سرايا - سرايا- يجمع خبراء واقتصاديون على أن عدم المساواة في الأجور وعدم توفير دور حضانة مناسبة في المؤسسات المختلفة وعدم توفر وسائل مواصلات جيدة كلها أسباب تقف وراء انسحاب المرأة من سوق العمل المبكر.
يأتي هذا في الوقت الذي أشارت فيه احصائيات رسمية مؤخرا بأنّ "الأردنيات يبدأن الانسحاب من سوق العمل بعمر 30 عاماً".
وأظهرت نتائج التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2015 بأن الأردنيات يبدأن الانسحاب من سوق العمل بعمر 30 عاماً، على الرغم من مستويات التعليم العالية لديهن وقدرتهن الجسدية للاستمرار بالعمل لفترات أطول، مما يحد من إمكانية وصولهن لمواقع صنع القرار ومن المشاركة الفعالة في التنمية الشاملة والمستدامة.
الخبير الاقتصادي، زيان زوانة، أشار إلى أن انسحاب المرأة من سوق العمل في هذا العمر معناه "سحب طاقة العمل الفعالة من سوق العمل، ووضعها على الهامش بحكم أن عملها في المنزل هو جزء من العملية الاقتصادية".
وأضاف زوانة أنّ خروج المرأة في هذا العمر فيه تجميد للطاقات واهدار للموارد، خصوصا أنّ هذه المرأة دفع عليها واستثمر بها في التعليم لتكون مؤهلة للعمل، اضافة الى أنّ انسحابها ينعكس في الغالب على ميزانية الأسرة التي اعتادت على دخل معين في وقت ما.
أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك الدكتور قاسم الحموري أشار الى أنّ السبب الرئيس وراء خروج المرأة من سوق العمل هو الكلفة العالية لعملها خاصة المتزوجة حيث تكاليف المواصلات، وحضانة الأطفال، وأعمال المنزل، ليصبح كلفة ذهاب السيدة للعمل أكبر من العائد من عملها.
ويضيف الحموري الى السبب السابق البعد الاجتماعي، حيث أنّ المرأة في مجتمعنا هي من مسؤوليات الرجل سواء الأب أو الزوج.
ويرى الحموري بضرورة أن يكون هناك تحسين لبيئة عمل المرأة سوءا من خلال توفير وسائل النقل المناسبة، وتوفير دور الحضانة لأبنائهن، اضافة إلى ضرورة تشديد الرقابة من قبل وزارة لاعمل على سوق العمل الذي يميز في الأجور بين الرجل والمرأة.
رئيسة ملتقى سيدات الأعمال والمهن تغريد النفيسي أشارت الى أنّ المشكلة الأساسية في انسحاب المرأة من سوق العمل هوعدم توفر دور حضانة آمنة ومناسبة، أو ارتفاع سعرها في حال توفرها، فيما أنّ دور العائلة في هذا المجال تراجع في الفترة الأخيرة من حيث أنّ بيت الجد قد يأخذ الأطفال فترة عمل المرأة.
ويترافق ذلك مع انخفاض وتواضع أجور عمل المرأة بشكل عام، حيث أنّه وبحسبة بسيطة يصبح عمل المرأة غير مجد ماليا خصوصا مع الحضانة والمواصلات. وأضافت النفيسي الى الأسباب بأنّ القطاع الخاص ما يزال غير واع لدور المرأة الاقتصادي وما سيجنيه الاقتصاد من عملها، وبالتالي فهو لا يدعم وجودها في العمل من خلال توفير دور حضانة في مؤسساته، ومن خلال مساواتها بالأجور مع الرجل.
وترى النفيسي بأنّ هناك فرق أجور بين المرأة والرجل، مشيرة الى أن المرأة التي تتقاضى أجرا مناسبا أو عاليا لا تفرط بعملها لأن عملها يكون مجديا للعائلة.
وشددت النفيسي على ضرورة توفير المواصلات المناسبة التي تدعم نقل المواطنين ومن بينها النساء.
وقالت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" في بيان أمس، إن النساء خارج قوة العمل من مجموع النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 15 عاماً يشكلن ما نسبته 78.3 %.
وأظهرت النتائج بأن الأردنيات النشيطات اقتصادياً من جميع الفئات العمرية (+15 عاماً) لم تتجاوز 21.7 % مقابل 69 % من الذكور، وتعتبر هذه النسبة متدنية جداً وتعكس ضياعا كبيرا لطاقات وقدرات النساء الاقتصادية مما يؤثر سلبا على مستقبلهن ومستقبل مجتمعاتهن المحلية وعلى مستوى المملكة.
وتبدأ مشاركة الأردنيات بالنشاط الإقتصادي بعمر (15-19 عاماً) وبنسبة 4.4 % وتواصل الارتفاع في الفئة العمرية (20-24 عاماً)، وبنسبة 24.9 % لتصل الى قمتها بالفئة العمرية (25-29 عاماً)، وبنسبة 37 % لتبدأ بعدها عملية الإنسحاب من سوق العمل بدءاً من الفئة العمرية (30-34 عاماً) فتنخفض الى 33.5 %، ومن ثم تنخفض أكثر لتصل 28.9 % بالفئة العمرية (35-39 عاماً) وتواصل الإنخفاض الى 26.3 % بالفئة العمرية (40-44 عاماً)، و19.2 % للفئة العمرية (45-49 عاماً) و12.7 % للفئة العمرية (50-54 عاماً) و7 % للفئة العمرية (55-59 عاماً) وأقلها 3.7 % للفئة العمرية (60-64 عاماً).الغد

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا