
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-05-2025 10:44 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |