حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 240868

هاشم الخالدي يكتب: كاسك يا وطن .. كل الامور تمام يا مولاي ؟؟؟؟

هاشم الخالدي يكتب: كاسك يا وطن .. كل الامور تمام يا مولاي ؟؟؟؟

هاشم الخالدي يكتب: كاسك يا وطن ..  كل الامور تمام يا مولاي ؟؟؟؟

10-10-2011 06:12 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

 بالامس استعدت سماع شريط مسرحية " كاسك يا وطن" التي يقدم فيها الفنان القدير دريد لحام" غوار الطوشه" مقاطع واسقاطات سياسيه يمكن ان تلائم الى حد ما وقتنا الحاضر وما نعاني منه من كذب وخداع وتمويه من اجل ان يحافظ البعض على مراكزهم مقابل التضحيه بالوطن الغالي والاعز على قلوبنا جميعا.

في احد المشاهد يظهر غوار الطوشه وهو في حالة سكر شديد متوهما انه يتحدث مع والده الشهيد في الجنه - حسب نص المسرحيه طبعا- ويدور حوار بين الاثنين فيسال الاب ابنه غوار عن الحال والاحوال فيجيب الابن المتعثر الحال بان الامور تمام بسخريه واضحه واسقاط سياسي محزن ويدور الحوار التالي

الاب :طمني يا ابني كيف الاحوال عندكم ؟؟؟

غوار: كله تمام يابي مو ناقصنا شي

الاب : والوحده العربيه؟؟

غوار: كلنا متوحدين يابي وصرنا بلد وحده ... اليوم افطرت في بغداد وتغديت في الخرطوم وعم بحكي معك من ابو ظبي .

الاب :الحمد لله يعني ما عاد في ابن ست وابن جاريه ؟؟؟

غوار : ابدا يابي.

الاب : وفلسطين اكيد رجعتوها لاهلها ؟؟؟

غوار : اكيد يابي ولو ..... بعد 30 سنه نضال ما بدك نرجعها؟

الاب : واليهود المساكين شو عملتوا فيهم ؟؟

غوار: حطيناهم بمستودع وبجوز نرميهم بالبحر

الاب : طيب طمني على اخواتك وامك ؟؟

غوار : يابي كل اللي حكيتلك اياه خرط بخرط .. احنا مو ناقصنا .....الا شوية كرامه ... احمد ربك انه طلعلك قبر نقدر نقرء لك الفاتحه عليه ؟

الاب مندهشا : وامك الصابره شو صار فيها ؟

غوار : عم تشتغل غساله اتوماتيك.

الاب : وولادك؟؟

غوار : بعتهم من زمان يابي

الاب : ورايتنا؟

غوار: عملوها قرافات.

ودمنا اللي ضحينا فيه وين ثمنه ؟

غوار : بالبنوك يابي بالبنوك؟؟؟

اكمل غوار قائلا: هادا البلد يابي بدي ضل عايش فيه طالما بقدر احكي اللي بدي احكيه وما رح ايأس ورح ضل اصرخ واحكي للغللط غلط ثم بدء بالاغنيه المشهوره: .. بكتب اسمك يا بلادي على الشمس اللي مابتغيب لا مالي ولا ولادي على حبك مافي حبيب .

ربما ان معظم ما ذكر في مقاطع هذه الجزئيه من مسرحية " كاسك يا وطن تصلح ان تكون اسقاطات سياسيه على شيئ ما يحدث داخل وطننا الاعز لكنني هنا ساتحدث في سطور قصيره عن مشهد التمويه الذي تقمصه غوار ليقنع والده بان كل الامور تمام التمام وان فلسطين عادت ولم يبقى لاجئ ونازح وان الوحده العربيه في احسن احوالها وان ... وان ....الى ان يقع الراس بالفاس فيكتشف الاب ان كل ما تحدث به ابنه" السكير" غوار لم يكن حقيقيا.

انا هنا اتحدث من الم والم بالغ عما يتحدث به كبار رجالات الدوله الاردنيه ويؤكدون لجلالة الملك دائما ان امورنا تمام التمام وان الشعب راضي ومبسوط وان من يخرج في مسيرات الجمعه " هم شوية عيال " لكنني ازعم ان كل ما يتحدث به هؤلاء ليس له من ارض الواقع اساس ولا يجوز لاي من هؤلاء ممن ائتمنوا على استقرارنا ان يزعموا ان الامور تمام وان الربيع العربي غادرنا الى غير رجعه.

لا يمكن لعاقل ان ينكر بان جلالة الملك هو ضمانتنا الوحيده للخروج من ازمة الربيع العربي التي بدأت تشتد رياحها في الاسبوعين الماضيين في الاردن على نحو غير مسبوق ، وهذا مرده الى عدة امور من اولها ان الدوله وبدلا من ان تستثمر الاغلبيه الصامته لصالحها بدات تعتمد على البلطجه في ارهاب المتظاهرين وهو ما اكسب هؤلاء تعاطفا غير مسبوق خسرته الدوله لصالح المعارضه ، اضف الى ذلك ان الحكومه والنواب اضروا بسمعة الدوله خارجيا وداخليا باقرار الماده 23 من قانون هيئة مكافحة الفساد التي تغرم الصحفي 100 الف دولار اذا تحدث عن وجود فساد وكأنها تقول وبالفم الملان باننا لا نريد ان نكافح الفساد ونريد ان نحمي الفاسدين يضاف الى ذلك ان المواطن الاردني البسيط لم يشعر حتى الان بالاصلاحات السياسيه التي وعدت بها الحكومه وهو ما ازم المشهد السياسي اكثر فاكثر لا سيما بعد اجتياح ظاهرة الظلم من توزيع بعثات الديوان الملكي التي ذهبت لابناء المتنفذين.

اعود للتحدث عن البطانه التي تحيط بجلالة الملك واجزم صادقا ومخلصا لله والوطن ان ما اكتب نابع من محبتي لجلالة الملك ولهذا الشعب الطيب الذي اعشق كل ذرة تراب على ارضه فلا يجوز ان نبقى كالنعامه نغطي الرؤوس في التراب ونقول " كل الامور تمام يا مولاي " .

من المخيف والمرعب في ان معا ان الدوله بدأت تفقد هيبتها وبالتالي اذا استمرت الامور على حالها بهذا الشكل من الانفلات التدريجي يخشى ان يدخل في خضم هذه الحراكات الاصلاحيه النقيه – حتى الان- جماعات تدعي الاصلاح وتدعوا للفتنه بين ابناء الشعب لا بل وتدعوا للانقلاب على منجزاته التي ضحى اجدادنا لاجلها فمتى تتحرك الدوله لتدخل في حوارات جديه مع هذه الحراكات الاصلاحيه وتبدء فعلا بالاصلاح قبل ان يستثمر اعداء الوطن هذا الانفلات فيحولوا انجازات الوطن الى هشيم تدب فيه نيران الانقسام والفتنه.. الدوله بكل اسف طبقت قصيدة "عباس وراء المتراس" الشهيره لاحمد مطر فلا هي مدركه لحجم الخطر ولا هي معترفه بوجوده اصلا من باب " كل الامور تمام يا مولاي " وبدأت تخسر رجالاتها ومتقاعديها الذين من كان من الاولى ان تعتمد عليهم في تصدر المشهد الاصلاحي المساند للدوله .... حفظ الله جلالة الملك..... حفظ الله جلالة الملك.... اللهم اني بلغت فاشهد ... اللهم اني بلغت فاشهد

وساروي لكم قصيدة عباس الشهيره لعل وعسى تستيقظ الدوله فتعي ان الخطر على الابواب .

تقول القصيده

    عباس وراء المتراس

    يقظ منتبه حساس

   منذ سنين الفتح يلمع سيفه

   ويلمع شاربه أيضا

   منتظرا محتضنا دفه

   بلع السارق ضفة

   قلب عباس القرطاس 

   ضرب الأخماس بأسداس

   (بقيت ضفة)

    لملم عباس ذخيرته والمتراس

    ومضى يصقل سيفه

   عبر اللص إليه، وحل ببيته ،

    (أصبح ضيفه)

   قدم عباس له القهوة،

   ومضى يصقل سيفه ،

   صرخت زوجة عباس:

    " أبناؤك قتلى، عباس

    ضيفك راودني، عباس

     قم أنقذني يا عباس"

   عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا ،

   (زوجته تغتاب الناس)

    صرخت زوجته :

   "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا"

   قلب عباس القرطاس

    ضرب الأخماس بأسداس

   أرسل برقية تهديد ،

   فلمن تصقل سيفك يا عباس" ؟"

  (لوقت الشدة)?

   إذا ،

   اصقل سيفك يا عباس

*الكاتب: مؤسس موقع سرايا

hashem7002@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 240868
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-10-2011 06:12 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم