بقلم : سلطان كليب
في المقال الأخير نوهت ان قواعد اللعبة تغيّرت بعد الانقلاب الفاشل في تركيا ،وكل يوم سنلمس مزيدا من المتغيرات والتطورت على الساحة السياسية العربية والدولية بشكل عام، والسورية بشكل خاص بعد التقارب التركي الروسي الايراني .


بعد التحول في العلاقات التركية الروسية وهذا التقارب المتسارع كردة فعل على الانقلاب الفاشل ،وتوترالعلاقات مع الجانب الأمريكي بدأنا نلمس تغيرات جديده ملموسة لهذه اللعبة من خلال فتح روسيا لجبهة جديدة في قتالها في سوريا والسماح بانطلاق طائراتها من الاراضي الايرانية من قاعدة همدان" بعد أن أمنت شر أمريكا وخطر قواعدها في تركيا على طائراتها."


الآن روسيا تاتي من كل حدب وصوب وتصول وتجول كما تشاء ،بعد أن وجدت فضاءًا آمناً يمتد من إيران إلى سوريا مرورا بالعراق وتركيا ،وعندما عجزت المطارات السورية عن استيعاب طائراتها القاذفة بعيدة المدى سو -24 ،وتو -22-إم ثري المحملة باحدث القنابل المدمرة التي تتسع لعشرات الاطنان لتلقي بها على الشعب السوري في حلب وحماة مُدعيةً قصف الارهابيين وجدت مجالاً أفضل في المطارات الإيرانية ،علماً أن الضحايا هم من الاطفال والشيوخ والنساء ولا يوجد في حلب لا النصرة ولا داعش كما تدعي.

أمريكا ومعها حلفائها السعودية وغيرهم لم تتجرأ أن تتفوه بكلمة مع روسيا ولا ايران رغم كل ما يجري من تطورات خطيرة،أمريكا تحاول كالعادة عندما تفشل سياستها الخارجية تحاول أن تركب التيارولا تظهر هزيمتها وضعفها ، وتقول الخارجية الأمريكية انها ستتحالف مع روسيا لمهاجمة حلب والتخلص من الارهابيين، وكما ذكرت حلب لا يوجد بها الا مقاتلي النظام السوري ومن يتحالف معهم ، أو من تدعمهم امريكا والسعودية من فصائل الثوار، فعلى من ستتحالف امريكا مع روسيا هل يتحالفا على مسح حلب من الوجود ،وذبح من تبقى من المدنيين ؟ وهل ستسمح روسيا وحلفائها للطائرات الأمريكية أن تضرب الجيش السوري ومن يتحالف معه من قوات ايرانية أو قوات جزب الله في حلب ؟ أم أنّ ذلك لإضعاف تمتين العلاقات بين الحليفيين الجديدين روسيا وايران؟.

قاعدة همدان اختصرت كثيرا من المسافات على الطائرات الروسية التي تعشق حلب وترميها بالورود ،وزادت من حمولة الطائرات ضعفين من الصواريخ بسبب قرب المسافة ،ولا نعلم هل ستعبر هذه القاذفات الاراضي العراقية ام التركية حتى تصل حلب؟ وما هي الأخطار التي ستشكلها على سلاح الجو الأمريكي الذي يقوم بمهمات قتاليه فوق الأراضي العراقية؟ ،وهل سنسمع عن إسقاط طائرة روسية بالخطأ فوق الاراضي العراقية من المقاتلات الأمريكية وهذا اسلوب أمريكا المعروف بضرب اهداف صديقة بالخطأ ؟ !!

ما هي الرسالة من استخدام قاعدة "همدان" !!!
ارسلت روسيا من قبل صواريخ أرض جو اس اس 300 الى ايران ،والآن تستخدم قاعدة عسكرية متقدمه على نمط انجرلك التركية ،هذا لا يشكل خطرا على سوريا فقط ورايي ان هذه الطلعات للفت الانتباه عن الهدف الحقيقي لهذه القاعدة لأن الهدف منها دعم ايران في اي عمل عسكري تقوم به أمريكا من الخليج الفارسي بين قوسين فارسي ضد ايران،وبالتالي هي رسالة تهديد لدول الخليج العربي كافة ،وإضعاف للدور السعودي في المنطقة ،السعودية في هذه الحالة والتي لم يخلو اي خطاب لوزير خارجيتها أنها مصممه على الاطاحة بنظام الاسد سلماً أو حرباً وأنها من الممكن أن ترسل قوات برية إذا لزم الأمر هل تتجرأ ان تفعل ذلك الآن بعد تزويد ايران بصواريخ " اس اس 300 " وتواجد أحدث قاذفاتها على الاراضي الإيرانية،وفي حال أقدمت السعودية على فتح أي جبهة مع ايران ستجد روسيا لها بالمرصاد وأمريكا الحليف المتفرّج والمنظر لما يجري شجبا واستنكارا .


روسيا من قبل أعلنت انها من الممكن ان تتدخل في اليمن بشكل مباشر وهذه الطائرات العملاقة هي مخصصه كقاذفات للمسافات البعيدة ومعالجة الأهداف الاستراتيجية ،وهذا يسمح لروسيا أن تنفذ وعدها بالتدخل في الشأن اليمني ودعم الحوثيين ضد الشرعية التي فرضتها السعودية على الشعب اليمني ،وهذه القاعدة أصبحت تمثل تهديدا مباشرا على تلك الشرعية ومن يدعمها ،وبذلك تكون روسيا أحبطت المشروع الأمريكي السعودي في إسقاط نظام بشار ونظام علي صالح والحوثي ،وهذا سيطيل أمد الحرب ويجعل الأمن السعودي في خطركبير من إيران وحلفائها في المنطقة،ويمكننا من الان القول أن كلمة الفصل أصبحت بيد روسيا التي تفعل ما تشاء قولا وفعلا ،بينما أمريكا تنظّر وتبحث عن من يدير حربها بالانابة .

كل ما يجري يشير الى تدهورمتسارع للأوضاع بالمنطقة ،وكل المؤشرات تؤكد ان المتضرر الاكبر والخاسر الأكبر دول الخليج الذين أنفقوا اموالهم على دمار الدول العربية ،وخسارتهم للحليف الصادق الأمين تركيا ، وستكون عليهم حسرة وندامة ،ومن أراد ان يدمّر اقتصاده، ووطنه ويخسر عرشه فليتحالف مع أمريكا التي لا تحفظ الود ولا تصون العهد .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا