بقلم :

الغريزة هي قوة أو دافع أو محرّك فطري او دافع تتشكّل في طبيعتنا بشكل راسخ، مغروزة فينا مثل المسمار المغروز في خشبة على هيئة ميل او رغبة، وهي تسوق الإرادة للسلوك أو التصرف. أما العقل، كجهاز تحكّم، فإنه يرصد ويراقب حركة بل محاولة هذه الغرائز والفوضى الموجودة في داخلنا للجنوح، ويجبرها على الهدوء أو الخضوع أو الإستسلام لأحكام وقواعد الشرع و التقاليد و الأعراف والمفاهيم التي يصنعها/ يوجدها المجتمع. أجسامنا تحس من خلال أعصابنا بحاجات، مثل الطعام والشراب والنوم والدفئ والجنس (تحس الأعصاب بالجوع والعطش مثلا) وتنقل الأحاسيس الى الدماغ، وإذا ما تأخر تلبية النداء (الحاجة)، دخل إحساس جديد هو الألم. الخفيف منه يدعى الرغبة، والشديد منه يدعى الوجع، و كلاهما يكون على شكل ضغط على إرادتنا، وفي النتيجة إما أن نتحمل الألم أو نرفعه عن طريق إتباعنا لغريزتنا التي تنشد الإشباع بسرعة لتهدأ وتزيل الضغط الذي يعذّب إرادتنا المحتارة بين الإشباع من عدمه ! . يتم إشباع الغرائز الطبيعية من خلال مسارين: الأول حلال أو مباح وهو مبارك وفيه ثواب، والأخر حرام أو منهي عنه وهو شرير وفيه عقاب في الدنيا وعقاب في الآخرة. يصب الزيت الآن بشدة على منطقة غرائز كثير من الناس المشتعلة في ظل توفر منبهات لا حصر لها عبر وسائل الإتصال الكثيفة البث، و يخضع الناس لإختبارات عنيفة موجهة نحو إراداتهم. وفي ظل عدم الخضوع أو الإستسلام أو إحترام أحكام وقواعد الشرع والتقاليد والأعراف والمفاهيم الموجودة في المجتمع أو عدم إستخدام كوابح ذات جودة عالية، ونموّ غرائز غير سوية (منحرفة وغير طبيعية) لدى كثيرين في المجتمع (جديدة علينا)، هي جذر أمراض الإنغماس في التعذيب و القتل والتمثيل في جثث الضحايا والإنتقام والجنوح بل الجنون في إقتراف الموبقات، تقود الغرائز ، بسهولة بالغة، عقول فئة من البشر لدرجة تعطّله ، و يصبح الإنسان في تلك الحالة حيوانا في سلوكه ( لأن للحيوان غرائز، وهو بدون عقل ). دخلت الآذان صرخات مدوية كثيرة إنطلقت من شفاه وجراح كثير من الضحايا، فهل من مصلح للكوابح ؟ وهل من مجيب لنداءات أرواح وجراح الضحايا و لهذا النداء ؟؟؟... آمل ذلك. shafiqtdweik@yahoo.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا