بقلم :

 م انتشرت في الآونة الأخيرة مجموعة كبيرة من الكتابات والتعليقات والاستطرادات في المواقع والصحف الالكترونية في مختلف الموضوعات والمجالات .. وما يمكن أن نعده لافتاً للنظر أن هذه الكتابات والآراء لا رقابة عليها وليس هنالك من يدققها موضوعاً ولغة ومضمونا مما أدى إلى أن تنتشر بين الناس والقراء بعض المفاهيم والمعلومات المغلوطة والتي يقومون بتناقلها ونقلها من موقع الى آخر دون أن يعي هؤلاء الأشخاص مافيها من نعرات قد تؤدي إلى خلافات ومشكلات ومنها مايؤدي إلى زرع الأفكار والمفاهيم التي من الممكن أن تؤدي إلى تدمير المجتمع والأشخاص .. ومنها ما قد يشتمل على مخالفات تمس الدين والأخلاق والخروج عن المألوف والعادات والتقاليد ...

ومن هنا تأتي مسؤوليتنا في هذا المجال والتي تلزمنا بأن نوضح الخطأ ونصوب المغلوط منها ونحذف ونحذر مما يقع فيه البعض من أخطاء ..فكثير ممن يكتبون لا يحاولون تدقيق معلوماتهم أو الاستعانة بالمراجع والمصادر الصحيحة لما تم نقله في هذه الموضوعات وأصبح الهدف هو الانتشار والشهرة على حساب المضمون والموضوع .. إن القلم سلاح ذو حدين يجب أن نحسن استخدامه وهو من أهم وأعظم أدوات الفكر، بل وأشدها خطورة وتأثيراً في تشكيل أفكار ووجدان الناس، ولما كان هذا هو شأن القلم جاءت الإشارة إليه من السماء في أول آيات نزلت من القرآن الكريم{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ } بل جاء القسم الإلهي به في مستهل سورة قرآنية سُميت باسمه { نْ* وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ* مَا أنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ } ليقيم الله تعالى بذلك البرهان الساطع على سمو شأن القلم في حياة البشر. ومن هنا تبدأ مسؤوليتنا نحن ذوو القول السليمة والضمير اليقظ – ان القلم أمانة في أيدينا فلا تحولوه إلى قنبلة موقوتة تدمر حياة الأفراد والجماعات – ورسالتنا لكل إنسان صاحب فكر أو رأي أن يتحمل هذه الأمانة بكل مصداقية وحكمة وبصيرة وان لانحول كل مانكتب إلى حقائق لامجال لنقدها أو ردّها أو تعديلها – كلنا نتعرض للخطأ واللغو والنسيان أو الفهم الخاطئ في بعض المجالات ..

لنكن قدوة حسنة لغيرنا ولانكتب إلا بعد التدبر والتحقق وأن نجعل من كتاباتنا رسائل في نشر المعلومة والفكرة الحسنة والنقد البنّاء والهادف – فلنكن السفينة التي توصل القرّاء الكرام إلى شاطئ المعرفة الحقيقية ولعلم النافع والرأي الهادف والنقد المفيد والخبر الصحيح... نعم – كلنا قادرون على الإصلاح والتغيير بقلوبنا وبأيدينا وحتى في صمتنا – فلتقل خيراً عزيزي الكاتب أو فمن الأفضل صمتك – لا تحاول تفجير الهمم وشحذها بما لا يليق ولا يلزم في زمن لا يحتمل الهزل والسخرية- نعم ..نحن نواجه مرحلة انتقالية صعبة شهدها العالم بأسره وانعكست آثارها على وطننا العربي خاصة والخوف الجلل ينبع ممن يمسكون القلم ولا يعرفون قيمته فيحولونه إلى أداة دمار وتخريب وإفساد من أجل مصلحة خاصة أو شخصية لا تحمد عقباها فيتحول مداد قلمه إلى دماء تسيل في كل مكان وتتلطخ الحقيقة وتتشوه بقصد أو دون قصد عندما يحول الحقيقة إلى أكذوبة والشائعة إلى حقيقة ويختلط الحابل بالنابل ولا يمكن التفريق بين الحق والباطل تمهل عزيزي الكاتب .. لا تكتب إلا ما أنت واثق من صحته .. ولا تتسرع في نشر خبر أو معلومة إن لم تكن متأكداً وابتعد عن نشر الإشاعات والفضائح والذم والتشكيك دون بيّنة أو دليل ..

فأنت سوف تسأل يوم القيامة عن كل ما خطّه قلمك وما تكتب من شيء إلا وعليك رقيب وتذكر قول الشاعر: وما من كاتب إلا سيفنـى *** ويُبقى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسرك في القيامة أن تراه

مديرية التربية والتعليم لمنطقة الزرقاء الأولى

Sanaahassan1971@yahoo.com 

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا