بقلم : عـدي قاقيـش
في الوقت الذي يعاني منه المواطن الأردني الأمرين، سواء من الارتفاعات الحادة في السلع الغذائية الأساسية أو الارتفاع الصاروخي لأسعار المشتقات النفطية أم من الضرائب، كان الأجدر من مجلس النواب -الذي دائما ما يقول انه ممثل المواطن ويعمل لمصلحته- البحث في الأمور التي تساهم على تخفيض الأسعار والضرائب التي أرهقت كاهل الأردنيين صغاراً وكباراً، وطرح قوانين تساهم في رفع الرواتب لتحسين معيشة هذا المواطن الذي أنهكت الفقر، لكن نواب المصالح كالعادة لا يتذكرون إلا أنفسهم، يريد سكان هذا المجلس إقرار قانون يفيد بفرض راتباً تقاعدياً مدى الحياة لأعضائه لمن تزيد خدمته عن سبع سنوات، إذا تمعنا بهذه الفرضية نجد إن 90% من سكان المجلس سيحصلون على رواتب تقاعدية مساوية للراتب الأساسي للوزير، فاغلبهم تزيد خدمتهم في المجلس عن سبع سنين وكأنهم ورثوا المقاعد في المجلس، نسوا إن النائب ما هو إلا ممثل للشعب.
في الدورات الماضية طرح هذا القانون لكن الملك رفض الموافقة على هذا القانون، ولازال النواب يصارعون من اجله، لأنهم لم يدخلوا هذا المجلس لمصلحة المواطن الأردني أو الدولة الأردنية إنما من اجل مصالحهم الشخصية، عندما يتم انتقاد النائب يقول أنا نائب للوطن ممثل للشعب وعندما يذهب للمجلس يبدأ بدراسة قوانين لا تهم إلا شركاته ومصالحة الشخصية، كما أنهم كانوا قد اقروا أيضا في دورة سابقة قانون الجواز الأحمر لكنه رفض أيضا، أين انتمائكم لبلد تكنون فيها وتأكلون من خيراتها، كفاكم نفاقاً، فزيفكم ونفاقكم ما يلبث أن يزول إلا ويظهر مرة أخرى.
ما يزال المواطن الأردني في حاجه للدعم يوما بعد يوم كي يبقى قادرا على عيش حياة كريمة، فخرج المعلمون وأعلنوا إضرابهم لتنفيذ مطالب هي من حقهم كان اغلبنا ضدهم ليس كرها أو عدم أحقيتهم في هذه الحقوق، إنما لأنهم في العام الماضي اخذوا جزئا من حقوقهم وان الدولة في الوقت الراهن تمر بظروف صعبةٍ اقتصادياً وسياسياً وإقليمياً، وكنتم انتم يا معشر النواب ضد مطالبتهم لحقوقهم المشروعة بسبب الوضع الحالي للبلد، لكن الطامة الكبرى هي نفاقكم، رفضتم علاوة المعلمين ومطالبهم وتطالبون بقانون بإعطائكم راتباً تقاعدياً مدى الحياة. أين انتم من القضايا العالقة في هذا الوطن من محاسبة الفاسدين وقضايا الفساد والخصخصة وارتفاع الأسعار والباص السريع وسكن كريم ...الخ.
انتم الذين رشحتم أنفسكم لخدمة الوطن والمواطنين، وانتم من تتحدثون باسم المواطن كما يقول العرف السائد لهذه المجالس، لكن أن تتركوا المواطنين في الفقر والحاجة ولا تتحدثون عن شيء يفيد مصلحة المواطن وتساعد في تحسين حياته فهذا أمر مرفوض تماماً، فلا تشعلوا فتيلا لا تحمد عواقبه بعدها، يكفيكم ما عملتم من أخطاء ولم يقم احد بمحاسبتكم أو الاحتجاج عليها، واعملوا للمواطن ومصلحة الوطن.

qaqish69@gmail.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا