حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4991

يبصرون بقلوبهم لنبصر أعمالهم

يبصرون بقلوبهم لنبصر أعمالهم

يبصرون بقلوبهم لنبصر أعمالهم

29-04-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 كم من رجل فقد حبيبتيه وتمنى لو كان له قدرة ليعيدها ولكن الأمر بمشيئة الله سبحانه وتعالى ، وتلك الحبيبتين هما نعمة البصر ، تلك النعمة التي اذا فقدها احد يستوي الليل والنهار لديه ، ويحرم رؤية الاصحاب والاحباب ، والأهل والخلان ، فقال عليه الصلاة والسلام ((من أخذت حبيبتاه فصبر فليس له جزاء إلا الجنة )) ..... وقال تعالى : ((وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )) . هاؤلاء هم من ينظرون بنور البصيرة عند فقد البصر ، حيث يبصرون بقلوبهم لنبصر أعمالهم وننظر اليهم ونقول : ليس هناك اعاقة في الاردن ...... كم من جند مجهول من هاؤلاء حيث استطاعوا ان يصنعوا المعجزات ، الذين كنا قبل نتعاطف معهم وعليهم ولكن الآن لا بدّ ان نحزن على انفسنا لأن الكثير من المكفوفين اصبحوا ورقة رابحة في مجتمعنا وليسوا عالة كم يظن كثير من الناس ، حيث انجازاتهم تحتاج الى الكثير من المداد لكي تكتب ، وهذا الذي ابهرني في زيارتي الاخيرة الى ( نادي الشعلة للمكفوفين ) برئاسة السيد مصطفى الرواشدة حيث شاهدت وسمعت ما جعلني اقول في نفسي ان هاؤلاء هم جند مجهولون في بلادنا ، اجتهدوا مع انفسهم حتى طاعت لهم تلك الانفس كما ارادوا ، وهذا النادي اجتهد بنفسه ليكون كما هو الآن بكل موظفه الذين عملوا فيه ليكون هو بيتهم الأول ، حيث يفتخر هذا النادي انه أول ناد يكون لديه مدير علاقات من احد افاراد قوات الامن العام وهو منتدب لهم . وفي تجوالي مع رئيس النادي تكلم لي بكل شفافية وفخر عن انجازات النادي وكيف ان اصحاب الاعاقة ليسوا بمعاقين انما هم افراد عاملون في وطننا الحبيب ، وان لديهم القدرة على مخاطبة أهل القرار في البلد بقوة من اجل مصلحة عامة وليس خاصة . ويعتبر نادي الشعلة للمكفوفين المتنفس الوحيد للمكفوفين في المملكة الاردنية الهاشمية يعنى برعاية شؤون المكفوفين رياضيا واجتماعيا وثقافيا . ولقد علمت من رئيس النادي ان الكفيف يخاف النار والماء ، وانهم استطاعوا ان يتغلبوا على هذه المعضلة باقامة دورة تدريبية للسباحة لمدة 40 يوما ، حيث تفوقوا بها واستطاع البعض ان يكون سباحا ماهرا وسمكة طائرة من حصان القفز ، وايضا دخلوا مجال عالم الاذاعة ( القنوات الناطقة ) ، والعجب الذي زادني اعجابا وفخرا بهم انني سمعت عن احدهم انه مدد الكهرباء في بيته ، فله مني ولمثله تحية ملؤها السموات والارض . لو اردت ان اسأل البعض عن العجز والاعاقة بمعناها ما هو ؟؟!! ...... لكان الجواب عندي هو الذي يتكاسل عن العمل ولو كان صحيحا ، والصحيح هو الذي اجتهد بالعمل ولو كان معاقة . ويهدف هذا النادي الى النهوض بالكفيف ، لتعريف المجتمع بكافة شرائحه بقدرات الكفيف وامكاناته وحاجاته . ولم ينسَ الأهتمام بالفتاة الكفيفة حيث جعل لها نصيبا وافرة من حاجتها حيث عمل على تأهيلها ودمجها بالمجتمع لذلك شكلت لجنة خاصة بالمرأة . دعوتي الى نشامى الوطن ان ينظروا بعين البصر والبصيرة الى مثل هاؤلاء الابطال ، الذي جعلوا المستحيل ممكنا . .. وله اهدافه السامية والرفيعة . وعندم علم صديقي بكتابة هذا المقال اصرّ على اهدائهم بعض الابيات النثرية التي خرجت من قلبه الرائع الذي امتلأ حنانا وحبا لهم وشاركهم بشعورهم عن طريق ابياته النثرية ، حيث تكلم باسمهم فقال :-أبت عيني الا تبصر ........ وبات ضوءها في ركن اسود وتركز ............. وكأن نورها قد ارتحل من عندها ................... وسار الى القلب وتغرز .............. فقلت وآه بصراه الى أين ترحل .......... فرد قائلاً : أنا في البصيرة مكرم معزز ............ ها قد فقدها فأصبحت كفيفا .......... ظلام ، هواء ، اصوات اناس لا اعرف اشكالهم وشعور مهزز .......... ولكنها زالت جميعها عندما علمت أن الأنامل ما زالت تعمل ......... والعقل بات يفكر فأنجز .............. لمن قال : عاجزٌ .......... مسكين ......... فماذا يفعل ......... هلّموا اليه فانظروا ماذا احرز ...... من صنع المجد لنفسه ليس بعاجز ........... انما من اتكأ في نور عينيه فهو اعجز .......... نعم من اتكأ بنور عينيه فهو أعجز ، واختم بكلام رئيس النادي عندما قال : فكف البصر لا يعني العجز بل هو ادعى أن يكون الكفيف أو الكفيفة فاعلين في هذا المجتمع ...... نعم كف البصر لا يعني العجز . فتحية طيبة لمثل هاؤلاء ...... الشيخ محمد عايد الهدبان


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 4991
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-04-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم