سرايا - سرايا - أعطى راعي غنم سوداني مثالًا حيًّا على معنى الإنسانية، وما يمكن أن تحققه للبشر من سكينة وراحة البال، بل ويمكنها أن تخلد ذكراهم على مدار السنين.

وتعود بداية القصة إلى أكثر من 15 عامًا، حينما هاجم إفريقي ابن راعي الغنم وهو نائم في أحد الأماكن بجدة فأرداه قتيلًا، ولم يتحمل الأب الحياة دون ابنه فعاد إلى بلده بالسودان، وظل القاتل ينتظر لحظة القصاص طوال هذه السنوات.

وتطورت القضية في شهر رمضان الماضي؛ حينما فتح ملفها مدير فرع جمعية حقوق الإنسان في جدة صالح سرحان الغامدي؛ حيث وجد طلبًا من أسرة القاتل -واسمه "الغالي"- للوصول إلى أسرة القتيل لعلها تنجح في الحصول على عفو. وبالفعل نجح مدير فرع الجمعية في الوصول إلى والد القتيل -واسمه عبدالله النمير- لكنه رفض في البداية تمامًا التنازل، لينجح مدير الجمعية في إقناعه بالحضور إلى المملكة؛ حيث وصلها قبل ثلاثة أشهر، وفقًا لصحيفة عكاظ، الاثنين (22 مايو 2016).

وأصر والد القتيل على موقفه٬ وطلب منه مراجعة المحكمة للاطلاع على أوراق القضية٬ وقدم رئيس المحكمة الشيخ عبدالرحمن الحسيني تسهيلات كبيرة في هذا الشأن، في حين أبلغه رئيس الجمعية أن فاعل خير حرر شيكًا في المحكمة باسمه بمبلغ ۳۰۰ ألف ریال مقابل التنازل عن القصاص من القاتل٬ غير أنه رفض العرض، بعد استشارة زوجته في السودان، والتي قالت له: "لو رجعت بأي ریال من السعودية.. ما عاد تيجي البيت!"، في حين قرر الأبوان التنازل عن حق الدم دون أي مقابل.

في اليوم التالي، جرت الترتيبات؛ حيث انعقدت جلسة قضائية من 3 قضاة تم فيها توثيق التنازل عن القصاص بشهادة اثنين.

ورفض الأب مجددًا الحصول على أي مبلغ مقابل تنازله٬ ولم يكتف بذلك، بل قرر زيارة القاتل في سجنه برفقة صالح الغامدي٬ والتقيا مدير السجن٬ ولم يجد السجين الذي دخل السجن في الثلاثين من عمره وعبر الآن سقف الخمسة والأربعين٬ غير الدموع ليرد بها جميل من أنقذ عنقه من حد السيف.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا