حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 57864

كلمات لها محل من الإعراب

كلمات لها محل من الإعراب

كلمات لها محل من الإعراب

22-04-2014 10:16 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
يتداول دارسو اللغة العربية عادةً مصطلح "كلمات ليس لها محل من الإعراب" في إشارة منهم الى تلك الكلمات الشاذة والتي تخرج عن القواعد المعروفة في علم اللغة العربية، أما حديثنا اليوم فهو عن تلك الكلمات التي "لها محل من الإعراب" ولكن ليس في قواعد اللغة العربية وإنما في الأنفس البشرية.

هنالك العديد من الكلمات التي قد تترك أثراً كبيراً في النفس وراحة في الصدر وحيوية ونشاطاً في الآداء يمكن أن يجعل منها الإنسان أدوات فعالة في كسب ثقة الآخرين ومودتهم وحبهم، ويجعلهم في شوق لخدمته والتعامل معه مرة أخرى.

من هذه الكلمات "شكراً" أو ما يعادلها في لغتنا العربية الغنية بكلمات الشكر والثناء مثل "شكراً جزيلاً" أو "جزاك الله خيراً" وغيرها، فهذه الكلمة لها سحرها الكبير في تقدير المعروف الذي قدمه لك غيرك، وتعبيراً منك على التواضع أمام عمل قدمه إنسان لك ولو كان بسيطاً، وفي الثناء على الشخص الذي قدم لك هذه الخدمة.

كلمة "شكراً" هي كلمة بسيطة جدا ومن السهل علينا النطق بها، وينتظرها الأخرون عند تقديم الخدمات لنا ولكن للأسف يبخل الكثيرون بها على غيرهم، ويعتبر أن هذه الخدمة هي واجب على هذا الشخص يجب أن يقوم به دون مقابل.

بإمكانك عزيزي القارئ الكريم إستعمال هذه الكلمة لولدك عندما يحضر لك كأساً من الماء، أو لزوجتك عندما تعد لك وجبة من الطعام، أو لزميلك في العمل عندما يناولك قلماً، أو لعامل النظافة عندما يزيل النفايات من أمام منزلك، أو لساعي البريد حين يوصل رسالة الى باب منزلك وغيرها الكثير من المواقف، وحينما تذكرها بإمكانك إدراك مقدار السعادة التي زرعتها في قلوبهم في مقدار الإبتسامة التي ترتسم على شفاههم.

ومن هذه الكلمات "آسف"، ثلاثة حروف فقط بإمكانها أن تمحي ذنب قد إقترفته بحق غيرك، فالإعتذار عند ارتكاب الآخطاء له دور كبير في دفع الناس الى الصفح عنك، والى تجاوز آخطاءك بحقهم. والإعتذار لا يقلل من قيمة المعتذر وشخصه بل على العكس تماماً، فعندما تذكر هذه الكلمة السحرية سيراك الآخرون بعيون حنونة ولطيفة، ويرون ذلك الشخص الناعم الذي يطلب منهم المسامحة والغفران.

ومن هذه الكلمات أيضاً "لو سمحت" وتستعمل هذه الكلمة عند طلب خدمة من شخص آخر، وقد تكون هذه الخدمة حق لك ومن الواجب على الشخص الذي أمامك أن يقدم لك هذه الخدمة دون تردد أو تباطؤ، ولكن طلب خدمة أو معروف من شخص مصحوب بكلمة رقيقة وناعمة مثل "لو سمحت" أو "بعد إذنك" يضيف نوعاً من الإحترام والتقدير لذلك الشخص وتعبيراً عن أخلاقك وحسن معاملتك.

إن ما نعيشه اليوم من سوء في الأخلاق أو ما يطيب لي أن أسميه "أزمة أخلاق في الجاهلية المعاصرة" ناتج عن خشونة في التعامل وعدم إختيار وإستعمال مثل هذه الكلمات خلال التعامل مع الناس، وفقدان الإبتسامة التي تعتبر جواز سفر تتنقل فيه بين قلوب الناس وتجعلهم يتسابقون الى خدمتك.

لقد وصل بنا الحال الى وضع صعب جداً، فالبعض منا يخشى مراجعة دائرة حكومية أو خاصة لقضاء معاملة ما، ليس لصعوبة إجراء تلك المعاملات، وأنما من سوء المعاملة التي يتلقاها من الأشخاص الذين يقدمون الخدمات في تلك الدوائر والمؤسسات.

وإنني أتسائل ما الذي يمنعنا عند تقديم الخدمات للآخرين من إستعمل كلمة "تفضل"؟ هل نطق هذه الكلمة صعب الى حد عدم إستعمالها؟ أم أن إستعمال هذه الكلمات الرقيقة سيقلل من هيبتنا أمام المراجعين؟ ألم ندرك حتى الآن قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام "تبسمك في وجه أخيك صدقة" وقوله أيضا "والكلمة الطيبة صدقة"؟

لقد تمكن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تملك قلوب صحابته الكرام قبل عقولهم من خلال إستعماله مثل تلك الكلمات التي تصاحبها عادة إبتسامة خفيفة، وبنفس الأسلوب من اللطف في المعاملة واللين أستطاع أن ينشر الإسلام ويبدد ظلام الجاهلية.

وسار على نفس النهج صحابته الكرام والتابعون أيضاً، فمن خلال تعامل المسلمين التجار وإستعمالهم لتلك الكلمات وما يصاحبها من الصدق والأمانة والأخلاق الحسنة تمكنوا من نشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها دون حرب أو سلاح.

ومما يثر العجب في هذا السياق ما يقوم به البعض من إستعمال هذه الكلمات مع الناس وفي تعاملاته مع الآخرين وكذلك زملاءه في العمل فيشكر ويعتذر ويشمت العاطس ويبتسم، أما إذا عاد الى منزله فيرسم على جبهته عبوساً تذبل له الورود في الطريق وتقفل له أبواب القلوب، اليس أهل بيته من زوجته وأولاده ووالديه وضيوفه أحق بتلك الكلمات الرقيقة والناعمة؟ اليست زوجته أحق برؤية تلك الإبتسامة الساحرة ترتسم على شفتيه؟ أم تناسى قول الله عز وجل في محكم كتابه "الأقربون أولى بالمعروف"؟

علينا أن ندرك تماماً أنه من السهل جداً ان تشتري عداوة الناس وبغضهم، فقط كل ما عليك فعله هو أن تتوقف عن إستخدام مثل هذه الكلمات مع "كشرة" مرتسمة على وجهك، ولكن من الأسهل أن تشتري محبة الناس وأن تكسب ودهم من خلال إستعمال كلمات لها رنين محبوب في القلوب مثل "شكراً" و "أنا آسف" وكذلك "لو سمحت".

بادر عزيزي القارئ الكريم الى إستخدام مثل هذه الكلمات في جميع تعاملاتك مع الآخرين، مع زوجتك وأولادك وأهلك وزملائك في العمل ولا تنسى أن تضع هموم الحياة ومشاغلها خلف ظهرك لتزين الإبتسامة محياك، وبعد ذلك سترى ردة فعل جميلة من الآخرين تجاه تصرفاتك الجديدة.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 57864
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم