حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16574

كان الله في عونك وطني

كان الله في عونك وطني

كان الله في عونك وطني

16-04-2017 08:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
اعتدت في حياتي أن اكون مقلا في الرحلات لاعتبارات خاصة ، وقلما أفعل ذلك إلا قليلا ، وفي فصل الربيع هذا خرجت لتأمل جمال الطبيعة ، لكن مع فرحتي بحسن جمال الربيع دهشت لدرجة الإساءة للبيئة ، وطريقة التعامل معها ، وحجم المخلفات التي يتركها المتنزهون تحت كل شجرة ، وفي كل مكان جميل في وطني تقريبا ، فقلت في نفسي : لو أن البيئة تعرف طريق المحاكم لرفعت قضايا لا حصر لها على بني الإنسان ، لكن البيئة الأردنية بكماء صماء عمياء عما يفعله الإنسان بحقها ، ومن حقها أن يتحول كل مواطن إلى محام ومدافع عنها لحمايتها من العبث .
كان الله في عونك يا وطني فقد تحولت جناتك الخضراء إلى عمارات لا يعرف سكانها بعضهم إلا عبر " البزنس"، وكان الله في عونك وطني وقد حولك بعض التجار إلى غابات من الإسمنت والباطون والحجارة ، فقطعوا الأشجار ليزرعوا مكانها المولات والملاهي والفنادق الفخمة وناطحات السحاب ، فلم تعد تلك المروج الخضراء بقمحها وسنابلها تتمايل طربا وفرحا ، ولم نعد نرى سنابل القمح التي تتواضع برؤوسها المحملة قوتا وغذاءً وامناً غذائيا ، ولم نعد نرى بيادر القمح التي كانت تغنينا عن قمح مستعمرنا ، ولم يعد ربيعنا ذلك الربيع الذي يستمر طويلا لنشعر بسعادته ، فصار يأتينا مسرعا وكأنه مطارد وهارب لا يمكث خشية الإمساك به .
حتى الربيع لم يعد يطيق المكوث بيننا ، فقد أفسدنا فرحته وبهجته بعبثنا وجورنا على أشجاره ونباته ، فتحت كل شجرة مكرهة صحية ، وتحت كل شجرة ارجيله تنفث دخانها فتطرد الهواء النقي ، وكأن النباتات تشكو حالها فترحل سريعا ، فلا تطيق البقاء في بيئة ملوثة بكل صور الملوثات التي تفسد فرحة الإنسان والنبات .
كان الله في عونك وطني لقد تكاثرت السهام عليك ، سهام ابنائك بعجزهم عن خدمتك الخدمة التي ترفع من شأنك بين الأوطان ، وسهام العصبية القبلية ، والجهوية ، والمناطقية ، وسهام الفساد الأخلاقي والإداري ، وسهام الأمراض الاجتماعية التي يضيق المقام بذكرها ، فكان الله في عونك وطني ..........


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16574
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم