حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5459

تأميم النادي الفيصلي!!

تأميم النادي الفيصلي!!

تأميم النادي الفيصلي!!

29-04-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

  الثروات القومية والوطنية ليست دائما اشياء مادية او مصالح تجارية فالتفاح الاحمر مثلا هو مصدر فخر وطني في الولايات المتحدة سواء انتجته اكبر المزارع التجارية او حديقة منزلية لذا تجد ان الولايات المتحدة في اتفاقيات التجارة الدولية توافق على اعفاء اي من منتجاتها من الجمارك الا التفاح الاحمر الامريكي حتى يبقى دائما غاليا وصعب المنال, وفي الاردن وقبل عدة سنوات قامت سفارة احدى الدول الاوروبية بشراء سيارة تكسي من مواطن بمبلغ ضخم لان هذه السيارة التي حولها المواطن الى تكسي لغايات التهرب من الجمارك وهذا الموديل منها بالذات يشكل علامة فخر ورمز صناعي وطني كبير في تلك الدولة ولا يجوز ان تمتهن وتهان وتحول الى تكسي, وفيروز في لبنان اهم بكثير من كل مليارات شركات الحريري مثلا, واهانة الحكومة في مصر اهون من اهانة ام كلثوم. اذن فالمسألة رمزية قبل ان تكون مادية, تماما كما اصبح تأميم قناة السويس مسألة رمزية تعبر عن الثورة ورفض التسلط الاجنبي اكثر مما هي قضية اقتصادية, وفي الاردن هناك الكثير من الرموز الوطنية والشعبية التي هي اثمن من المال, ورغم ان يد الاهمال طالت بعضها بل وان بعضا منها قد ازيل من الوجود, مثل موقع مقهى حمدان القديم الذي انعقد فيه المؤتمر الوطني الاول, لكن الكثير منها لا يزال قائما ولا يجوز ان نسمح ليد الاهمال ان تطوله بغض النظر عن الدوافع والاسباب. وبنظري ونظر الآلاف من الاردنيين فان النادي الفيصلي هو احد هذه الرموز, لاسباب عديدة اهمها انه اقدم النوادي الرياضية الاردنية وكان ممثلا للرياضة الاردنية في مئات ان لم يكن الاف من المحافل والمناسبات الرياضية الدولية, وان هناك الالاف من الاردنيين يعتبرونه سفيرا للرياضة الاردنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى, ولا يوجد في الاردن من ليس في حياته ذكرى ترتبط بالنادي الفيصلي بصورة ما سواء أكان مشجعا له او مشجعا لغيره, خصوصا اذا كانت المباراة دولية, فعندها لا يكون الذي يلعب هو الفيصلي او الوحدات او البقعة بل الاردن وسفيره في تلك الدولة او البطولة. ومنذ حوالي السنتين (وتركز بشكل اكبر في هذه السنة وهذا الموسم الرياضي) أخذ الفيصلي يفقد ألقه وبريقه ويتراجع بصورة فاجعة الى الحد الذي خرج فيه من كل البطولات التي شارك فيها صفر اليدين تقريبا ولأول مرة في تاريخ الرياضة الاردنية نرى الفيصلي بلا ألقاب. الاسباب تعددت واختلفت بتعدد المسببين فهناك من ألقى باللوم على الفريق الفني, وهناك من حمّل المسؤولية للادارة, وسواهم جعل الذنب كله ذنب اللاعبين أوالمدرب, أما أحدث حجة فهي تطبيق نظام الاحتراف!! والواقع انه لا يمكن لسبب واحد من هذه الاسباب ان يكون المبرر الوحيد لتراجع قارب الانهيار لنادي ومؤسسة بحجم وعمر الفيصلي, لكن بالتأكيد هي كل هذه الاسباب مجتمعة, وبرغم انني لست رياضيا ابدا كما يجزم كل من يعرفني, ولست متابعا للرياضة بشكل عام, وحتى لحظة كتابة هذه الكلمات مازلت لا اعرف الفرق بين حكم الساحة وحكم الراية هذا ان صحت هذه التسميات أصلا, لكنني مواطن اردني اعتز بكل ما له علاقة بالاردن وكما ان اللبناني يفضل ان تسب أباه قبل أن تسب فيروز, والمصري يعتبر ان عدم تقديس أم كلثوم هو خيانة وطنية فانني اعتبر التهاون في حق أي معلم وطني هو خيانة وطنية ايضا ومن هذه الرموز على الاقل على الصعيد الشعبي هو النادي الفيصلي. لذلك وكأردني اطالب الجهات المسؤولة وادارة النادي الفيصلي الذي هو ملك كل الاردنيين وليس ادارته أو منتسبيه فقط بالتالي: أولا: فتح باب الانتساب للهيئة العامة للنادي حيث وصلني ومن مصدر موثوق ان عدد الهيئة العامة للنادي الذي قارب عمره على القرن هو 285 فردا فقط مقارنة بنواد اخرى لم تتم العقد او العقدين من عمرها ويبلغ عدد هيئاتها بالالاف بل وعشرات الالاف, والسبب في ضآله عدد الهيئة العامة للفيصلي هو ان في النظام الداخلي للنادي بندا يتيح لاي من اعضاء الهيئة الادارية رفض اي طلب انتساب دون ابداء الاسباب, وهو ما يعلله البعض بأنه محاوله لابقاء السيطرة على النادي في يد البعض. ثانيا: اشهار شروط الترشح للهيئة الادارية للنادي ومقارنتها بالشروط التي تحكم غيره من الاندية الاردنية وكذلك الحال مع شروط الانتساب للهيئة العامة. ثالثا: التدخل العاجل من الاتحاد الاردني ومؤسسات رعاية الرياضة والشباب الرسمية للوقوف على الاسباب الحقيقية لما بلغه النادي من تراجع قبل ان تتفاقم الأمور, خصوصا وان الاردن كله رآى وسمع بتظاهرة مشجعي النادي امام ابوابه قبل أيام احتجاجا على ما وصل اليه واقع النادي, والتي مرت بسلام هذه المرة, والله وحده يعلم ان كانت ستمر بسلام في المرة القادمة خصوصا في ظل ان الشغب والعنف هو الصفة الاقرب للتجمعات عموما. رابعا: اعادة النظر في نظام الاحتراف في الرياضة الاردنية الذي تسبب بمشاكل اكثر بكثير من الفوائد, وعدم تطبيقه حتى تتم مراجعة الاوضاع المالية والاستثمارات الخاصة بكل النوادي في المملكة للتأكد من قدرتها على تحمله, قبل ان ندمر رياضتنا بأيدينا. خامسا ((وهو المطلب الذي يحز في النفس)): ان تستخدم الحكومة سلطاتها التي استخدمتها سابقا في وضع يدها على ادارة النادي ان لم تتحسن اوضاعه, كما فعلت مع جمعية المركز الاسلامي مثلا رغم ان الاخيرة كانت بحال جيدة حينها, هذا ان لم تقم ادارة النادي بتحسين واقعه, واشهار اوضاعه, وفتح باب الانتساب له, الذي من شأنه ضمن اشياء كثيرة ان يدعم النادي ماديا ومعنويا حتى يتوقف النزيف الذي يعانيه على مختلف الصعد. والله من وراء القصد.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 5459
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-04-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم