سرايا - سأروي لكم قصة حدثت معي شخصيا" ...
قبل أيام عندما بدأنا أنا والزميل هاشم الخالدي رحلة البحث عن شقة لشرائها لأحد أصدقائه الأردنيين المغتربين من أحد أصحاب الاسكانات القريبة في عمان .

وبعد وصولنا لمكتب صاحب اسكانات وجلوسنا فيه بدأنا بالحديث عن الشقة التي يريد شراؤها الزميل الخالدي لصديقه.

وخلال الجلسة، وبشكل عام أصبحنا نتحدث عن وضع البلد وما هو حجم الاستثمار في قطاع الاسكان خلال الاعوام القليلة الماضية مقارنة مع النمو السكاني المتزايد، وفي حديثنا معه علم هذا الشخص أننا صحفيين، وأننا على اطلاع اكثر منه حول ما يدور حولنا من حجم المخاطر التي قد تحدق بالاردن من جراء اللهيب الذي يحدث في المنطقة بشكل عام، وظننا اننا نتحدث بشكل طبيعي كما يتحدث الاردنيون في مجالسهم على الدوام، ولكن الحديث اخذ منحى آخر غير الذي اعتدنا على سماعه حيث جرى على النحو التالي :

صاحب الاسكان : كيف شايفين الاوضاع في البلد ؟؟
الزميل الخالدي : الحمد لله والله يديم نعمة الامن والامان .

صاحب الاسكان : بالكم البلد زي ما بنسمع فيها مشاكل ؟
فأجبت انا : احنا الحمد لله احسن من الي حولينا .

صاحب الاسكان موجهاً سؤاله للخالدي : بالك داعش راح تفوت الاردن والمنظمات الارهابية رح تدخل للبلد ؟

الزميل الخالدي : وين يفوتوا أقسم بالله العظيم ما بخليهم لو بحمل سلاحي وبنزل لحالي يا انا يا داعش شو بتقول يارجل .

فقمت بسؤاله وبشكل بريء : ليش انت مفكر يعني تهاجر اذا صار اشي لا سمح الله ودخلوا داعش يعني ؟

صاحب الاسكان : آه والله .. يا اخي اذا الوضع صار يخوف زي هيك انا مهاجر ومجهز حالي اصلاً .

الزميل الخالدي : وين بدك تهاجر وتخليها إلهم .

صاحب الاسكان : انا شريت شقة 70 متر مربع ببرج في تركيا بسعر 350 الف دولار والله قلت اذا صار ما صار بسحب حالي وبطلع زي كل إلي بعرفهم هيك مساوين كلهم .

فقمت انا والزميل الخالدي بإيقاف النقاش معه وخرجنا من مكتبه مصدومين مضطربين ننظر الى بعضنا البعض في دهشة قائلين : هل يوجد بيننا جبناء يبيعون بلدهم عند اول رصاصة كما يقال .

لتنتهي القصة عند ذلك ولكن ليبقى السؤال..
اي نوع من الرجال هو ؟
وهل بالفعل هناك اشخاص كثر مثله يعيشون بيننا ؟
نعم، بعد هذا النقاش اكتشفنا أنه يعيش بيننا جبناء، وكما أن أغلبية شعبنا الأردني من كافة الأصول والمنابت يمتازون بالشجاعة فأنه أيضاً توجد نسبة ضئيلة من كافة الأصول والمنابت امتازوا بالجبن وعلى استعداد للتخلي عن البلد عند أول تهديد يتعرض له الأردن.

وهنا انهيت مقالي مترددا" في نشره بين واجبي المهني والاخلاقي وبين شرخ الحس الوطني الذي نعيشه فيما بيننا .

حيث اننا نسمع بين حين وآخر عن البعض يقولون انهم سيتركون البلد ويهاجرون لاي سبب كان، إلا انه هناك فرق كبير بين القول والفعل .

واخيرا" أقول تبا" لأشباه الرجال مهما كان منبتهم أو أصلهم أو لونهم أو دينهم من هؤلاء الذين يعيشون على أرضنا وبيننا وياكلون من رزقنا ولا يأبهون بشأننا .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا