30-04-2025 08:21 AM
سرايا - خالد العجارمة - من كان يصدق ان تزدهر السياحة في قرى ومناطق اثرية في محافظة المفرق .........؟
ومن كان يصدق ان قطار اثري وتراثي وتاريخي يقطع 80 كيلو مترا ذهابا ثم إيابا ليزرع التواصل السياحي مع قرى ام الجمال وقرية رحاب....؟
بعد عشرين عام من النسيان والتردد وتخطي الحسابات المرتجفة والمترددة فقد تم حزم الأمر والانطلاق نحو المستقبل قبل اشهر لينطلق قطار الخط الحجازي محملا بأردنيين وأجانب نحو اثأر "ام الجمال" مصممين على الوصول إليها بالرغم من التخوف في انها أثار نائية وبعيدة وصماء إلا أن الجهود الوطنية الأردنية الرسمية والخاصة قد اذهلت السياح بعجائبها ومكانتها وعظمتها التاريخية.
مدير المؤسسة الحالي الدكتور الشاب زاهي خليل وفريقه الشجاع صرح "للراى" أن كثير من العوائق كانت متواجدة على سكة الحديد والكثير من الذين نصحونا بعدم المغامرة والمخاطرة في تسيير هذا القطار لأسباب عديدة .
وأضاف إننا صممنا على المضي قدما دون أي تردد وعالجنا المشاكل والمعيقات والاعتداءات على سكة الحديد بالتعاون مع العديد من الجهات الرسمية والسياحية والبلدية والأمنية وخصوصا في المناطق الشعبية على مدى سبعة أشهر وأكثر لنتمكن من إزالة كل العوائق بالتعاون مع فريق متميز من العاملين في المؤسسة نظروا جهودهم بالتكاتف والتفاؤل والأمل والتنفيذ لتسيير أو رحلة قطار وصلت إلى المفرق وعادت دون أية إشكالات أو تعطل.
وأضاف انه بعد نجاح التجربة الأولى وجدنا إقبالا على الحجز من قبل مؤسسات وأردنيين وأجانب لنؤسس لرحلات أسبوعية كانت أخرها إلى منطقة رحاب الأثرية والتي أحيت هذه القرية "ودبت" فيها الحياة بجهود أهلها الطيبين الكرماء وبلدية رحاب والمتطوعين الذين كان لهم دور كبير في استقبال الزائرين.
"السبت الماضي" نجحت المؤسسة بحضورها اللافت في الجهد الوطني لتنشيط السياحة المحلية، بإطلاق أولى رحلاتها السياحية الى منطقة رحاب في المفرق بواسطة القطار الحجازي سبقتها الرحلة الأولى كذلك إلى منطقة أم الجمال.
ويأتي ذلك في مسعى من المؤسسة لربط الأردنيين بتراثهم وتعزيز ثقافة استخدام القطار السياحي وتشجيع الحركة السياحية المحلية في المناطق والمحطات التي يصلها القطارمديرها الدكتور خليل زاهي.
وجاءت الرحلة ضمن سلسلة من الرحلات التي تنفذها المؤسسة بواسطة السكك الحديدية لإبراز جمال التنوع الجغرافي والثقافي في محافظات المملكة، ضمن الموسم السياحي لعام 2025 الذي أطلقته المؤسسة أخيرا، والذي يشمل 3 وجهات رئيسة هي مدينة أم الجمال ومدينة رحاب السياحيتين ومنطقة الجيزة، بالإضافة إلى الرحلات الممتدة حتى القطرانة ووادي رم.
وحظيت رحلة رحاب والتي كان على متنها المئات من الزائرين باستقبال حافل تميز باستعراض قدمته فرقة شعبية وموسيقية محلية، حيث قدمت عروضا موسيقية على طول مسار الرحلة عكس غنى الموروث الثقافي للمنطقة.
وتضمنت الرحلة التي نظمتها المؤسسة وجمعية "ود السياحية"، زيارات ميدانية للكنائس القديمة وقطع الفسيفساء التاريخية التي تشتهر بها رحاب، والتي تعد من أهم الشواهد على التنوع الديني والثقافي في الأردن حيث بينت احدى النساء المتخصصات في اثار رحاب بان هناك قرابة 23 كنيسة في منطقة رحاب مزينة ارضيتها بالفسيفساء.
اهالي رحاب استقبلوا الزائرين بالابتسامة والترحيب وعرض منتجاتهم الطيبة والتراثية من الأطعمة الشعبية والملابس والقلادات والصناعات اليدوية وغيرها مما أضفى على المدينة عرسا تاريخيا من التعارف بين الزائرين وأهالي القرية الكرام والسير مشيا على الاقدام متكاتفين لزيارة الاثار واحدة تلو الاخرى .
وقال المدير العام "إن المؤسسة تسعى إلى ربط المواطنين الأردنيين بتراثهم وتشجيع الحركة السياحية بالمنطقة ودفع عجلة النمو الاقتصادي.
وأكد خليل والذي كان في استقبال الرحلة، أن هذه الرحلة تأتي ضمن خطط المؤسسة وإستراتيجيتها لفتح آفاق جديدة للقطارات السياحية، وتسليط الضوء على المناطق الغنية بالإرث الحضاري والتاريخي في المملكة.
وأضاف أن الخط الحجازي الأردني يسعى لتعزيز الشراكات مع البلديات والمجتمعات المحلية والقطاع الخاص لتقديم تجارب سياحية مميزة تدعم الاقتصاد المحلي وتعيد إحياء محطات السكك الحديدية كجزء من الذاكرة الوطنية.
وأشار إلى أن الاختيار وقع على منطقة رحاب لتميزها بوجود الآثار التاريخية والكنائس المهمة، لافتا إلى أن المؤسسة تسعى إلى تشجيع السياحة المحلية والترويج للمناطق السياحية على مسار الخط الحديدي الحجازي.
وأكد أن الإقبال الكبير من قبل المواطنين على رحلات القطار يؤكد نجاح الجهود التي تقوم بها المؤسسة في إطار الترويج للسياحة المحلية ويدفعنا للبحث عن مسارات سياحية أخرى على طول الخط.
وفي سياق متصل رحب رئيس بلدية الرحاب أكرم الحراحشة بهذه الخطوة والتي شاركنا في تسهيل وتقديم الخدمات للزائرين والتي احدثت تغيير ايجابي في هذه القرية داعيا إلى المزيد من التعاون بين القطاعين العام والخاص لما له من أثر إيجابي على المجتمع المحلي.
وأكد أن التعاون مع مؤسسة الخط الحديدي الحجازي غاية في الأهمية لوضع منطقة رحاب السياحية على مسار السياحة المحلية.
وبين أن المنطقة تزخر بوجود الكنائس والتي تصل إلى 34 كنيسة مكتشف منها 10 كنائس، والعمل مستمر لاكتشاف الكنائس الأخرى.
وأشار الحراحشة، إلى أهمية رحلة القطار في تمكين المجتمع المحلي وتسويق منتجاته المتنوعة بدورهم أشاد المشاركون بالرحلة بجهود مؤسسة الخط الحديدي الحجازي بربط المواطنين بموروثهم الحضاري والتاريخي من خلال تسيير رحلات سياحية بالقطار إلى مناطق عدة تتميز بإرثها التاريخي، مؤكدين نجاح مثل هذه الرحلات في تنشيط الحركة السياحية الداخلية.
وسميت رحاب بداية باسم ( بيثا راحوب ) أي البيت الواسع الرحب وذلك في العصر البرونزي، المتأخر قرابة القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وحتى العصر الهلنستي ومن أهم آثارها، كنيسة تعود للعام 230ميلادي والكنيسة الكهفية والتي تعود لعام 686 ميلادي في العصر الأموي وذات أرضيات فسيفسائية جميلة ومتنوعة فريدة وكثيرة الكتابات.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-04-2025 08:21 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |