سرايا - سرايا - صوت أدبيّ شجيّ، قرأت لها من عهد ليس ببعيد، استمعت لصفاء الحرف عندها، مسكونة باللغة الوافية، ومذخورة للمعاني الصافية، بهذه الكلمات استهل الشاعر حسن البوريني تقديم الشاعرة نوال الحمد، فيما اعتبر الشاعرة إيمان العمري شاعرة لها ما يميزها من حرفية الحرف ومشهدية اللغة، ناجت بشعرها المغزول على سنارة التصوف والزهد الآدمي، واحتفت بفوارس ذادوا بروح صادقة عن مشارب القافلة.
جاء ذلك في الأمسية التي نظمها ملتقى إربد الثقافي مساء أول من أمس، بحضور حشد جماهيري لافت.
القراءة الأولى كانت مع الشاعرة الحمد التي قرأت باقة من قصائدها، وتغنّت فيها بالسنديانة والشوق والورد، قصائد طافت في أرجاء الطبيعة لتنقل للجمهور تمظهرات الحياة، ومن قراءاتها نأخذ:
عمّا»
رمانّتين وزهر
ورحيق اندلف على ثرى
أصابه وابل فارتجفا
تغور عينان في لجة الصّمت
وتغرقان
بطيب عشق ونشوة
عما تلاقي
يلتحم جذعان:
سنديانة ولهى
وأرز جسور
فيورق الطّرح على دالية
من الشّوق خجلى»
ومن جانبها قرأت الشاعرة العمري باقة من لوحاتها الشعرية التي اتخذت منازل الطمأنينة سبيلا لها للوصول إلى الحياة الأجمل، بلغة تقترب في معاينتها للموضوعات من جسر التمثّل الصوفي، لتتوضأ بالندى، وتتصل بالفهموم الأمثل لمثل هذه الحياة المنشودة.
ومن شعرها نأخذ المقطع التالي:
«في ذاكرتي العتيقة
أعلم أنني أحمل الكثير من الأوجاع
بعضها يمتد الى ما قبل الولادة
تغور الجراح
ولا تخرج عن صمتها أبدا
يفرّ بعضها
لكنها تعلم أنها لا تتعافى بالبوح
وتعود الى حيث قلبي
ولكن ما يؤلمني الآن
أنني أسمع نبضي
- ولا أجد قلبي
لست على ما يرام
ولستم كما أشتهي»
الشاعر البوريني الذي أدار فعاليات الأمسية شارك أيضا فيها بقراءة باقة من قصائده التي صافح فيها الأشياء ليقدم بانوراما للمتحرّكات في الوجود بلغة تكتسب عنفوانها من مدلول الحراك الإنساني اليومي، من مثل: «سيدة الحانة، ادخريني في السنابل، العزف الأخير» وفي الأخيرة يقول:
«على ضفة الجرح الوجيع
نثرت بالأحزان ظني
وقلت للموج المعاكس
يا غضيب البحر
اعزف لي بياتا فوق عودي
فإنّ نقف الجرح
يطرب بالتغني»

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا