حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,19 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11304

ظل وفياً حتى لفظ انفاسه الأخيرة

ظل وفياً حتى لفظ انفاسه الأخيرة

ظل وفياً حتى لفظ انفاسه الأخيرة

25-05-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 
 
يحزنني والله ان انعى اخي الفريق محمد ماجد العيطان ، وقد انتقل الى جوار ربه وهو في قمة عطائه ، ووفائه ، حيث تستله يد الموت من بيننا بلا مقدمات ، وقد يكون من الشخصيات الامنية الاردنية التي يقل مثيلها في الحياة العامة ، واستطاع ان يقارب بين رجل الامن والمواطن ، وقد خدم وطنه باقتدار ، واضفى جواً من الطمأنينة على عمل الجهاز ، وتسبب بنقلة نوعية في مجال العمل الامني. اذكر لقائي الاول به عندما كان مديراً لجهاز الامن العام ، وكنت قد الفت كتاباً عن السجون تم منعه من النشر بعنوان "ثمانون يوماً في الجويدة" وهو يعكس ما اطلعت عليه بنفسي من وضع السجون خلال عام 1997 من ضمن سجنة سياسية لي امتدت لسنة ، اذكر الادب الجم ، والروح الاردنية الاخاذة التي قابلني بها ، والتفهم ، والصوت العذب الدافئ ، وقد ترك مقعده وجلس امامي وطلب مني ان اتحدث بلا تحفظات ، وكان معنياً - رحمه الله - بتسجيل كل ما اطلعت عليه من وضع سجن الجويدة ، ووضعته في الصورة كاملة ، وكانت مرحلة جديدة انطلقت بتوجيه ملكي مباشر بوقف الانتهاكات التي كانت تجري في السجون. ومرت الايام واخذ يواصل انجازاته حتى ترك بصمة ستظل تؤرخ لفترته في الجهاز ، وقد كانت البداية وها هي تستمر وتؤتي اكلها مع تسلم راية المسؤولية للباشا القاضي الذي كان عند حسن ظن وطنه . وكان العيطان شجاعاً ويتمثل اخلاق الفرسان ، يكره الظلم ، ويطلب مباشرة التحقيق في أي حالة مس او تعدْ على حقوق الانسان الاردني ، وسيذكرون له تعامله الانساني الراقي مع احداث السجون وكيف جنبنا سقوط الارواح والضحايا رغم ان عناصر امنية اخذت على شكل رهائن من قبل السجناء ، واسجل له حادثة شخصية كنت خاطبته بها فيما يتعلق باعادة سيارة ام سياف التي كان الامن العام تحفظ عليها منذ احداث معان ، وهي سيدة مقعدة كانت حصلت على اعفاء جمركي ، وفقدت هذا الحق وكانت الجمارك ترفض تجديد الاعفاء كونها تعتقد ان السيارة بحوزتها ، خاطبته بعدة كلمات مفادها ان هذه السيدة الاردنية لها حقوق لا يليق باحد حرمانها منها ، فاستجاب على الفور ، واستعادت سيارتها. وعندما حدث الاعتداء على لحى السجناء الاسلاميين في سجن سواقة بالحلق ، كتبت مقالاً بعنوان اهانة الشعور الديني للسجناء ، وتدخل الباشا عليه رحمة الله واحال المدير الى التحقيق وكف يده عن العمل ، وحوكم فيما بعد ، وكان يكره الظلم ، ويحاول ان يقيم الحق ما استطاع الى ذلك سبيلاً. التقيته بعد ان ترك المسؤولية في جهاز الامن العام وانتقل الى ادارة الهيئة الخيرية الهاشمية ، وكان في غاية السعادة على اثر مقال لي في الدستور بعنوان "كلنا فدى القائد" ، دعاني للقاء ، وافاض في الحديث عن الملك عبدالله الثاني ، وعن ذكريات جمعته بجلالته في اكثر من موقع ، وكان محباً مخلصاً لا تبدله تقلبات مواقع المسؤولية ، حيث يندر ان تجد من هم بمثل هذه الشمائل. اخبرني ان مشروع الوطن البديل لن يمر الا على جثث الاردنيين ، وان الاردن مقبل على مرحلة المشروعات المائية الكبرى ، وكان ممئلئاً بالامل لمستقبل الاردن ، ويذوب عشقاً في المسيرة. واطلعني حادثة التقائه ومدير المخابرات حينها في المطار في الثالثة ليلاً مع جلالة الملك الذي قطع زيارة له للخارج على اثر العمليات الارهابية التي وقعت في فنادق عمان ، وكيف اجاب الملك الذي بدا عليه التأثر والغضب بان هؤلاء خابوا وطاشت سهامهم فسيلتف الشعب الاردني حول قائده وسيكون تدميرهم في تدبيرهم وقد استحسن الملك قوله ، وهكذا كان. قد مضى العيطان عن هذه الدنيا ، ويخلف وراءه السيرة العطرة في مراحل تبوئه المسؤولية في الجيش وكرجل امن اقام الحق ، ونصر المظلوم ، وما ترفع على اهله الاردنيين ، وحفظ الود بعدما غادر موقع المسؤولية ، وظل وفياً حتى لفظ انفاسه الأخيرة. وسيذكره الأردنيون ما مضت الايام.. فارساً من فرسان الوطن ، ورجلاً من كبرياء ، وعندما يغيب وجه حبيب من بيننا ، ويغادرنا الكبار يتركون فراغاً في القلوب. وأضفيت علي حسرة والماً بهذا الفراق.. فيا ايها الراحل الكبير وداعاً. علي السنيد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 11304
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-05-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. من يعرقل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم