حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9900

اخر ما تبقى من قريتنا

اخر ما تبقى من قريتنا

اخر ما تبقى من قريتنا

07-10-2011 06:43 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

  لم تعد القريه التي أسكنها تشبه قريتي , و لم تصبح مدينه , بل أنها أضحت غيرهما , ففي الصباح تمتلئ الشوارع بازدحام يشابه ازدحام المدينه , و تبقى فقط أم حسن تسير بقطيع غنماتها لتذكرني بقريتي , و عند الظهيره لا تهدأ أصوات زوامير السيارات , و تسمع بين الفينه و الأخرى زوامير سيارات الاسعاف و وضجيج الشارع , و الوجوه في الحواري الضيقه لا تكاد تعرف ساكنيها ,فحينما أسير بالشوارع الضيقه لا أرى الا أم حسن بقطيع غنماتها عائده , فأتذكر قريتنا , فأم حسن هي أخر ما تبقى من قريتنا , و عصراً أبدأ بالبحث عن لحظه هدوء , فأسير الى حيث بقي شيء من الهدوء و مساحه خضراء لم تقربها تطفلات الاسمنت المزروع في التربه الحمراء , و لكني لا ألمح في ذلك المكان الا أم حسن ترعى قطيع غنماتها ,

هناك حيث أخر المساحات الخضراء مما كان يسمى قريتي وأعود الى البيت , أركن متاملاً بحال القريه التي لم تصبح مدينه بعد , فأتفحص وجهها لأرى أي ملامح تشابه ماضيها أنها كانت قريه فلا أرى الا أم حسن و قطيع غنماتها , فأم حسن هي أخر ما تبقى من قريتنا , حتى الأطفال الذين يتراكضون لعباً بالشارع لم يعودوا يلعبون على أساس الحواري و العوائل , فقد تغيرت قواعد اللعب حسب المصالح , ولا يقطع على لعبهم مرور سياره , فالسياره تمضي مسرعه , بل أم حسن ببطء قطيعها وروائح قطيعها هي ما يستفزهم و ويؤخر لعبهم , فهي أخر مظهر قروي سيلمحونه من طفولتهم و شيخوخه قريتي ,

فقريتي لم تعد تشبه ماضيها ,ولم يتبقى من قرويه أهلها الا حديث عن الاحوال لا يطول الا للحظاتو من بعدها نعود لممارسه مدنيتنا التي لم نتقنها فنحن لم نعد قرويين و لم نتقن المدنيه بتجلياتها , و أصدق ما فينا أم حسن ليس بسبب قطيع غنماتها فقط , بل لأنها ما زالت تلهث وراء رزقها الطيب وتسأل ببراءة أحوال من تسعفها الذاكرة بتذكرهم وان كان معظمهم تحت التراب , بارك الله بأم حسن فما زالت تذكرني أنني سكنت يوما قريه , ولم أعد أسكن مدينة !


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9900
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-10-2011 06:43 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم