بقلم : أميرة محمد جرادات
في جبينهم بقايا حطام خطته أيادٍ من الظلم قوية جعلتهم بلا أوطان أسقتهم كؤوسا
من المر شقية بيوتهم حطمت أسوارهم دمرت راحوا ضحية بلد خاب مآله
أفاقوا من تحت حطامهم دماؤهم لباسهم كاسي الجسد من الرأس لأسفل القدمين...
بعضهم لم يبقى من جسده جسد فأصبح يرتدي الدم دون الجسد!!

إنهم أطفال تشردوا ضاعوا فانتهى حلمهم لم يبقى من بيتهم سوى ركام ضائع
لم يبقى من تحته سوى دمية فاقدة المعالم مقطعة الأجزاء
لم يبقى شيء لا أهل.. لا بيت ..لا وطن ..ولا حتى بقايا أمل...

تشتتت كل كلماتهم تحت ذاك التراب في غمرة الدموع على ضفة من الأوهام
وحسافات تائهة المعالم تتأسف على من تبقى من أسرة واحدة فلعله كبيرهم أو حتى صغيرهم
أو عساه مولود لم يتعدى بضعة أيام وماذا بعد ذلك إلا مصير في ظلام؟!
فكبيرهم قد شل وصغيرهم شرد وأوسطهم ضاع فلم يجد وعنه لم ولن ينشد..

بلا سبب بلا خطية بلا جناية مجنية هم رهن إبادة كلية..
ضحية.. كانوا وما زالوا ولم يكن ذنبهم سوى أنهم يسكنون في بيت من بيوت هذا البلد !

لم يكن ذنبهم سوى أنهم ضعفاء.. قصيري اليد ..لا والي لهم ولا سند ..!
لم يكن ذنبهم سوى أنهم تحت السلطة تائهون يبكون دماء دون الدموع
وبالنهاية بجرم يقتلون ويكون قبرهم تحت ركام من لهب وحريق من صخب ...

لقد تعب القلب وضاق الصدر وأدميت العينان مما رأينا من براءات طفولية
تترامى على أرضية دامية وكأنها قطع بالية بلا سائل ولا مسؤول ..
بلا شفقة ولا خيرة ..بلا أب أو حتى أم ...

نعم إنهم أطفال ذنبهم الوحيد أنهم في دائرة الحرب ساكنون وكل يوم يموتون
وإن عاشوا تشردوا وعن الطفولة أُبعدوا فنسوا معنى تلك اللعبة في زوايا الغرفة
المجاورة التي طالما تصارعوا عليها أخوة هم يلعبون ...
فضاع منهم الحلم وضاع منهم الأمل وضاع من بعده مستقبل كله أحلام
باتت بعيدة المنال صامتة الدهر..
فيا أيها القدر ...كفاك...لقد تعب الكلام وجف القلم ...

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا