حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,1 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2726

أكاديمية علم المتاحف الفلسطيني والعربي .. إرث 235 عامًا من العمل المتحفي المؤسساتي

أكاديمية علم المتاحف الفلسطيني والعربي .. إرث 235 عامًا من العمل المتحفي المؤسساتي

أكاديمية علم المتاحف الفلسطيني والعربي ..  إرث 235 عامًا من العمل المتحفي المؤسساتي

01-05-2025 08:38 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تختزلّ «أكاديمية علم المتاحف الفلسطيني والعربي»، إرثَ 235 عامًا من العمل المتحفي المؤسساتي، حيثُ أُعيدَ من خلالها إحياءُ متحف «تراث مِن عبقِ الترابِ»، المتحف الذي تمّ تأسيسه على يدِ الطبيبةِ حاكمة العايد ترابين (1775 -1885). في عام 1790 في قريةِ «غزالة» الواقعة في منطقةِ بئر السبع جنوبي فلسطين التاريخية.

في العام 2022 قام الباحث الأكاديمي متحف عايد ترابين وهو الحفيد السادسُ للطبيبة حاكمة العايد ترابين بالمبادرة لتأسيس الأكاديمية في العاصمة الفرنسيّة باريس. وذلك سعيًا لِغرس وتعزيز السرديات المتعلقة بالثقافة الفلسطينية والعربية الأصيلة، بما تحتوي من معرفة ومعتقدات مجتمعية وثقافة شعبية، في مجالات الزي والطب الشعبي وفي مجالات ومواضيع أخرى تتعلق بالثقافة الشعبية. وبالإضافة لذلك المساهمة في فهم مفرداتها ورموزها ودلالاتها المختلفة وأيضا فهم سياقاتها المتعلقة بحياة الفلسطينيين بجوانبها الإنسانية والاجتماعية المختلفة.

وقد جاءت انطلاقةُ الأكاديمية لعدة أسباب تاريخية وموضوعية مهمة أولا جمع التراث الفلسطيني المادي والحفاظ عليه وعرضه للعام وثانيا فهمه ودراسته ونشره. وفي هذا السياق برز الافتقار على المستوى الأكاديمي العالمي للفهم العميق والمعلومات المفصلة حول المجتمع والثقافة الفلسطينية وحول القطع الأثرية والإثنوغرافية الفلسطينية.حيث كان من الملفت والمثير جدا أن المتاحف حول العالم ليس فقط تفتقر، لمعلومات كافية حول التراث الفلسطيني، بل حتى تصنف في أغلب الأحيان القطع التراثية الفلسطينية تحت مسميات فضفاضة، عامة أو حتى خاطئة كليا. حيث اكتشفنا العديد من القطع الفلسطينية المصنفة تحت عناوين مثل: «قطع من الشرق الأوسط»، «قطع من العالم الإسلامي»، «قطع عربية»، «قطع عثمانية/ تركية» أو» قطع بدوية» وحتى هنالك العديد من القطع المصنفة كـ»قطع أوروبية»، قطع من غرب آسيا» أو حتى «قطع من وسط أو شرق آسيا».

وتسعى الأكاديمية إلى جمع وحماية التراث الفلسطيني كجزء لا يتجزأ من التراث المشترك للبشرية، وذلك عبر بناء مجموعة «تراث من عبق التراب»، والتي تحوي مجموعة من القطع الإثنوغرافية القيّمة، والتي تقدر بحوالي 5 آلاف قطعة حتى الآن، وهي معروضة داخل متحف الأكاديمية، وتحوي المجموعة على قطع يعود تاريخها ابتداء من العصور الفينيقية والكنعانية مرورا بالفترة الإغريقية، الرومانية، البيزنطية، الإسلامية بكافة مراحلها، حتى فترة الانتداب البريطاني وصولا إلى عام 1948. وتحوي 14 صنفا من أصناف وأنواع التراث الفلسطيني بما فيه: الأثواب والنسيج والمطرزات، الحلي والزينة الشعبية، والتمائم والحجب، الطب الشعبي، الأسلحة البيضاء، العملات المعدنية والورقية، الكتب والإصدارات القديمة، الوثائق التاريخية، الفخاريات والسراميك، المنحوتات الصدفية والخشبية، الأيقونات، اللوحات الفنية، الطوابع البريدية، الأوسمة والمداليات التاريخية.

بالإضافة لمجهود في جمع وحفظ قطع التراث الفلسطيني، تكرس الأكاديمية جهودا لتطوير البحث الأكاديمي والعلمي حول أنواع وأصناف القطع الفلسطينية المختلفة، وتقوم بدراسات معمقة للقطع الموجودة في متحف الأكاديمية بالإضافة لدراسة قطع مختلفة موجودة في متاحف عدة أو مجموعات خاصة مختلفة.

وقد ركزت الأكاديمية حتى الآن على إنتاج وتطوير علوم جديدة متفرعة من علم المتاحف الفلسطيني وهي: (علم النسيج والتطريز الفلسطيني، علم الحلي والزينة الشعبية الفلسطيني، علم الطب التقليدي الفلسطيني، علم الوثائق الفلسطيني، علم النميات والطوابع الفلسطيني).

وفي هذه السياق تستعين الأكاديمية بمجموعة ضخمة من المراجع والمصادر العلمية، وقد استطاعت بناء مكتبة علمية تحوي ما يزيد عن ألف وخمسمئة مرجع من الكتب والمجلات والموسوعات بين القرن الثامن عشر والعشرين باثنتي عشرة لغة مختلفة، حيث تتم دراسة على المراجع المختلفة والاستعانة بها لفهم ودراسة القطع الفلسطينية المختلفة.

أما أساليب الدراسة والأبحاث التي تقوم بها الأكاديمية فتستند إلى مناهج بحث ومدارس أكاديمية عالمية مختلفة، وأهمها: المدرسة الروسية والشرق أوروبية (المتأثرة ب الثقافة المسيحية أرثوذوكسية)، المدرسة الأوروبية الغربية الخاصة في منطقة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا (المتأثرة بالثقافة المسيحية الكاثوليكية)، والمدرسة الأوروبية الغربية الخاصة بمنطقة ألمانيا وسويسرا والنمسا وهولندا (المتأثرة بالثقافة المسيحية البروتستنتية)، إذ كان لهذه الدول بمرجعياتها الدينية والثقافية المختلفة حضور ثقافي واجتماعي ملموس في فلسطين، وكانت لها تأثيرات عدة على المشهد الحضاري والثقافي في فلسطين. كما أن تلك الدول كان لديها اهتماما كبيرا وعميقا جدا بالثقافة والحضارة في فلسطين، على اعتبار فلسطين هي مهد ومنبع المسيحية التي انتشرت فيما بعد في الجغرافيا الأوروبية والعالم الغربي، حيث شكل هذه الاهتمام لدى المؤسسات الثقافية الأوروبية دافعا لجمع الكثير من القطع التراثية والأثرية الخاصة بالشعب الفلسطيني. واليوم تقوم الأكاديمية بدورها باستكشاف وتوثيق ودراسة هذه القطع الفلسطينية والمحتفظ بها داخل متاحف ومراكز ثقافية وأكاديمية، وكنائس، ومجموعات خاصة الموجودة في دول أوروبية عديدة.

كما تقوم الأكاديميّة حاليا ببناء مشروع إضافي يهدف إلى تأهيل باحثين يحملون خبراتٍ علميةٍ أصيلةٍ في مجال علم المتاحف الفلسطيني، تطلعا لاكتشاف ودراسة المزيد مما قدمه الأسلاف، وبالتالي المساهمة في حفظ ومعرفة التراث الفلسطيني.

وتتويجا لتلك الجهود فقد تم إنجاز الاعتراف بتأسيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للمتاحف كعضو في المجلس الدولي للمتاحف، وذلك تتويجا لجهود كبيرة قام بها الباحث الاكاديمي متحف عايد ترابين وعلى مدى سنوات طويلة، حتى تم الحصول على الاعتراف الرسمي بـ»اللجنة الوطنية الفلسطينية للمتاحف»، بتاريخ 20 آذار 2025. حيث سيكون لهذه الإنجاز انعكاسات إيجابية بالغة وعديدة يشكل رافعة قوية في جمع دراسة وحفظ الوطني الفلسطيني.

ختاما، فقد تأملنا، عبر سلسلة من التقارير، مسيرة علم المتاحف الفلسطيني، ابتداءً من تأسيس متحف «تراث من عبق التراب» وهو المتحف الأول في مجال التراث الفلسطيني، عام 1790، إلى تأسيس أكاديمية علم المتاحف الفلسطيني والعربي في باريس عام 2022، استنادا لكتاب «تاريخ علم المتاحف الفلسطيني»، وهو من تأليف د. متحف عايد ترابين، وكليمانتينا بولي، وقد نقلته من الفرنسية إلى العربية السيدة ريم بسيسو، وهي مستشارة دولية وخبيرة في اقتصاد المعرفة والتنمية المستدامة، وتتمتع بخبرة تزيد عن أربعة عقود في مجالات السياسات التعليمية والأدوار الاستشارية الاستراتيجية على امتداد المنطقة العربية وعلى المستوى الدولي، وقد ساهمت أعمالها في صياغة أطر مؤسسية كبرى واستراتيجيات وطنية في مجالات التعليم، والسياحة، والطاقة، ودمج اقتصاد المعرفة، لا سيما من خلال قيادتها لنماذج تدريبية قابلة للتوسع وعمليات التحول الرقمي في قطاع التعليم











طباعة
  • المشاهدات: 2726
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
01-05-2025 08:38 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم