بقلم : هاشم الخالدي

ليس من باب النفاق لا سمح الله ، ولكنه احساس شعرت به وشعرت بعظمته حينما قدر لي زيارة فيينا خلال الأيام الماضية مع بعض الزملاء.

لم اكد ألج وسط مدينة فيينا حتى فوجئت بوجود اكثر من "12" أردني يجتمعون في مقهى وسط المدينة يسمى "europe cafe" ، وهو المقهى الذي اعتاد الجلوس به بشكل يومي مدير المخابرات السابق المرحوم سعد خير اثناء تواجده في فيينا قبل وفاته في احد فنادقها.

لم يكد ( المعزب) يتعرف علينا باننا قادمون من الوطن حتى التف الجميع حوالينا ، وبدأت اغلظ الايمان الموجهة لنا لقبول دعوة فلان على الغداء وفلان على العشاء ، وللامانة كما يقال في المثل المصري ، لم تكن تلك الدعوات مجرد "عزومة مراكبية" ، فقد كان هؤلاء الاردنيون المغتربين يشتمون فينا رائحة الوطن.

ذات حوار جمعني مع اثنين من المغتربين هناك قال احدهما بانه يتمنى العودة للوطن راعيا في جبال السلط على أن يبقى بعيداً عن الوطن ، فيما قال اخر في جلسة مسائية اخرى بانه يتمنى العودة للوطن ليعمل عامل وطن خير له من البكاء طويلا على فراق الوطن .

اقسم بالله ان هؤلاء يعشقون الوطن ربما اكثر منا ، ويعشقون رائحة الوطن اضعاف ما نعشقه لانهم يشعرون بالوحدة والاشتياق ويتوقون لسماع اي خبر عن وطنهم الذي تربوا في احضانه.
خلال الأيام التي قضيتها مع بعض الزملاء في النمسا كان هؤلاء الأردنيون المقيمون هناك يتلقفوننا كالهدايا الثمينة ، ويتسابقون لخدمتنا وكاننا ملوك متوجين .

كنا نخجل احيانا من هذا الكرم الطائي الذي احاطنا به صديقنا النائب السابق مصطفى الجداية وشقيقه محمود الجداية والشهم احمد المعايطة "ابو امير" وفاكهة فيينا المحبوب بهجت المجالي و الشاب المهذب يونس العظم اضافة الى شيخ الطاقة الذرية الذي لا يمل احد من جلسته الصديق الرائع محمد العمري " أبو علي " الذي أذهلنا بكرمه و حسن ضيافته .

تعود علاقتي مع النائب مصطفى الجدايه لسنوات طويلة و لكنني حينما عرفته و شقيقه محمود عن قرب ادركت ان هؤلاء هم سفراؤنا في الخارج و خير من يمثلون الاردنيين الشرفاء لدى الغرب ، فقد ادرك النمساويون من خلال علاقتهم مع الاردنيين المغتربين في (فيينا) ان الاردنيين يمتازون بالنخوة و الشهامة و عزة النفس و الكرامة و يحسبون الف حساب لسمعتهم التي تنعكس سلبا او ايجابا عن وطنهم الاردن, لذلك فهم حريصون كل الحرص على ان يمثلوا وطنهم خير تمثيل .

اما احمد المعايطة " ابو أمير " فهو حكاية شهامة لا تكفي هذه السطور لانصافه.... فهذا الرجل على استعداد لخدمة اي اردني يدخل الاراضي النمساوية شمالا و جنوبا و لديه من عشق الوطن ما يكفي امة بأكملها .

مصطفى الجداية ، محمود الجداية ، محمد العمري، احمد المعايطة ، هشام المعايطة ، يونس العظم ، محمود المحارمة ، اشرف ياسين ... شكرا لانكم علمتموني.... ان حب الوطن لا يعرف حدود .

الكاتب :مؤسس شبكة سرايا
Hashem7002@yahoo.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا