بقلم : هاني طاشمان
بالأمس تلقينا خبر وفاة علم من أعلام الأغنية الأردنية والعربية الأستاذ إسماعيل خضر ببالغ من الحزن والأسى
هذا الفنان الذي قدم للفن الأردني والعربي الشيء الكثير فمنذ انطلاقته الفنية الأولى في ستينيات القرن الماضي وهو يقدم فنه الأصيل عبر الإذاعة الأردنية والتلفزيون الأردني.... عندما كان التلفزيون الأردني في قمة عطائه..... هذه المؤسسة أيضا التي قدمت للفن العربي بشكل عام الدعم والتسويق والإنتاج عبر المؤسسة العربية للإنتاج التي كانت تتبع للتلفزيون الأردني وأنتجت الكثير الكير من الأعمال الفنية على المستوى العربي وكانت بموقع لا يستطيع احد أن ينافسها وحتى تسعينيات القرن الماضي ... ولأسباب لا يعلمها إلا الله وإدارة التلفزيون الأردني والتي احكيها وبكل أسف بأن المحسوبية والشللية كانت وراء اندثار المؤسسة الإنتاجية هذه والتي لا نكاد نسمع عنها شيئا وحتى لم نرى تحقيقا مهنيا لأسباب فشلها وتراجعها لا بل واندثارها.

كان إسماعيل خضر- رحمه الله - وغيره من الفنانين الأردنيين يقدمون فنا راقيا، وأصبحت الأغنية الأردنية مسموعة ومتداولة بين الفنانين العرب وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها, والآن فناننا الأردني إسماعيل خضر في ذمة الله.

ألا يطرح علينا هذا الموقف تساؤلات عن الجهات المقصرة بحق الفن الأردني؟!
ألا يتطلب منا الموقف تشكيل لجنة فنية مهنية للتحقيق في إخفاقات الفن الأردني وتراجعه وتردي أحوال الفنان الأردني من سيء إلى أسوأ؟!
ألا يتطلب منا الموقف ونحن نتذكر فنانا العظيم إسماعيل خضر أن نعمل جاهدين لرعاية المواهب الفنية الشابة وتقدم الدعم الكامل لها؟!

كيف لا ونحن نشاهد برامجا على مستوى العالم العربي عبر محطات التلفزة وتقدم مواهب أردنية كانت على مستوى عالي من الأداء أمثال يوسف عرفات، يحيى صويص، ديانا كرزون، ومحمد رمضان وغيرهم من الطاقات الفنية المبدعة
أين نحن من اكتشاف مواهبنا ورعايتها؟ وأين هي المؤسسات الفنية؟ وأين الفنانون من ذلك؟ وأين نقابة الفنانين الأردنيين من هذا وذاك؟ وأين هي معاهدنا وجامعاتنا التي تدرس الفنون؟!

الكثير الكثير من التساؤلات نطرحها ليس لإلقاء اللوم على احد أو الانتقاص من مكانته الفنية ولكن لنستقي الدروس والعبر من الماضي.
وانطلاقا من المقولة " الفن والرياضة عنوان الحضارة" لا بد من الرقي بمجتمعاتنا وثقافتنا عبر الرقي بالفنان الأردني انه الأكثر حاجة للدعم والمساندة من الجميع كي يقف على رجليه كنجم من نجوم الفن العربي والعالمي، ويقف باحترام ليقول هذا هو المجتمع الذي أوصلني إلى هذا المستوى الراقي، بدلا من تهافت وسائل إعلامنا على تناقل الأخبار التي تحمل في ناياها غرس بذار الكراهية والتحريض على العنف الذي نشاهده بمؤسساتنا التربوية بكل أسف

وأخير وليس آخرا فإنني أتوجه إلى معالي وزير التربية والتعليم والى رئيس المجلس الأعلى للشباب وإلى معالي وزير الثقافة والفنون والى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ورؤساء الجامعات والمعاهد التي تدرس الفن كي يعيد كل واحد منهم حساباته بالشكل الصحيح ويقوم بواجباته لرفع القيمة الفنية والتذوق الفني عند الجميع، وأخص بالذكر وزير التربية لتدريس الموسيقى والغناء ورعاية المواهب من مهدها وهم صغار حتى نخرج للعالم نجوم الفن من الأردن.

رحم الله فناننا الأردني إسماعيل خضر ونطلب الى الله التوفيق والنجاح لمن تبقى من جهابذة الأغنية الأردنية، وحمى الله الأردن من كل سوء

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا