بقلم : شريده عبدالرحمن الشريدة
في الواحدة الا عشرة دقائق قرع بابي الالهام بغتةً لأفيق من استرخائي المبتذل على انغام الموسيقى الرائعة كخريف تشايكوفسكي وضوء القمر للفذ بيتهوفن, للكتابة وللشوق الى الكتابة يا ترى عن ماذا عن ماذا الى ان شعرت وانا اخط اسطرها الاولى اي منذ (البدايات) انها كانت تصور مشهد بسيط من هذه الدنيا من الكدح والعمل الشاق وعدم الراحة وعيش الاحلام وعن من يا ترى ؟ انها عن احد المحاميين الصغار ذوي الاحلام الكبيرة اعتقد انه ليس سهلً ان تكون محامياً ربما المحاميين لهم احلامً كبيرةٌ عادةً.

 

الى المخلصة زوجتي :

جميلتي لقد استيقظتُ باكراً وتركت لكِ هذه الرسالة اعلمك فيها انني اريد التوجه الى مكتب السفر نعم ذلك المكتب الذي  في ناصية الشارع, سوف اقضي ساعات طويله لأجد لنفسي مقعد في طائرةٍ لينة السعر, لقد استلمتُ صباح هذا اليوم توكيلً من احد اللوردات الانجليز يستدعيني فيها القدوم الى مقاطعة ويلز حيث يقيم هو وعائلته .. انه الرجل الذي حدثتكِ عنه الأسابيع القليلة الماضية, انه رجل غني يعمل بتجارة اللحوم ليس الا وان لديه كمية من البضائع قد احتجزت وهو الان يحتاج لمحامً ماهر يزأر امام القضاة ليخلص له تلك البضائع من ارصفة الميناء, عزيزتي لا تتوترِ ابقِ هادئةً وتحلي بالصبر ورباطة الجأش لا من شيء نحصل عليه دون عناء حافظِ على ابتسامتك انه الصباح ليس الا ونحن الان بحاجة للمال, انها اشهر الزواج الاولى وما زال لدينا العديد من النواقص يبدو لي ان ملابسي تكوى يوميا وهي بحاجة الى غسالة اتوماتيكية  ومجففة ملابس ..الخ, يحق لك الان ان تحصلي على مجففة الملابس التي اعجبتك عند ابنة عمك نعم انني اعترف انه يحق لها ذلك فزوجها تاجر ويجني مالً وفير من بيع الخردوات والصلب عدا ذلك كله ربما يتوفر لنا مبلغً اضافياً من المال نستطيع حينها ان ننجب طفلنا الاول.

 

وذهبت انا الى ذلك المكتب  ووجدتُ كمً من المسافرين سين وصاد وعين, يجلسون ويتجولون في اروقة المكان وينتظرون اوراقهم الثبوتية  وتأشيرات سفرهم ربما احدهم للعمل مثلي وذلك الشاب قد يكون لهجرةً او دراسة وتلك السيدة قد يكون سفرها للحصول على رعاية طبية افضل وذلك السيد الجميل الذي يلمع حذائه ربما قد حصل على رحلةٍ سياحيةً من ولده البار المغترب منذ’ سنواتً عده, هذا وقت الدروة وانا احتاج ان انجز هذا العمل سريعاً وانا بطبعي وعملي كمحامً اعرف كم هائل من الاشخاص يعملون هنا, اتصلت بأحدهم لا على التعيين وقد ساعدني وابقاني جالساً طوال الوقت على احد المقاعد في ردهة الاستراحة, ولقد قدم لي قدحً من الشاي اللذيذ الذي اجزم انه اعد جيداً, لم يطل غيابه الى انا جاء بتذكرة سفر الى ويلز وهو يتقهقر من الضحك قائلاً : صديقي لقد ابتعتُ لك رحلةً جميله على مقعدٍ مريح وجيد وبسعر مناسب كما طلبته سوف تقلع طائرتك في اليوم التالي لصبيحة الغد اتمنى لك رحلة موفقه فشكرته جيداً وقدمت له المال الذي طلبه.

عُدت الى البيت لأجد زوجتي تحضر لي حقيبة السفر, والتي قد اوصيتها ان تكون ان تكون صغيرةً وتحوي فقط الحاجيات التي اعتدتُ ان استخدمها  في عملي, اخبرتني قائلةً وماذا لو قد طال عملك واضطررت للبقاء لمدة اطول لقد سمعت ان الملابس البريطانية  فاخرة جداً وثمنها يفوق ما في جيبك قاطعتها بسلاسة انها يومين, يومين  فقط وسوف اعود مسرعاً.

اليوم التالي انه اليوم الذي ارتقبه انا الان مستعد جيداً لاستقل العربة الى المطار فطائرتي لديها ساعتين لتقلع .. حضن عميق لزوجتي العزيزة اشعرتها ان مودتي لها لن ولا تنضب ابداً وانني عائدٌ قريباً لا محالة لذلك محملاً بالأخبار السارة والجنيهات البريطانيةِ ذات النقوش الجميلة من فئتها الاكبر, وفور وصولي الى ويلز كتبت لها :عزيزتي لقد وصلت للتو الى هذه المدينة الرائعة ويلز وتوالت الاحداث والايام وبرقياتي للمخلصة زوجتي على النحو التالي :

عزيزتي انا متأسفٌ جداً لقد مرة ساعات طويله ولم اتصل بك ارجو معذرتي انا اعمل بجهدً كبير على هذه القضية واعود منهمكً في منتصف الليل علاوةً على ان البريطانيين لا يأخرون ساعاتهم ابداً اظن انني سوف ابيت اسبوع الى اسبوعين هنا, قبلاتي الحارة زوجتي العزيزة .

عزيزتي اود ان اخبرك انني قد كسبت القضية ولقد تحررت اطنان اللحوم الى مكانها الصحيح لقد كلف ذلك كثيرا لم انم منذ ثلاثة ايام لقد كانت قضيةً صعبه بالفعل وادق من ذلك لقد كانت معقده . لقد اودعت لك مبلغً وفير من المال في حسابك لا بد وان تذهبي لزيارة المصرف للقيام ببعض الإمضاءات سوف يساعدك احد الزملاء في ذلك ابقي بخير لأجلي.

اغفري لي تلك المكالمة القصيرة قبل يومين ولكنني كنت في مكان العمل ولا احد هنا يستخدم هاتفه ,ابشرك بهذا لقد حصلتُ على قضيةً اخرى ربما هي ابسط مما قد تسلمته سابقاً, لا اعلم ان كان لك هذا خبراً سعيداً ولكن ليس من الخطأ بشيء ان اغطي بإتعابِها اجور الاقامةِ هنا وتذاكر السفر والهدايا الفاخرة من المتاجر الشهيرة هارودز التي اود ان أصطحبها معي اليكِ في حقائبي فلقد كنتي على دوام الى جانبي في السراء والضراء, اضن انني سوف اعود على درجة رجال الاعمال الى الوطن انها كانت هدية اللورد الانجليزي (ادوارد).

يؤسفني ان ابلغك بعد انقطاع البرقيات بيننا انني كنت ارقد في المستشفى لقد نقلت في اسعاف المحكمة الى احد المستشفيات العامةِ هنا في ويلز, واخبرني الاطباء بأنه قد تعرضت لنوبةً قلبيه وسقطت وانا على منصة الترافع اخبروني انني قد ارهقت وفقدت الكثير من الفيتامينات والطاقة اثناء عملي كالإنساله (الانسان الالي) وحري بي ان احظى بعناية لصحتي, لا بأس انا الان تعافيت وعادت لي طاقتي وعاد لي رونقي, لقد خسرتُ بعض المبالغ المالية بعد ان خسرت قضيتي الاخيرة هنا وانا الان انهي تعاملاتي وحجزت مقعدي على طائرة الثامنة مساء هذا اليوم لأعود الى وطني .

واعترف بأنني قد سعيت كثيرً واهملت متطلباتي الصحية في المرة القادمة سوف اكون اكثر حرصاً على ان اكون الى جانب صحتي ولا يمنعني ذلك من النجاح بل سوف يزيدني طاقةً وسعياً, نصيحتي لكم ان تنعموا بالشكر شكر الله والاصدقاء والاشخاص من حولنا الدراسة والصحةِ والعمل واهدافنا السامية.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا