حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 31912

معلم ايام زمان

معلم ايام زمان

معلم ايام زمان

16-11-2015 10:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور رائد القديرات
منذ زمن ليس بعبد، كلفت في زيارة احد المدارس من ضمن متطلبات عملي الرسمي، وتوجهت الى غرفة المعلمين في تلك المدرسة، احاول الاستماع لبعض اراء المعلمين حول الاحتياجات التي يمكن ان تقدمها مديريتي للمدرسة من اجل الارتقاء في العملية التربوية التعليمية في المدرسة وبدأـت استمع لمقترحات المعلمين فوجدت بعض المقترحات المعقولة التي يمكن ان يتم تلبيتها بسهولة ووجدت بعض المقترحات الغريبة جدا التي لا يمكن تحقيقها، والغريب أن المتحدث بهذه المطالب الغريبة، يبدو انه يعيش في حالة تنفصل عن الواقع على الرغم من انه يقارن نفسه بالمعلمين القدامى اللذين مارسو المهنة عن جدارة واستحقاق. ولدى أول مقارنة طرحها زميلي - حديث التعين - انهال علي بكثير من الجمل بدأت من اعتراضه النصاب ( عدد الحصص الاسبوعية التي يدرسها المعلم ) ثم الراتب فالحر الشديد داخل الغرف الصفية، والمناهج، والامتحانات والنتائج وضعف التحصيل واشياء كثيرة لم اتذكرها وكان يتكلم بعصبية، ضننت نفسي للوهلة الاولى أني وزير التربية والتعليم في محافضتي ! ، المهم بقيت صامتا حتى أنهى كلامه وتذكرت ايام زمان، يوم كان نصاب المعلم ( 24 ) حصة، تعطى بحذافيرها، ايام كان المعلم ينسى نفسه ولا يخرج الا حين يأتي زميله للحصة التالية، ايام كان يحب طلابه كما يحب ابنائه ويتخيل ولده بينهم ان لم يكن له ولد. اين نحن من تلك الايام. تبسمت له وقلت : وكم نصابك؟ فقال ( 18 ) حصة ثم اردف : وبصراحة انا لا اعطي الحصة كاملة بسبب الحر الشديد، فأنا في آخر ربع ساعة اجلس تحت المروحة، لاني أصل لمرحلة ( القرف ). اندهشت للفظ والطريقة والاسلوب! ، متى كان المعلم اسير الظروف؟ وتذكرت ايام زمان ايام المعلم والمربي والفاضل الذي يعلم الناس الفضيلة. لم يكن المعلم يقيس الحصة بمقدار ما يقبض ولا تنتهي الحصة لمجرد وصول درجة الحراره الى حد ( القرف ) على رأي زميلي وإنما كان يعلَم لأنه يحب التعليم فقط، فإن لم يكن يحبه فهو مخلصُ فيه لأنه عمله الذي ارتضاه لنفسه. كيف تغير تفكير المعلم ؟ ولماذا؟ ، قلت له و أنا راسماً نفس الابتسامة: كيف تنهي المقرر الدراسي اذاً ؟ ولسوء حظه إني كنت وإياه من نفس التخصص. تردد قليلا وقال : وهل هذا المنهاج مناسب ؟ ازددت اندهاشا فهو نفس المنهاج الذي درسه هو من زمن ليس ببعيد فقلت له: كيف؟ الم تدلرس انت نفس المنهاج؟ لم يجب على سؤالي. ثم قلت له: هل كان معلمك يجلس آخر ربع ساعة من الحصة بسبب الظروف الجوية؟ لم يجب . ولحسن حظي كنت أعرف معلمه في تلك الفتره فهو احد زملائي ومشهود له بالعطاء ثم قلت له: اعلم انه لم يكن معلمك يمتلك مكيفا للهواء في بيته في تلك الفتره فهل كان لديكم مكيفاً في الغرفة الصفية؟ لم يجب ... ثم قلت له: في ذالك الزمان كان راتب معلمك ( 140 ) دينار، وعليه ما عليه من التزمات لا تقل في احسن الظروف عن ثلثي راتبه، فهل اشعرك بطريقة مباشرة او غير مباشرة انه ( قرفان )؟ لم يجب . والغريب ان هذا المعلم يتقاضى علاوة التجيير وقد يتساوى الآن راتبه وراتب المعلم الذي درسه قبل (10 ) سنوات ومعلمه راضٍ وهو غير راضٍ !!! وذهب صديقي وأضنه احترم سني فقط ولم يجبني ليس لأنه اقتنع بأفكاري وأنما سكت فقط احتراما للسن. أحبتي اترك الحكم لكم.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 31912
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم