حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20733

بالصور .. مدينة بنما أضواء ساطعة بأحضان غابات كثيفة

بالصور .. مدينة بنما أضواء ساطعة بأحضان غابات كثيفة

بالصور ..  مدينة بنما أضواء ساطعة بأحضان غابات كثيفة

20-10-2016 10:17 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - تتمتع بنما بشهرة عالمية بسبب القناة، التي تربط بين المحيط الأطلنطي والمحيط الهادئ، والتي تعد من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم. وإلى جانب مشاهد البواخر والحاويات العملاقة، يمكن للسياح الاستمتاع بمجموعة من المتناقضات؛ حيث تتلألأ أضواء العاصمة الساطعة في أحضان الغابات الكثيفة.
ولا يتحدث سكان بنما سيتي بشكل جديد عن القرصان هنري مورغان الشهير، الذي ما تزال صوره تزين بعض زجاجات الروم حتى الآن؛ حيث وصل إلى بنما في العام 1671، وانتقل برفقة 1800 قرصان من مصب نهر شاغريس إلى منطقة البحر الكاريبي، للاستحواذ على الذهب والفضة من الإسبان، بعدما سرقوه من شعب أميركا اللاتينية.
لكن الخطة لم تنجح؛ حيث تمكن الإسبان من تأمين الجزء الأكبر من كنوزهم، وبالتالي قام القراصنة بنهب مدينة بنما سيتي، وأحرقت النيران آنذاك أكبر وأغنى مدينة إسبانية في أميركا اللاتينية. وعادة ما تبدأ الرحلات السياحية في الوقت الحاضر من مدينة بنما مرورا بالقناة الشهيرة وصولا إلى الغابات الكثيفة.
وما يزال فيليكس إسكوبار، المرشد السياحي المصاحب للمجموعة أثناء زيارة المدينة القديمة، فخورا بما فعله سكان مدينة بنما لخداع القراصنة؛ حيث قاموا بطلاء المذبح الذهبي باللون الأسود، حتى لا يتمكن القراصنة من التعرف على قيمته الحقيقية.
بريق عصري.
ودائما ما تتلألأ المباني التاريخية ويشع منها بريق عصري؛ حيث تضم الجدران القديمة العديد من الفنادق الفاخرة والحانات والمطاعم الراقية ومتاجر بيع الهدايا والتذكارات. ويلمح السياح المدينة الجديدة تلوح في الأفق أثناء وقوفهم أمام أسوار القلعة بالمدينة القديمة، ولكن المرشد السياحي لفت أنظار السياح إلى الاتجاه المعاكس؛ حيث يوجد جسر أميركا عند المدخل المؤدي إلى قناة بنما.
يصطحب فيليكس إسكوبار السياح في حافلته الصغيرة إلى ميرافلوريس، لمشاهدة السفن العملاقة أثناء عبورها هاويس القناة، ولا ينعم السياح بانطباعات حقيقية عن قناة بنما إلا عند الانطلاق بجولة في القوارب السياحية في الممر المائي المزدحم بحركة مرور السفن والقوارب، من غامبوا إلى بحيرة غاتون.
وعلى الجانب الآخر، لا تتماشى صور البواخر والسفن الحاويات العملاقة، التي تمر في قناة بنما مع صورة الغابات المطيرة، وما يوجد بها من قرود وسلاحف وتماسيح. وتظهر الطيور بكثرة على الجزر الصغيرة وعلى ضفتي القناة. وتزهو الفراشات واليعاسب بمختلف الألوان. ولا يخلو المشهد أيضا من صغار التماسيح، وهي تلهو وتلعب وسط الطين والأحجار.
وتوجد المحميات الطبيعية سوبيانيا وشاغريس وكامينو دي كروسيس على الجانب الشرقي لقناة بنما، وتوفر حماية طبيعية للحيوانات والنباتات. وتجدر الإشارة إلى أن 29 % من مساحة بنما تعد بمثابة محمية طبيعية، وتضم ما يقرب من 954 نوعا من الطيور و220 نوعا من الثدييات و354 نوعا من الزواحف والبرمائيات. وقد اهتمت الدولة كثيرا بموضوع الحفاظ على البيئة، وهو ما كان له تأثير إيجابي على ازدهار النشاط السياحي في بنما؛ حيث زادت أعداد السياح خلال 2015 بنسبة 22 % لتصل إلى 2.13 مليون سائح.
وعلى العكس من إيرادات قناة بنما، التي تبلغ ملياري دولار سنويا، فإن جزءا كبيرا من عائدات السياحة يذهب إلى جيوب السكان البسطاء مباشرة. وقد اضطر الهنود إلى تغيير أسلوب حياتهم، بعد أن تحول جزء من موطنهم إلى محمية شاغريس الطبيعية؛ حيث تم منع الصيد والزراعة على نطاق واسع، وأصبحت السياحة هي المصدر الأساسي للدخل لهم.
مستوطنة "إمبيرا"
ويقوم فابيو، أحد المرشدين السياحيين، باصطحاب الزوار في قوارب الكانو لزيارة مستوطنة "إمبيرا" في المحمية الطبيعية؛ حيث يكون في استقبال السياح لجنة الترحيب، التي ترتدي التنانير الملونة وقلائد اللؤلؤ من أجل تحية الزوار والترحيب بهم بالأغاني الفلكلورية، وبعد ذلك يتم اصطحاب السياح إلى الأكواخ المغطاة بأوراق الشجر والمصنوعة من جذوع الأشجار، وسرعان ما يشترك السياح في هذا الفلكلور، وينعمون بالهدوء والاسترخاء.
ويتفاجأ السياح من قدرة شباب أمبيرا على التحدث باللغة الإنجليزية، ويحكون للسياح عن حياتهم اليومية، ويعيش بعض هؤلاء الشباب في المدينة بشكل مؤقت، في حين يفضل البعض الآخر العيش في القرية. وينعم هؤلاء بحياة كريمة اعتمادا على دخل السياحة؛ حيث تنتشر أنظمة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وسط الغابة المطيرة لتوفير سبل الراحة، التي تشتمل على تجهيزات الإضاءة والتلفاز وسخانات الطهي.
وعلى الرغم من انتشار مظاهر الحياة العصرية، إلا أن قبيلة إمبيرا ما تزال محتفظة بالجزء الأكبر من تقاليدها؛ حيث يعتمدون على سعف النخيل لنسج السلال والأطباق، بالإضافة إلى إبداع المنحوتات من خشب "كوكوبولو"، كما يتم صيد الأسماك البلطي بواسطة الرماح، والتي يتم تقديمها للسياح طازجة، ويتم طهيها مع الموز في سعف النخيل.
وقد شهد العام 1513 قدوم المستكشف فاسكو نونيز دي بالبوا وفريقه لأول مرة إلى إمبيرا، بعد عبور برزخ بنما، الذي يفصل بين منطقة البحر الكاريبي والمحيط الأطلنطي. ولكن هذه الفترة التاريخية قد ولت إلى غير رجعة، وأصبح الهنود اليوم يقدمون مساهمة فعالة وقيمة في السياحة المستدامة في بنما.






 
 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20733

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم