حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 146321

25 ايار 1946م ذكرى استقلال وطن .. وإحياء مسيرة

25 ايار 1946م ذكرى استقلال وطن .. وإحياء مسيرة

25 ايار 1946م ذكرى استقلال وطن  ..  وإحياء مسيرة

23-05-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 
25 ايار 1946م ذكرى استقلال وطن .. وإحياء مسيرة عندما نتحدث عن استقلال دولة كالاردن، فان الحديث يكون استثنائيا وفق كل المقاييس، لان الاردن دولة استثنائية من جميع النواحي . فمن ناحية الموقع والجغرافيا يتوسط الاردن بلاد الشام لا بل انه بمثابة القلب من الجسد لهذاالجزء من الوطن العربي ، فحدوده الجغرافية ببعدها السياسي. هي الجمهورية العربية السوريه التي بخاصرتها الجمهورية العربية اللبنانية شمالا، والجمهورية العربية العراقية شرقا ، والمملكة العربية السعودية جنوبا ،اما غربا فتقع الاراضي العربية الفلسطينية المحتلة وبذلك يقع الاردن على اطول خط مواجهة مع الكيان الصهيوني الغاصب ، ليكون الاردن بذلك حلقة الوصل فيما بين اوصال بلاد الشام من جهة وبين بلاد الشام والخليج العربي من جهة اخرى ،وهذا الموقع المتميز جعل للاردن دورا استثنائيا وخطيرا في كل ما يدور من احداث في تلك الاقطار فالاردن والاردنيين لعبوا دورا هاما في رفد جميع حركات التحرر في تلك الدول وساهموا في كل الثورات والمعارك التي دارت فيما بين ابناء بلاد الشام والمحتل في هذا العصر، بريطانيا وفرنسا، من معركة ميسلون ومعركة تلال الثعالب 1920 م والحروب اللاحقة مع الكيان الصهيوني في الاعوام 48 و 67 و 68 الكرامة و 1973 م . اما الناحية السكانية والاجتماعية فالاردنيون هم شعب استثنائي ايضا فهم مزيج من البدو الذين استوطنوا بادية الاردن الشمالية الشرقية ولم يكونوا بدوا عاديين فبنوا فيها مملكة عظيمة هي( كانثا ) ام الجمال حاليا والتي ازدهرت في القرن الاول قبل الميلاد اما بدو الجنوب فلم يكونوا اقل من ذلك فقد شقوا جبهة الصحراء وجبال الشراه وبنوا مملكة الانباط وعاصمتها مدينة البتراء الاثرية ثاني عجيبة من عجائب الدنيا السبع باجماع العالم كله ،والتي يعود تاريخها الى ما قبل عام 169 ق.م وكان اول ملوكها الحارثة الاول ومن الحضر سكان الارياف والمدن الذين استقروا في الاردن منذ الاف السنين الذين لم يكونوا الا بقامة هذه الارض فربوع الاردن تضم سبعة من مدن (الديكابولس) (Decapolis ) العشر التي اسست حلفا عسكريا وسياسيا في العام 64 ق،م والتي هي من أهم مدن منطقة بلاد الشام ووقعت هذه المدن داخل حدود سوريا والأردن وفلسطين وهي: فيلاديلفيا (عمّان المعاصرة)، أبيلا (حرثا)، جراسا (جرش)، جدارا (أم قيس) ، بيلا (طبقة فحل)، دايون (إيدون)، هيبوس (الحصن). وتقع سكيثوبوليس، المدينة الثامنة من بينها، بالقرب من مدينة بيسان (بيت شيئان)، وأما المدينة التاسعة فهي دمشق، والعاشرة هي بصرى (بصرى الشام). وقد اضافت القوافل التجارية والحروب المتعاقبة على مر السنين الكثير من السكان الجدد ،الذين صاروا جزءا من اهله. فثقافة الانتماء للارض و للوحدة الاجتماعية ،العشيرة والقبيلة والاسرة، والاشتراك فيما بين جميع افراد المجتمع بوسائل وادوات الكسب زراعيا ورعويا وكذلك اشتراكهم في دفع المخاطر وتأمين الحماية للارض والعرض والمال ،فهذه العوامل كلها عملت دوما على صهر اي قادم جديد يطرا على الاردن واعادة انتاجه كاردني يحمل جميع مميزات الاردني الذي ورث الارض ابا عن جد ، وليس هناك مثالا اصدق من الاردنيين من اصول شيشانية وشركسية وايرانية ، وبخارستانية ، وغيرهم الكثير الكثير. والاردن كذلك استثنائيا بقيادته السياسة في العصر الحالي . فالاردن كغيره من بلدان الشام في العصر الحديث كان تحت ظل الحكم العثماني الى ان وقع عليه الانتداب البريطاني 11 سبتمبر 1920 م بقرار رسمي صدر عن عصبة الامم على أساس وعد بلفور المشئوم وقد غطت منطقة الانتداب كل من فلسطين و شرق الأردن ، المملكة الأردنية الهاشمية اليوم ، ومنذ ذلك التاريخ بدأ الامير عبدالله بن الحسين بن علي الملك المؤسس فيما بعد،على تاسيس امارة في شرقي الاردن تتمتع بحكم ذاتي يحقق للاردن الحد الادنى من الاستقلال ويبعد خطر وعد بلفور المشئوم عن الاردن كخطوة اولى على طريق انقاذ ما يمكن انقاذه من اراضي فلسطين حيث بات من الواضح ان بريطانيا وفرنسا عازمتين على تنفيذ وعد بلفور باقامة وطن للصهاينة في فلسطين وبخاصة في ظل انهيار الدولة العثمانية وغياب الدول العربية عن ساحة الاحداث لوقوع معظمها تحت الاستعمار . وقد تحقق ذلك للاردن بموجب معاهدة 1923م. الا ان هذه المعاهدة لم تكن تعبر عن طموحات ورغبة الشعب الاردني ولا عن رغبة الامير عبدالله لذلك فقد استمر النضال الشعبي والسياسي الى ان حصل الاردن على مزيد من الاستقلال بموجب معاهدة 1928 م . الا ان النزعة العارمة لدى الشعب والقوى الوطنية مؤيدة برغبة الامير عبدالله في الاستقلال التام وتاسيس دولة مستقلة ذات حكم ملكي برلماني دستوري ادى الى انتزاع الاردن بقيادة الملك عبدالله المؤسس الاستقلال التام في العام 1946م ، حيث دعت بريطانيا الأمير عبد الله إلى لندن وبدات معه مفاوضات انتهت بعقد معاهدة جديدة بتاريخ 22 اذار 1946 تلغي معاهدة 1928م والتي تم تعديلها في 15ايار من نفس العام والتي نصت على اعتراف بريطانيا بالإمارة دولة مستقلة كاملة الاستقلال ، والأمير عبد الله ملكاً عليها ، ورفع مستوى التمثيل بين البلدين إلى مستوى سفارة ، وعلى اثر ذلك انعقد مجلس النواب في 25 ايار من العام 1946 م وألغى العمل بالقانون الأساسي لعام 1928 واعلن الأردن مملكة مستقلة ذات سيادة وتم تعديل الدستور، الذي أصبح يعرف فيما بعد بـ دستور 1947. وبذلك يكون الملك المؤسس قد سد الطريق على الصهاينة الذين كانوا يخططون الى اقامة دولتهم على كافة المناطق التي تقع تحت الانتداب ، حيث كانت منظمة (االارغون) الصهيونية الارهابية أو ما يسمى "المنظمة العسكرية القومية" التي ظهرت في العام 1931م في فلسطين وهي تكتّل عسكري يوصف بالإرهابي في الأراضي الفلسطينية في الفترة السّابقة لإعلان الكيان الصهيوني . والتي يُعزى الكثير من مآسي الشعب الفلسطيني لها . تحمل شعارا يتكون من خريطة فلسطين والأردن وعليها صورة بندقية كتب حولها "راك كاح" أي (هكذا وحسب). ولذلك فقد كان استقلال الاردن حدثا تاريخيا استثنائيا وعملا استباقيا غير معهود جاء ثمرة لنضال موصول لشعب عرف دائما في اي جانب يكون بقيادة امير وهبه الله الرؤية والبصيرة والعزم والارادة على انفاذ رغبة شعبه وترجمتها الى حقيقة على ارض الواقع بتحقيق الاستقلال الكامل للاردن ذلك الاستقلال الذي كان من شأنه تعطيل قرار التقسيم الذي صدر بعد اكثر من عام عن الجمعية العامة التابعة لهيئة الامم المتحدة في 29 نوفمبر 1947، الذي نص على إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيه إلى 3 كيانات جديدة، دولة عربية وأخرى يهودية على تراب فلسطين وجعل مدينتا القدس وبيت لحم منطقة خاصة تحت الوصاية الدولية. حيث كان الصهاينة يخططون لاقامة الدولة العربية الفلسطينية على اراضي شرق الاردن كونها اراضي واقعة تحت الانتداب البريطاني . وجميعنا يعلم ان هذا المشروع الخبيث لم يمت في نفوس الصهاينة الى اليوم فقد نادى به اللعين شارون اكثر من مرة تحت ما يسمى بالخيار الاردني ،وهو ما يسمى ايضا بمشروع الوطن البديل في احيان اخرى مع الاختلاف في بعض الامور الشكلية ؟ وها هو المشروع ذاته يطل علينا مجددا من جيوب القادة الجدد للكيان الصهيوني الغاصب ، ليبرمان ونتنياهو، الذين يتبنون هذا الخيار. ولكي يدفن ذلك المشروع الصهيوني فقد سار الملك طلال بن عبد الله بن الحسين على نهج ابيه في التاكيد والحفاظ على استقلال الاردن ، حيث تولى مقاليد الحكم في الاردن بعد استشهاد الملك عبدالله المؤسس في الاقصى الشريف ودامت مدة حكمه من 20 يوليو 1951 الى 11 أغسطس 1952 و إنتهت ولايته عندما تنحي عن العرش لأسباب صحية . وقد كان من انجازاته العظيمة في هذه المدة القصيرة ترسيخ وتجذير نهج ومبادئ الثورة العربية الكبرى التي قادها الحسين بن علي طيب الله ثراه من اجل وحدة العرب وحريتهم واستقلالهم. ولقد اهتم جلالته باجراء الاصلاحات الدستورية التي تعزز الاستقلال ودعائم المجتمع القائم على الحرية السياسية والاقتصادية المسؤولة امام القانون ومن ابرزها الدستور الاردني الذي صدر في الثامن من كانون الثاني عام 1952 م والذي يعد أول دستور وحدوي عربي حيث نص على اعلان ارتباط الأردن عضويا بالامة العربية وتجسيد الفكر القومي للثورة العربية الكبرى ملبيا آمال وتطلعات الشعب الأردني كونه جاء منسجما مع التطورات الهامة خاصة بعد وحدة الضفتين عام 1950 وتنامي الشعور الوطني والوعي القومي في كل ارجاء الوطن العربي. كما وكفل الدستور للشعب الأردني حقوقه ويعتبر من احدث الدساتير في العالم وأكثرها ديمقراطية وشورى وانفتاحا. وقد تضمن الدستور المضامين الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك حق كل مواطن في العمل والتعليم والرفاه الاجتماعي كما انه جعل الحكومة مسؤولة امام مجلس النواب الذي اصبح يملك سلطة منح او حجب الثقة عن اية حكومة بموجب احكام المادة 54 منه ، الامر الذي رفع من مستوى الحياة البرلمانية الى المرتبة التي تليق بالاردن اسوة بالدول الديمقراطية الاخرى، اضافة الى تضمنه نصوصا تضمن حقوق المواطن وحرياته الاساسية،وفي عهد جلالته ايضا اتخذ الأردن قرارا يقضي بجعل التعليم الزاميا ومجانيا حيث يعتبر هذا القرار الأول من نوعه في الأردن والوطن العربي وكان له الاثر الكبيرفي النهضة التعليمية التي شهدتها البلاد فيما بعد. كما وكان المغفور له باذن الله اول من نادى بالغاء اتفاقية 1946 م وتعريب الجيش العربي . وبعد تنحي الملك طلال بن عبد الله عن العرش فقد جرى تنصيب المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال مقاليد الحكم في الاردن في 11 أغسطس 1952 وكان عمره آنذاك 17 عاما ولم يكن قد بلغ السن القانونية لتولي الحكم ولذلك فقد جرى تشكيل مجلسا للوصاية على العرش الى ان تم تتويجه ملكا في 2 مايو عام 1953. وقد عمل الملك الحسين على مواصلة مسيرة الاستقلال فلم يتوانى للحظة واحد عن تعريب قيادة الجيش العربي عندما سنحت الفرصة لذلك وقد كان ذلك في الأول من آذار عام 1956 بالتنسيق مع حركة الضباط الأحرار الأردنيين حيث تم إعفاء قائد الجيش العربي وهو الضابط الأنجليزي "غلوب باشا" من منصبه إضافة إلى إعفاء كافة الضباط الأنجليز من مهاهم التي منحت لهم في اتفاقية عام 1946 حيث تسلم الضباط الأردنيون كافة مواقع الجيش العربي الأردني. وعلى الرغم من خطورة هذا القرار والضغوطات الخارجية على الاردن الا ان الملك الحسين انفذ قراره ولم يتراجع عنه . وقد خاض الجيش العربي الاردني في عهد الملك الحسين حرب 1967م الى جانب الجيوش العربية ،كما وخاض ايضا معركة الكرامة مع العدو الصهيوني عام 1968 والتي انتصر فيهاالجيش العربي الأردني و اعتبر أول هزيمة للجيش الذي لا يقهر وقد كان الملك حسين يتابع المعركة بشكل مباشر حتى أنه قام بزيارة القطاعات الامامية ساعةانسحاب القوات المعتدية. ومن انجازات الملك الحسين طيب الله ثراه على مستوى الحياة المدنية ، تطوير شبكات الماء والكهرباء وشبكات الصرف الصحي التي كانت متوفرة لـ 10% فقط من سكان الأردن حيث وصلت تلك النسبة إلى 90% في نهاية مدة حكمه . كما وطور مرافق التعليم المدرسي والجامعي والمهني ففي عام 1960م كان المستوى التعليمي للشعب الأردني متدنيا، إذ كانت نسبة المتعلمين تصل إلى 33% من الأردنيين ، أما في عام 1996م فوصلت النسبة إلى 85.5% . اضافة لبناء شبكة الاتصالات من هاتف وبرق وبريد والمواصلات من طرق ومطارات وموانىء بحرية. وقد قاوم المغفور له الملك الحسين بن طلال طوال مدة حكمه كل المحاولات التي كانت تقوم بها الصهيوينة للنيل من استقلال الاردن وكان دوما بالمرصاد لاي محاولة من شانها احياء ما يسمى بالخيار الاردني كحل للقضية الفلسطينية . وها نحن اليوم نحيي الذكرى الثانية والستين لأستقلال الاردن في عهد الملك عبدالله الثاني ادامه الله ، مؤمّنين عليه ومؤمنين به ملكا لهذا الوطن ، يحمل الراية ويواصل المسيرة ، مسيرة الاستقلال والحفاظ على الاردن واهله . لهذا نقول ان الاردن بلد استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معاني ، وذكرى استقلاله مناسبة استثنائية وليست ذكرى نجترها ونعيد احيائها عاطفيا ولا هي احتفالية سنوية وحسب وانما الاستقلال نهج ومسيرة تستمر، وبذرة تنمو وتكبر، لتحدد العقيدة السياسية للدولة وترسم مستقبل سياسة البلاد ، فالاستقلال على هذا النحو ليس حادثة تنتهي وتستنفذ بمجرد وقوعها او اجترار ذكراها ، لابل ان اثارها يجب ان تمتد الى اليوم والمستقبل. ودمتم ودام الاردن مستقلا ،عزيزا باهله وقيادته ، وعين الله ترعاه اربد شمال قلبي... فقلبي كل الوطن ... السبت الموافق 23/5/2009 لميلاد المسيح عليه السلام المحامي / عمر محمد البصول


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 146321
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-05-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم