سرايا - كنت في الشهر الماضي في زيارة خاصة إلى المملكة المغربية زرت فيها عدداً من المدن المغربية، بعد غياب لمدة ستة سنوات، فالمغرب بالنسبة لي ومدينة الدار البيضاء بالذات حيث كنا مجموعة كبيرة من الطلبة الاردنية قبل اكثر من عشرون عاماً في كلية الحقوق نتنافس في التحصيل العلمي وخصوصاً بعد اجتياز مرحلة الاجازة في الحقوق وفي مرحلة صف الدكتوراه رغم صعوبة الدراسة وتعقيدها في هذه المرحلة وفي ذلك الزمان حيث كان التنافس العلمي على اشدة وعلى اسس موضوعية وعلمية بحته لا اظن انها موجودة حالياً في ظل الظروف الحالية وفي ظل التجاذبات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتردي نوعية التعليم في كافة انحاء العالم العربي.
نعم ان زيادة المملكة المغربية لايمكن الا ان تترك لديك انطباعات كثيرة قد تكون ايجابية واخرى سلبية، ولابد لنا من الاستفادة من هذه التجارب على كافة الاصعدة وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي وبالذات محاربة الفقر والبطالة وحل مشكلة السكن للطبقة الفقيرة والمتوسطة، واكثر ما شدني هي بعضاً من الملاحظات وهي على سبيل المثال لا الحصر اورد منها:-
أولاً: في اطار محاربة الفقر والبطالة هذا الهول الذي ينخر المجتمعات العربية فقط بدى واضحاً ان الجهات الحكومية وبالتعاون مع القطاع الخاص في احيان كثيرة انشأت معاهد ومدارس تقنية وبشكل واسع لاتتجاوز مدة الدراسة فيها سنتان يتخرج الطالب منها ويذهب فوراً الى سوق العمل بعد ان يتجاوز كافة المراحل التدريبية لذلك تجد من يعمل في الكهرباء او محطة القطار او من يعمل في اي مجال فني غالباً ما يكون خريج معهد تقني، وهو خلاف كليات المجتمع الموجودة عندنا والتي اصبح دورها هو تخريج الافواج الكبيرة من العاطلين عن العمل والباحثين عن الوظيفة الحكومية.
ان من اهم الامثلة الواقعية في المجتمع المغربي موضوع الصناعة التقليدية التي اصبحت تنتهي في كثيراً من المجتمعات في حين اصبحت في بلد كالمغرب ايضاً رافداً اقتصادياً كبيراً بحيث تجد ان السواد الاعظم من العاملين في هذا القطاع هم خريجوا معاهد ومدارس تقنية للصناعات التقليدية.
ثانياً: في اطار حل مشكلة السكن المتعلقة بالطبقة الوسطى او طبقة الموظفين او ما يطلق عليه (السكن الاقتصادي) وهو ما يقابله لدينا ما اصبح يعرف (سكن كريم)، فهناك ألية بحيث ان سعر الشقة محدداً ابتداء بسعر مدروس لايجوز تجاوزه اطلاقاً وفق مواصفات معينة وبسعر موحد للجميع ولمن تنطبق عليهم الشروط،،،
الحديث في المشاهدات الايجابية كثيرة جداً، لكن المهم ان نبدأ بالخطوة الاولى في الحل، فأي عمل جماعي لاتكون فيه بوادر حسن النية هي الاساس فأنه حتماً سيكون مصيره الفشل، وهنا لابد من التساؤل عن دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي في تقديم برامج حقيقية لمحاربة الفقر والبطالة او حتى بقاء الطبقة الوسطى على الحياه وهي تساؤلات تحتاج الى الاجابة من أصحاب القرار.
آخر الكلام:
ما اجمل ان يحمل كل واحد منا كل مفردات الوطن في قلبه، يسافر بها وينشرها ورداً وعطراً في كل مكان...


المحامي الدكتور
محمد ابو هزيم
Drmabuhazim@yahoo.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا