حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,27 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 135081

ابتلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من آل ياسر

ابتلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من آل ياسر

ابتلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من آل ياسر

22-10-2014 10:40 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا -
سرايا - لئن كان البلاء موكولاً بأحباب له يحط في رحالهم، ويعرف طريقه إليهم، وقد حددتهم النصوص، وشهدت لهم الأخبار، وتناقل أخبارهم أهل الآثار، فكان على رأس أولئك الأنبياء الأخيار، خيار بني آدم ولا فخر، وكان في مقدمة هؤلاء أولو العزم من الرسل، وهم سادتنا نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

وقد عرضنا فيما سبق للحديث عن البلاء الذي نزل بهم، والاختبار الذي ألم بهم، تبياناً لفضل الله تعالى عليهم في تحصيل حال الصابر في الضراء، والشاكر في السراء في شخص كل واحد منهم.
ثم أفردنا سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم بالحديث، فحدثنا عن صور البلاء التي ألمت به، وشعب الاختبار التي اجتمعت عليه، فخرج منها نقياً صابراً محتسباً، قد علا كعبه، وعرف فضله وازدان وجهه، وصقل معدنه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إمام الصابرين، وقدوة المبتلين، وسيد ولد آدم أجمعين والقدوة للمسلمين.
 
ولما كان هذا حاله مع البلاء، فقد حدّث بحاله ومقاله عن أهل الابتلاء، فأخبر أنهم الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل والأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه.
 
وقد اجتمع عند النبي صلى الله عليه وسلم قلة من الصحابة الخيرين، الذي وصفهم قائلهم بأنهم صبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، وكيف لا وهم أفضل الناس بعد أنبياء الله تعالى، وهم حملة هذا الدين بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وفرسان المعارك وحماة الميادين في أيام الله تعالى مع النبي صلى الله عليه وسلم..

ولما كان حال هؤلاء بهذا الوصف؛ فقد كان هؤلاء مظنة للابتلاء، ومحطاً للاختبار، وملتقى لكيد الأعداء، فصبت عليهم حمم غضب الكفار، وأثرت بأجسادهم وسائل أولئك من برد ونار، وسهم ورمح وصارم بتار..

لكن ذلك وإن عظم حاله، واشتد ليله، وتضاعفت حاله إلا أنه لم يفت في عضد أولئك الصحب الكرام، بل أحال الله تعالى لهم به المحنة إلى منحة، فعلت أقدارهم، وظهر صدق مقاصدهم، وبأن حسن معادنهم رضي الله عنهم أجمعين، حتى كانوا القودة في هذا الخير، والأسوة في هذا الفضل بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان النظر في أحوالهم، والدرس لأخبارهم من أحسن الوسائل المرجية لمن هم مظنة للابتلاء والاختبار من عباد الله الصالحين، فكانت أخبارهم واحة رخية جنية يتفيأ ظلالها طلبة المجد، ورادة العلياء، والسادة الدعاة إلى الله تعالى في كل زمان ومكان، وفي كل آن وجيل.
لذا؛ رأيت أنه لا يتم الحديث عن فقه الابتلاء والمحن إلا بتنسم أخبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة منها ما تعلق بالصبر والابتلاء، والتحمل والتعالي على الضعف، فكان أن عقد هذا المبحث لهذا الاعتبار، بقصد إلقاء نظرة على حال أولئك النفر الصادقين مع الابتلاء، ليكون ذلك معلم درس، ومقام عبرة، ومدرج اتعاظ، ليكون ذلك جزءاً من زاد الدعاة الى الله تعالى، وهم يكتوون بطريق الدعوة الطويل الذي تتوشهم فيه المحن، وتشتد عليهم فيه الاختبارات، وتخلص فيه النفوس لرب السموات، ليكون ذلك جزءاً من زاد أولئك، وفي ثنايا عدتهم، تلك الأيام الشديدة.
لذا؛ نزلف سريعاً لنسمع من أخبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن الشدة والابتلاء، وهذا ما نذكره بعون الله تعالى من خلال ما يلي:

1- أول من أظهر إسلامه:
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عقال: "أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار بن ياسر، وأمه سمية، وبلال، والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون، فألبسوهم أدرع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان واحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان، وأخذوا يطوفون به شعاب مكة، وهو يقول: أحد أحد".
2- تعذيب آل ياسر: عن عثمان رضي الله عنه قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذاً بيدي نتمشى بالبطحاء، حتى أتى على آل عمار بن ياسر، فقال أبو عمار: يا رسول الله الدهر هكذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اصبر"، ثم قال: "اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت".
وفي رواية: "اصبروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة"، وفي رواية عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة".
3- الصحابة يطلبون الاستنصار من الله: وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في ظل الكعبة متوسداً بردة له، قلنا: يا رسول الله، أدع الله تبارك وتعالى لنا واستنصره، قال: فأحمر لونه أو تغير، فقال: "لقد كان من قبلكم يحفر له حفرة، ويجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيشق ما يصرفه عن دينه، ويمشط بأمشاط من الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب، ما يصرفه عن دينه، وليتمن الله تبارك وتعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تعجلون". د. محمد أبو صعيليك
 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 135081

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم