حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,19 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16463

المقال الذي رفض العيطان نشره في حياته واهديه إلى روحه بعد وفاته

المقال الذي رفض العيطان نشره في حياته واهديه إلى روحه بعد وفاته

المقال الذي رفض العيطان نشره في حياته واهديه إلى روحه بعد وفاته

24-05-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

    قبل المقال اسمحوا لي أن اكتب هذه المقدمة التي لن تعبر عن حرقة دمعة لفقيد بحجم محمد العيطان.فقبل عام من الزمن افتتح المرحوم الحبيب الفريق محمد ماجد العيطان بطولة الاستقلال الأولى للملاكمة في نادي الشعلة الرياضي وقد لفت انتباهي ذلك الفارس المغوار بلطافته ورقته ونظرته الأبوية لجميع الحاضرين وتقبليه للطفل الصغير قبل الكبير وحديثه بشوق عندما تذكر أمامه أفكار الملك الأردن أو كلمة شباب ورياضة ،   ولأني أيقن أن العسكريين من أكثر الناس محبة للوطن كتبت مقالا عن سعادة اللبنانيين عندما أجمع النواب على العماد ميشيل سليمان ، وجمعتها مع شعور ومحبة العسكري العيطان حينما رفض مغادرة الأردن للعمل كسفير في السعودية ،لأنه يرفض أن تشرق عليه أشعة شمس غير اردنية .

وعرضت المادة فيما بعد على المرحوم قبل نشرها كي أخذ إذنه طالما انه المذكور بها وهذا مالم أفعله مع أي إنسان آخر طوال حياتي ، وبعد مناقشة طويلة في مكتبه بمنطقة خلدا وذك بدعوة منه طلب مني عدم نشر المادة واخبرني خشيته أن يفسر المقال بشكل خاطئ ، وكان يتحدث عن حاسدين كثر .و استجبت لطلبه وآخذنا الحديث طويلا عن الأمن وعن الأردن وعن المشاكل التي طرأت عن المجتمع وكنت أرى الألم في عينيه وذلك لأمور كشفها ولا أريد الخوض بها .كنت أرى كل الأردن بصحرائها وجنوبها وغورها في عينيه يتحدث عن الشباب كأنهم أبنائه بألم وحسرة يطلب مني أن أدله على مقعد (مشلول) كي يوفر له كرسيا متحركا. حدثني عن تدريب القوات الخاصة وعن مدير الأمن العام الجديد ، كل هذا في جلسة واحدة كانت الأولى والأخيرة .

الكثير من جيراني قالوا لي بعد وفاة الغالي  ( عظم الله أجرك) لمعزتي وذكري الدائم للباشا ، وحينما نشر خبر وفاته انهالت دموعي وأصبت بارتباك ورحت اخبر كل أحبائي وزملاء السياسية والكتابة .

توفي محمد ماجد العيطان تاركا في تخيلي إنسان أحببته كثيرا قدوة في محبة الأردن والإخلاص المطلق للهاشميين ولكل ما يوجد على أردننا ، سلم روحه إلى ربه ليلة الاستقلال ، وها أنا أستأذن روحه الطاهرة كي انشر المقال بعد وفاته .

 

 

من العيطان إلى ميشيل سليمان

 

 منذ أن تقاعد الفريق أول محمد ماجد العيطان وأنا أود الكتابة عن هذه الشخصية التي حظيت بثقة ملكية وشعبية وصحفية نادرة،  فتقاعده  ترك الأثر العميق في نفس المواطن الأردني الذي وجد أن رجل الأمن لم يعد مراقبا وضاغطا لحريته بل صديقا يتساعد مع كل مواطن ، وهذا ما لمسته كلما ذكرت العيطان أمام مواطن عادي أو صحفي    ، ومع أني كنت أود الكتابة عنه أثناء قيادته للأمن العام   إلا أني أتجنب هذا حتى لا يعد مجاملة مع أن ذكر الأفاضل هي من الكتابة الايجابية.

فقد اثبت العيطان الذي كان مرشحا لمنصب عال جدا في الديوان انه يرفض العمل للوطن خارج  حدوده و رفض العمل كسفير في المملكة العربية السعودية و قبل العمل كرئيس للهيئة الخيرية الملكية العيطان اعتاد ان يستيقظ كل يوم على شمس الأردن ويسير فوق ترابه.

   لفترة طويلة كان ينظر الشعب   العربي للشخصيات العسكرية بأنها مصدرا للخوف والقمع وقوانين الطوارئ وإعلان للبيان رقم واحد ومن ثم اضطهاد للمثقفين والصحفيين سيما بعد التجارب الفاشلة التي أذاقت المواطن العربي الويل ، ولا اريد أن اعمم التجربة .

   أيقن اللبنانيون والأردنيون   مثل باقي الشعوب العربية أن العسكريين أحرص الناس على أمن البلد وأكثرهم حسا للشعب لأن الخدمة العسكرية بقسوتها وغربتها تخلق محبة خالصة للوطن   فهو الذي يسهر حينما ينام الناس وهو الذي يستنفر لأمن البلد عندما ينتشر الخوف .

السياسة لعبة قذرة وخداع ومكر وتبادل مصالح ،سيما بعد أن تسلل أصحاب الأموال وصارت طريقهم آمنة لتسهيل انتشار الشركات والمصالح ، وأنا مثل الشعب أرى عربيا أن المؤسسات العسكرية هي في هذا الوقت الأكثر وطنياً ومحبة لبلادها .سيما في هذا الزمن الذي أرانا السياسيون ألف ليلة وليلة من خلال تقلبهم بدأ الشعب يفقد ثقته بهم فيوم معارضون ويوما موالين.

لقد شاهدنا في لبنان كيف كان السياسيون يحرضون الجيش على محاربة حزب الله والمعارضة إلا أنه أبى أن يزج نفسه بقدح شرارة حرب أهلية وتمكن من إنقاذ لبنان مما شكل أجماعاً عليه وتعالت الأفراح من "عمشيت " قريته   إلى ملئ البلاد اللبنانية   ولو كان بيد الفرقاء السياسيين لاشتعلت الحرب الأهلية من جديد.

أنا قبل أن أكون كاتبا مواطنا وابن جندي في لواء  40أخشى على وطني وأمنى وسلامة الأطفال والنساء في بلدي ويهمني وحدة سكانه لذا عندما انتهت مشكلة لبنان على يد قائد الجيش   بعد أن كاد السياسيون يضيعون لبنان . في تلك اللحظة عرفت السؤال المحير الذي دار بخلدي كثيراً لماذا رفض محمد ماجد العيطان العمل كسفير في السعودية . لأنه لا يستطع أن ينام دون أن يشاهد الأمن في شوارع عمان فالمسألة   ليست في الحنكة إنما في الانتماء .

عاش الفريق محمد ماجد العيطان محبا ومخلصا في الأردن وقد أؤلف كتابا في الهموم التي سببت له جلطة دماغية فصدقوني أن المرحوم حمل في رأسه الكثير وصمت عن الكثير عن توقف هذا الاعصار الذي كان يدور في رأسه .

حقا من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .

Omar_shaheen78@yahoo.com

 المدونة :

http://omarshaheen.maktoobblog.com/


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16463
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-05-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. من يعرقل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم