بقلم : العميد الركن"م" الدكتور فالح فرحان العوايدة

تتصف المرحلة الراهنة من تطور المجتمع بالدور المتنامي لميدان المعلوماتية والذي يضم مجمل المعلومات والبنية التحتية للمعلومات, الاطراف المعنية التي تقوم بجمع وتخزين وإنشاء ونشر واستخدام المعلوماتية وكذلك منظومات تنظيم العلاقات الاجتماعية التي تتشكل خلال ذلك.
إن مجال المعلوماتية وباعتباره العامل المكون لأنظمة حياة المجتمع فهو يؤثر بشكل فعال على حالة الأجزاء الأساسية المكّونة لأمن الدولة السياسية منها والاقتصادية والدفاعية وغيرها, إن الأمن الوطني للدولة مرتبط بشكل جوهري بتأمين الأمن المعلوماتي وهذا الارتباط سوف يزداد خلال التقدم التقني.
يُفهم مضمون الأمن المعلوماتي للدولة على أنه حماية مصالحها القومية في مجال المعلوماتية والتي تتحّدد بجمل المصالح المتوازنة للمواطنين والمجتمع والدولة.
تكمن مصالح المواطنين في مجال المعلوماتية في تأمين حقوقهم الدستورية للوصول الى المعلومات, واستخدام المعلوماتية من أجل القيام بالنشاط غير الممنوع بالقانون, ومن أجل التطوير الفيزيائي والروحي والذهني( الفكري) وكذلك في حماية المعلومات التي تؤمن الأمن الشخصي.
كما أن مصالح المجتمع في مجال المعلوماتية يمكن أن تنحصر في تأمين مصالح المواطنين في هذا المجال وفي تحقيق والحفاظ على الوئام الاجتماعي والمحافظة على القيم الروحية والمخزون الأخلاقي والإبداعي لدى السكان.
أما مصالح الدولة في مجال المعلوماتية فتتلخص في خلق الظروف من أجل تطوير منسجم للبنية التحتية المعلوماتية, لتحقيق الحقوق والحريات الدستورية للمواطنين في ميدان الحصول على المعلومات, واستخدامها بهدف تأمين رسوخ النظام الدستوري في الدولة.
إن التعاون الدولي في مجال تأمين الأمن المعلوماتي هو جزء لا يتجزاء من التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي وانواع التعاون الأخرى للبلدان العربية والمجتمع الدولي, إن مثل هذا التعاون يجب أن يساعد على زيادة الأمن المعلوماتي لجميع هذه الدول العربية وللمجتمع الدولي.
إن الأمن المعلوماتي يتوقف ليس فقط على جودة ونوعية الوسائط الفنية والبرمجية وإنما على الأشخاص أيضاً, فعلى سبيل المثال إذا وضعت أحسن أداة بين يدي شخص عديم الخبرة فلن تكون هناك أية نتيجة إيجابية سوى الإساءة إلى العمل, ولهذا السبب يجب إعطاء دروس للمستخدمين حول كيفية استخدام الوسائط الفنية للحماية, ولذلك يجب تنظيم تأهيل الكوادر اللازمة في مجال مسائل حماية المعلومات, ويجب إعداد قواعد الأمن المعلوماتي وإجراءات المسؤولية الشخصية وإيصالها الى كل شخص. وحمى الله الوطن من كل مكروه

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا