حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 293919

الملف 285…سفاح ذوي القربى أشد ظلما .. تحقيق موسع

الملف 285…سفاح ذوي القربى أشد ظلما .. تحقيق موسع

الملف 285…سفاح ذوي القربى أشد ظلما .. تحقيق موسع

16-03-2012 11:09 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - محمد حجات و يزن طلفاح - "شرش الحياء طق" مثل تداولناه منذ القدم، واسقطه الكثيرون على حالات زنا المحارم التي يسمعون عنها في مجالسهم ووسائل الإعلام، إلا أن الغريب في الأمر، أن شخصيات زنا المحارم لجأت "للحياء" لتستشعر به بعد أن فقدته لفعلٍ لم يكن بالحسبان.
أسر تسترت على الموضوع .. لعدم فضح سرها أمام الآخرين، وأخرى "لملمة الطابق" وكتبت سيناريو تمثيلية الزواج، التي جاءت تحت عنوان "استر علي ... الله يستر عليك"، فيما أخرى لجأت وبجرأة للقضاء حتى تأخذ حقها الذي سلبه "ذوي القربى" وفي عقر البيت، وغيرها أختصرت الطريق واباحة لنفسها سفك دم الفتاة، لتتخلص من العار و"ليغسل" المعتدي جريمته بيده.
حساسية الموضوع حتمت على شخصيات الحدث عدم التصريح والخوض في الحيثيات والتفاصيل، الفتيات لم يتخلين عن حيائهن رغم خدشه من قبل الأقارب فامتنعن عن الحديث لنا، والمعتدي؛ البعض في حياء من المجتمع، والبعض في حياء من فعلته، ومع عدم المقدرة على الوصول إليهم، رصدنا أبرز الحالات التي جاءت في هذا الصدد كما تناقلتها وسائل إعلام محلية. 
اغرب جريمة وقعت في الأردن، كما نقلتها وكالة سرايا الإخبارية، كانت على يد أب يعمل نجارا قام بشق بطن ابنته لإخراج جنينها ورميه في حاوية القمامة خوفا من انكشاف فضيحته بعد أعترافه بأن الجنين أبنه وانه كان يمارس (السفاح ) مع ابنته .
وتقول التفاصيل إن المدعو (م،ج) والبالغ من العمر 65 عاما، اعتاد على مراودة ابنته البالغة من العمر نحو 15 عاما عن نفسها، ومحاولته التحرش بها جنسياً آنذاك.
وبحسب المصدر فان الفتاة الصغيرة فقدت عذريتها بعد أول لقاء جنسي مع والدها، فقامت بإخبار والدتها عما حدث، وبسبب معاملة الزوج القاسية والسيئة لزوجته امتنعت من مواجهته، فالتزمت الصمت خشية من بطشه، وبعد أن علم الزوج بمعرفة زوجته بما أقدم عليه مع ابنته من ممارسة الفاحشة معها، قام بضربها وتهديدها بالطلاق إن كشفت الأمر.
وتذكر المصادر أن الأب المذكور بقي يعاشر ابنته معاشرة الأزواج طيلة السنوات الخمس الماضية، ويمنعها من الخروج أو التحدث لأحد، باستثناء ذهابها إلى المدرسة حتى حصلت على الثانوية العامة في العام الماضي. 
وقال المصدر، بحسب سرايا، إن الوحش البشري داخل ذلك الأب دفعه للخلاص من الجنين، فلجأ إلى( شبكة الانترنت) للبحث عن سبل التخلص من الجنين، إلى أن دخل أحد المواقع التي تتحدث عن عمليات الإجهاض جراحيا، وبعدها توجه إلى إحدى الصيدليات وقام بشراء مادة معقمة للجروح، بالإضافة إلى أدوات من مستلزمات الجراحة من شاش وقطن وقبلها قام بشراء حبوب منومة كي يستطيع إجراء عملية قيصرية لابنته وهي غائبة عن الوعي.
 
وأيضا وأيضا ...
 
قضية نقلتها صحيفة الغد اليومية في عددها الصادر بتاريخ 21-6-2011 ، كان بطلها مراهق يبلغ من العمر 17 عاما، اغتصب شقيقتيه وحملتا منه سفاحا، مستغلا وجود والديه في الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة، بحسب ما ذكرت مصادر أمنية مطلعة.
وبينت المصادر لـ"الغد" أن علامات الحمل ظهرت على الشقيقتين (16، 14 عاما) حيث عرضتا على أحد الأطباء، الذي أكد وجود حمل لكلتيهما، وبإرسالهما إلى إدارة حماية الأسرة، أكدتا، في التحقيق معهما، أنهما "تعرضتا" لحادثتي اغتصاب على يد شقيقهما، أثناء وجود والديهما في الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة.
 
مشكلة ليست في الحسبان !
"من نحن" تساؤل يطرحه العديد من الشباب عند مراجعتهم لوحدة حقوق المرأة والطفل في المركز الوطني لحقوق الانسان، يحاولون البحث عن خيط أو طرف خيط يقودهم الى معرفة الأسباب التي أوصلتهم الى دور الرعاية والحماية ، ومعاملتهم كأيتام رغم أنهم ليسوا كذلك.
هكذا صرحت كريستين فضول مديرة الوحدة، التي أكدت على أن هؤلاء الشباب يراجعون الوحدة ويتساءلون ولا يعلمون أنهم أطفال زنا المحارم، وهم مغيبون عند مناقشة هذا الموضوع، رغم أنهم الضحايا الحقيقيون لهذه الظاهرة.
إصلاح الأسرة وعدم تشتتها وضياعها هو مهمة الوحدة، بحسب فضول، داعية دور الرعاية والحماية التي تحتضن هذه الفئة، أن تقدم لهم فرص التعليم المناسب، ومحاولة إخراجهم من الحالة النفسية التي مروا ويمرون بها كل لحظة.
 
أستاذ العقيدة في كلية الشريعة بجامعة اليرموك الدكتور محمد يسري قال ان كافة الشرائع السماوية بما في ذلك الأديان الوضعية كالبوذية أتفقت على تحريم الزنا مطلقا،كما واتفق علماء الأخلاق والقانون على انه جريمة خلقية ،وعليه يندرج تحت هذا الأمر ما شاع مؤخرا في كثير من البلدان الاسلامية وللأسف والمتمثل هنا "بزنا المحارم" فهو جرم فوق جرم وذنب عظيم لا يساويه ذنب لأن الذي يفترض فيه ان يكون أمينا على بيته وأهله وأن مات دفاعا عنهما يعتبر شهيدا لأنه قتل دفاعا عن عرضه، لنتفاجئ انه هو الذي تعدى على حرمة الدم والعلاقة الأنسانية وحرمة صلة الرحم حيث يقول عز وجل ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن ).
 
وأضاف الحل لهذه المشكلة يكمن في قول الرسول الكريم (علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر و فرقوا بينهم فى المضاجع) فهذا الحديث من أوله لآخره يدعونا لتربية النشىء على قيم الصلاة لأنها تقي من الفحشاء ،كذلك يعلمنا النبي التفريق بين الابناء في النوم عند سن معين ادراكا للتغيرات العضوية والسكيولوجية للابناء فهذا الحديث يدق ناقوس الخطر بالنسبة لسن النمو والمراهقة،مبينا ان المشكلة هنا تبدأ حينما يتهاون الأهل في أول خطأ يقع وذلك بالسكوت عنه بالإقرار أو الرضا.
 
وتابع يسري ( حسب معرفتي ) ان التاريخ الإسلامي لم يسجل اي حادثة أو واقعة لمثل هذا النوع من الزنا ،لذلك لم يضع الشرع حداً معيناً لهذا الفعل سواء بالنسبة لمن قام بالفعل او وقع عليه الفعل لأن المفترض أو الأصل أن لا يقع ،وبالتالي من وقع بهذا الفعل ثم ستره الله فهو الى الله ،واما الجهر بمثل هذا الفعل فو مصيبة اجتماعية يترتب عليها مشاكل عديدة وهنا درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، فأن كان في الأعتراف بالذنب مصلحة فكتمان هذا الذنب أفضل وعلى (الفاعل والمفعول به ) أن يتوبا الى الله ،فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن الرسول الكريم قال - وحوله عصابة من أصحابه : " بايِعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف ، فمَن وفَّى منكم فأجره على الله ، ومَن أصاب مِن ذلك شيئا فعوقب في الدنيا : فهو كفارةٌ له ، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه فبايعناه على ذلك" . ، وقوله تعالى ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما) ،وقوله عليه السلام ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون) .
 
سفاح .. وليس زنا محارم !
رئيس قسم القانون العام في كلية القانون بجامعة اليرموك الدكتور مأمون أبو زيتون أشار لعدم وجود مصطلح ( زنا المحارم ) في نصوص القانون الأردني، إنما هناك مصطلح (السفاح)، الذي يعني الزنا بأحد المحارم.
وتنص الفقرة ( أ ) من المادة ( 285) من قانون العقوبات الأردني، على أن ( السفاح بين الأصول والفروع سواء كانوا شرعيين أو غير شرعيين وبين الأشقاء والشقيقات والإخوة والأخوات لأب أو لام أو من هم في منزلتهم من الأصهار والمحارم، يعاقب مرتكبه بالإشغال الشاقة المؤقتة لمدة لا تقل عن سبع سنوات).
فيما الفقرة (ب) من المادة ذاتها تشير إلى إن ( السفاح بين شخص وشخص آخر خاضع لسلطته الشرعية أو القانونية أو الفعلية يعاقب مرتكبه بالإشغال الشاقة المؤقتة لمدة لا تقل عن خمس سنوات) .
ونظرا لخصوصية هذه القضية " السفاح " أو " زنا المحارم" ، فإن المشرع الأردني علق أمر الملاحقة فيها على شكوى، بمعنى "إن النيابة العامة لا تستطيع التحقيق والمتابعة في مثل هذه القضايا إلا على شكوى مقدمة بخصوصها نظرا لخصوصية هذه القضية من الناحية الأسرية" حسب "أبو زيتون"، وهذا ما تؤكد المادة (286) من قانون العقوبات التي تقول (يلاحق السفاح الموصوف في المادة السابقة ( أي 285) بناء على شكوى قريب أو صهر أحد المجرمين حتى الدرجة الرابعة).
التساؤل الأكبر الذي يظهر للعيان عند مناقشة هذا الموضوع قانونيا؛ كيف يمكن ان تسقط العقوبة عمن زنا بأحد محارمه، وهو لا يستطيع بالأصل الزواج منها لحرمتها عليه شرعاً؟ أي كيف يتزوج من زنا بأخته أو أبنته مثلا لأنها أصلا محرمة عليه؟
هذا التساؤل الذي يطرحه "أبو زيتون" تجيب عليه المادة ( 308) من قانون العقوبات التي تشير إلى انه "إذا تزوج مرتكب إحدى هذه الجرائم "أي الزنا بشكل عام" بالمعتدى عليها توقف ملاحقته ومعاقبته"، وهو ما يدل أن التشريعات القانونية الأردنية في مثل هذه القضايا يسودها نوعا من القصور" بتأكيد "أبو زيتون".
 
الصدمة والانطوائية (...) "جائزة" الاضطراب والإعلام (...)
الاضطرابات النفسية لدى الجاني هي ما تدفعه لارتكاب فعلته هذه كوجود انفصام في شخصيته، وبالتالي قد يفعل فعلته وهو غير مدرك لما فعل، وكذلك تعاطي الكحول والإدمان بحسب أستاذ علم النفس في كلية التربية بجامعة اليرموك الدكتور احمد الشريفين، مشيرا إلى أن ذلك لا يعتبر رخصة او إخلاء مسؤولية لفاعلها.
ويرى ان ضعف الوازع الديني والأخلاقي يعتبر العقبة الأهم التي قد تسهل أو تمنع نشوء القضية، "فإذا فقد الجانب الديني الذي يعتبر الضابط الأهم لشخصية الفرد، فلا قيمة لبقية الضوابط الأخرى".
ولم يتناسى الشريفين التأكيد على دور الإعلام في هذه القضية من خلال تسويقه ونشره للرذيلة، وبالتالي يتجه الفرد لإشباع حاجته الجنسية بالنظر للقربى منه، خصوصا إذا كان الجاني يعاني ظروفا اقتصادية صعبة تعيقه عن الزواج، إلا انه لا يجب التركيز على الجانب الاقتصادي باعتباره عاملا مساعدا لارتكاب هذه الجريمة.
"الصدمة النفسية" ستكون (جائزة) الفتاة، نتيجة اختلال الأدوار الاجتماعية داخل الأسرة برأي الشريفين، فهذا الاختلال والتداخل من شأنه ان يهز نفسية الفتاة من الداخل وبالتالي تصبح هذه الجريمة عبارة عن "وسمة" في حياتها ليس بالسهولة نسيانها او تجاوزها.
الانطوائية والعزلة عن الأسرة والمجتمع ستكون المحصلة في حياة الفتاة، خصوصا إذا نتج عن هذا الاتصال الجنسي إنجاب، لأنه كلما رأت هذا الطفل الذي جاء نتيجة معاشرة أبيها أو أخيها أو عمها أو خالها لها، تذكرت ذلك الفعل السيئ الذي وقع عليها فينعكس ذلك على نفسيتها.
وفي سبيل التخلص من هذه الأنواع من الزنا أو الحد منها، يدعو الشريفين الى الاهتمام بالفرد والأسرة معا من خلال إشباع الحاجات النفسية للفرد من الناحية الجنسية وذلك بتسهيل سبل الزواج في المجتمع، وكذلك الاحتشام للذكر والأنثى داخل البيت، ومراعاة المرحلة العمرية للأبناء، وعدم ترك اي فرصة لكليهما لإشباع حاجته بطريقة غير شرعية.
ولمسألة "الضمير" في هذا النوع من الجرائم دور باعتقاد الشريفين، فموت ضمير الشخص هو ما يدفعه لتكرار جرمه من عدمه، فلو كان يشعر بالندم والكره لما فعل، لما فعل فعلته وعاد لمعاشرة محارمه!؟ داعيا المجتمع بشكل عام للحذر من هذه الوقائع بتعزيز الجانب الأخلاقي والديني لدى أفراده والمجتمع للقضاء عليها نهائيا.
 
اضطراب في المعاني الاجتماعية
المجتمعات الإنسانية كافة تخضع لمجموعة من الضوابط والمعايير الاجتماعية التي تحدد العلاقة بين أفرادها، استنادا لمعايير اجتماعية محددة تكرس حدود الصواب والخطأ والحلال والحرام، وبالتالي فإن أي خلل في البناء المعياري يقود لخلل في المجتمع ككل. 
من هذا المنطلق يقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك الدكتور محمد الحوراني إن التحريم الشرعي للزنا بأنواعه متوافق مع العلاقة والبعد الاجتماعي، أي كلما كانت العلاقة أكثر حميمية، كعلاقة الأم بابنها مثلا، كان الزنا أكثر حرمه، وعليه نرى استخدام الإسلام "الزنا" في استعارات مختلفة للنهي عن أمور شرعية أخرى كما قال عليه الصلاة والسلام ( آكل الربا كناكح أمه خلف جدار الكعبة) لإظهار مدى "الاشمئزاز" تجاه نواهي معينة من خلال حرمة الزنا وهكذا.
وتابع الحوراني، بالنسبة لزنا المحارم فإن ظهوره بمجتمع معين ولو بنسب متفاوتة أو منخفضة، كما هو الحال في مجتمعاتنا الشرقية، يؤثر سلبا على المجتمع، باعتباره سبيلا لسلسلة من الانحرافات اللاحقة المترتبة عليه، فهو يقود إلى فساد أخلاقي يهز كيان المجتمع من الداخل، وكذلك اختلاط في الأنساب داخل الأسرة الواحدة، إضافة إلى خلق اضطراب في المعاني الاجتماعية كمعنى الوالدين والأمومة. 
ولزنا المحارم أبعادا سياسية واقتصادية أخرى بعيدة المدى، من شأنها أن تسبب الإرباك للدولة مستقبلا، خصوصا إذا نتج عن هذا "الزنا" إنجاب، فهم ،الأطفال، بحاجة لوثائق رسمية تُسير حياتهم ومعاملاتهم، "وهنا لمن ستنسبهم ؟"، وهؤلاء الأطفال يحتاجون لمؤسسات خاصة ترعاهم وتقدم لهم التربية والتعليم والصحة، وهذا يحتاج لموازنات وموارد مالية إضافية، كما يرى الحوراني.
واختتم الحوراني قوله بضرورة التمييز بين نوعين من زنا المحارم، فهناك زنا بالتراضي بين الطرفين وهو شائع في المجتمع الغربي، وزنا المحارم بالاغتصاب وهو أكثر شيوعا في مجتمعاتنا، حيث تقع الفتاة أو المرأة ضحية له.
وأظهرت الدراسات الاجتماعية ان الفتيات اللواتي يتعرضن للعنف بأنواعه استطعن العودة لمجتمعهن ومواجهته، بعد خضوعهن لبرامج تأهيلية للاندماج في المجتمع، إلى جانب الدعم الذي
يوفره الإطار الأسري للفتاة، والتي تمثل برأي الحوارني عواملا يمكن أن يقدمها المجتمع لمن تعرض لهذا النوع من الزنا.
وعليه فإن الزنا عموما، وزنا المحارم بوجه خاص، يعد نتيجة لتقهقر النظام الاجتماعي وتصدع البنى المعيارية فيه، وهذا يتوافق مع الحديث النبوي الشريف ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن).
 
"التنمية": أردنيا ... ليست مشكلة ؟
ورغم ما نسمع عنه من قضايا "سفاح محارم" بين فترة وأخرى، إلا أن الناطق الإعلامي لوزارة التنمية الاجتماعية محمد الرطروط، قال إن "زنا المحارم" أو "السفاح" لا تعتبر في الأردن مشكلة حقيقة"، وهذا عائد لطبيعة مجتمعنا من الناحية الدينية، مضيفا أن الوزارة أجرت دراسة علمية لدراسة هذه "الظاهرة" للفترة من عام ( 2003-210)، تبين لها أن معدل هذه الجريمة في الأردن هو (1،5%)، وهي الحالات التي ينتج عنها حمل، بمعدل حالتين لكل عام.
وتابع الرطروط "إن دور وزارة التنمية الاجتماعية بهذه القضية محدد بموجب القانون"، وهو ان يتم التحفظ على الفتاة لدى المراكز الاجتماعية التابعة للوزارة، لكي لا يتم الاعتداء عليها من احد أقاربها، وأثناء وجودها في هذه المراكز تخضع لبرنامج توعوي واجتماعي لمساعدتها على تجاوز الحالة التي مرت بها.
 
بشاعة الجرم؟
ولأن الشرائع والأديان السماوية والقوانين الدولية، اتخذت نفس السياق في تجريم هذه الجريمة واستنكارها نظرا "لبشاعتها"، فإن رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان المحامي هاني الدحلة يؤكد "إن زنا المحارم من أشبع الجرائم البشرية التي ترتكب ضمن حدود العائلة"، لذلك وضع لها المشرع أغلظ العقوبات في القانون؛ لما تسببه من تداخل في الأنساب ومشاكل عائلية من الصعب تلافيها، "فشكرا لله" أن هذه الجريمة في الأردن قليلة جدا.
 
الإعلام .. دوره وعلاجه !
أستاذ الصحافة في كلية الاعلام بجامعة اليرموك الدكتور عادل صادق يرى ان من اهم العوامل المؤدية لهذه الجريمة هو الانتشار الواسع لاساليب الحفز الجنسي كما هو الحال في الانترنت والفضائيات التي قد تدفع البعض الى محاولة التقليد وافراغ
الطاقات أو الانتقام أو مجاراة الاخرين من خلال ممارسة الجنس مع الطرف الأسهل في الوصول إليه وهم المحارم هنا .
واضاف الاعلام يستطيع أن يكون (ميكانيزم) دفاعي ووقائي من خلال برامج التربية الأسرية التي تناقش هذه الظاهرة بجرأة من خلال توضيح حرمتها من المنظور الديني وهذا ما يمكن ان تؤديه القنوات الاسلامية المنتشرة اليوم بكفاءة عالية للتخفيف من حدة تلك القنوات التي تحرك (الحجر وليس البشر ) عبر المشاهد المخلة التي تعرضها هذه القنوات في عالم تخترقة ثورة الاتصالات طولاً وعرضاً حيث لم يعد من الممكن حجب المعلومات ، كذلك لم يعد مقبولاً التستر خلف الجهل وعدم الأكتراث . 
وتابع صادق دور الاعلام فيما يتعلق بقضية زنا المحارم يكمن في جانبين الاول نبذ الاثارة والتي تنتشر عبر الفضائيات او على المواقع الاباحية على الانترنت التي تعمل كمحرك للغرائز ،وهنا لا بد من وجود تشريعات وقوانين تظبط وتحكم المضمون الاعلامي على ما هو منشور على شبكة الانترنت والتي للأسف لا يوجد لها تشريعات تظبط وتحكم ما ينشر على هذه المواقع حتى الآن في معظم دول العالم ،الى جانب قيام البرامج الاعلامية بدورها في التوعية من خطورة هذه الظاهرة وهنا يكمن الجانب الثاني لوسائل الاعلام بهذه القضية. 
ويشير صادق الى ان الاعلام المبتذل سواء المقروء او المسموع او المرئي جعل الانسان في حالة (هيجان جنسي) واذا لم يجد له مخرجا لتصريف هذه الشهوة فسيكون اتجاهه نحو محارمه لذا ينبغي الابتعاد عن بث ما يثير الشهوة سواء في الفضائيات أو الانترنت والقيام بنشر الوعي الديني والثقافي ومخاطبة العقل هنا عبر الاعتماد على رجال الدين في البرامج العامة وايضا القنوات المتخصصة الدينية. 
ويؤكد صادق على ان للاعلام دورا لا يستهان به في (تغيب الاخلاق) من خلال بثه لبرامج واعمال درامية وافلام تفتقد للاخلاق في مضمونها وتؤجج مشاعر جنسية داخلهم ،وهذا ما قد يجعل الافراد يفرغونها في أقرب الناس اليهم دون حساب لعواقب مثل تلك الافعال.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 293919
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-03-2012 11:09 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم