بقلم :

الطفلُ يزن .. وقوس قزح الذي لم يكتمل ..!! بالأمس ودع يزن ابن الخمسة " زهرات " هذا الكون ، بما فيه من متع الحياة التي حرمه القدر أن يأخذ حقه الطفولي منها ، تلك الزهرات التي لم يمتزج بها بعد ألوان طيفه او حتى نموّ قوسه القزحي . ارتحل يزن .. ولم يستطع حتى توديع تلك السكين التي لم تفتأ سطوتها مرتسمةً على ذاك الجسد الندي ، تسطر حياة طفلٍ بخطوطٍ من ألم ممزوج بأنين الشوق للحياة .. !! ارتحل يزن الذي ذاق مرّ الحياة قبل أن يذق حلاوتها ، وذاق لسع السكين قبل أن يذق طعم قلم الرصاص ، وتعلم صفحات من الصبر والأنين قبل أن يتعلم الحروف الأولى للأبجدية ، وجاهد في سبيل الله دون أن يعي معنى الجهاد .. !! اااااااه يا يزن .. كمّ من القوةِ والجبروت الطفولي لديك ، وتحملت ما لم يتحمله آل ياسر من التعذيب ، وكمّ من صبر أيوب حُقنت به شرايينك وما شكيت ..!! فكفاك يا يزن وارحل .. ارحل يا يزن .. فوالله .. ستعلمنا دروساً في الصبر وكيف يكون .. ونحن للصبر لن نكون .. !! فأعظم من صبرك .. لم يكن .. ولن يكون ... !! ارحل يزن .. فوالله .. ستعلمنا الجهاد وكيف يكون .. و بأدنى درجات الجهاد لنا لن يكون .. !! ارحل يزن .. فوالله .. ستعلمنا من يستحق الجنة ومن يكون .. ولنا يا يزن الجنة لن تكون .. !! لأننا .. سنبحث عن صبرٍ .. بالمرتبة الدنيا من صبرك .. فلن نجد .. ولن نجد . .!! أو جهاد ٍ يرفعنا لأدنى درجات جهادك .. نقتل ونحيا ثم نقتل ونحيا .. فلنا لن يكون .. !! فنحن يا يزن .. صَبْرُنا قد تاه في خِضمْ مآسينا .. !! والجهاد لم يعد في متناول أمانينا .. !! والجنة .. ليست لنا نحن الذين قتلناك وقتلنا ذاك الطفل فينا ..!! باتت أمانينا شتى .. ونسينا ديننا وكأن ليس لنا دينا .. !! يُعظِمُ الأمومة .. ومن بها ينادينا .. !! ولم تُكوّى يا يزن بأيدي أبيك .. بل بأيدينا .. !! نحن الذين اقتلعنا الأبوة ، وزرعنا اللؤم بأبيك وفينا .. !! فارحل يزن .. وابعد عن سكين أبيك .. وكل السكاكينا .. !! ودعنا نحن من وراءك .. نبحث عن دمك الملطخة به أيادينا ..!! وعن صرخةِ أمٍّ ثكلى .. تُدوّي .. وهل يَسمع المُنادينا ..

 !!! akoursalem@yahoo.com م . سالم أحمد عكور  

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا