حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,27 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29711

هلم لحلو العيش (3)

هلم لحلو العيش (3)

هلم لحلو العيش (3)

15-07-2015 12:52 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سليم عبد القادر الدحمس
قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدواعنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدو
اتَجري على رِسْلِها الدُنيا ويتبَعُهارأيٌ بتعليلِ مَجراها ومُعتقَد
أعيا الفلاسفةَ الأحرارَ جهلُهمُ ماذا يخِّبي لهمْ في دَفَّتيهِ غد !!


لا أذكر أنه مر يوم دون أن أكتبَ لك، دون أن أنتبه لذلك الخراب الذي أحدثه غيابكَ بي، دون أن أمتلئ بِحُبكَ وبهذا الحزن الثقيل، وعبثا أستجدي معجزة تُعيدكَ إلي.
ثمان سنوات مضت وفي كل يوم أجدد العقد مع الذكرى، وأهشُ نسيانك عني بـِعَصا شوقي إليك، وأحدِّثُ العالم عنك كما لو أنكَ ما زلتَي هنا، تملئ منزلنا ضجيجا في الوقت الذي تموت فيه كل الأصوات بهدوء على عتبة عالمي الممتلئ بك.

سيدت الغياب .. إن عطبا ما سيصيب ذاكرتي لاحقا لفرط إنشغالها بِكي.

كيف أتوسل إليك وهل لي أن أخترع لغة لاستجدائك؟ بأي حرف أجر الكلمات نحوك، وأي قافية يمكن أن تُنهي أوجاع سكونك الأخير وتساؤلات ملامحي، وعلامات توقف البسمة، وكل حركات اليُتم بعدك؟ أي معجم سيحتوي هذه الحروف الضخمة لمرضي بك؟

مُصاب بكَي أنا .. وهذا المرض نهشَ من قلبي الفرح.

كم أنتي استثنائيه وكم أنا شقي بعدك. الحزن على الاستثنائيين لا ندخل إليه بالبكاء، لا فترة للحداد عليهم، لا لون يعبر عن غيابهم، يبعثرون أنفسهم في كل التفاصيل التي تحيط بنا، يهطلون مع الجنون والفرح والغيمات السوداء التي تكاد تكتم على أنفاسنا حد الاختناق، إنهم يزهرون فينا بكل المواسم، ولهم فصل خامس للذكرى يُدعى فصل الغياب.

يا سيدتي وسيدة كل أوقاتي وسيدة الغياب... أتعلمي أنني أتسلل كل ليلة من غرفتي حاملة بعض الكتب التي أخذتها عشوائيا من المكتبة، أمشي عبر الممر المُعتم وأتلمس الجدران كي أصل للباب، فأصطدم بالعتمة وبرائحتك وأحيانا أتعثر بصوتك. حاولت أمس القبض على غيابك كي أجره وأرمي به خارج المنزل لكنني لم أفلح، فاستفرد بي الفراغ وسحبني نحو كآبتي من جديد.

الآن وبعد كل تلك السنوات التي تفاديت فيها الموت بالكتابة إليك، بعدما حرمتني الحياة بنت الك....ب من أبسط حق لي في النوم على صدرك ومسح ما علق من خوف عن جبيني بباطن يدك، وقعت على استنتاج يؤكد لي أنه كلما كبرنا صغرت فرحتنا، وكلما عبرنا الحياة من أوسع أبوابها وجدنا أن الكون يضيق بنا، وحده الحزن من يكبر برفقتنا ويذهب معنا للمدرسة، نتقاسم معه سندويشة الزيت والزعتر، ثم يرافقنا للجامعة، نتخرج سويا ونعشق بعضنا البعض من أول نظرة، نتسامر معه وعندما يتعب ينام في سريرنا ويغفو على مخدتنا وننجب منه قبيلة من أشياء لن يدرك معناها إلا من فقدكي
ولاحقا نكتشف أنه حتى أكبر أفراحنا كانت هناك

اتيتُ أبحـثُ عـنّـي فـيـكِ يـا أمَـلي
ولم أجـدْ غيرَ السرايا فصارَت لي وطني ،،،


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 29711
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم