بقلم :
أخطر جماعات الضغط وإعادة تشكيل الرأي العام في أي مكان في العالم هي تلك الأقلام الصحفية المرتزقة التي تدافع عن مصالح الآخرين على حساب مصالح بلدانها. في الأردن على سبيل المثال نحن مبتلون بـ " لوبي" من الأقلام والأدمغة استمرأت الدفاع عن " الباطل" بعناوين كثيرة ، وفي الأسابيع الماضية نشط هذا اللوبي على نحو غير مسبوق للدفاع عن إيران في وجه ما يرون انه استهداف لمشروع المقاومة على خلفية قضية خلية حزب الله في مصر ، اللوبي الإيراني في الأردن يرفع شعار تقديم السياسي على المذهبي حرصا على قضايا الأمة المصيرية.
هؤلاء المقلدون المتبعون يعلون من شأن كل ما هو إيراني من خلال التشكيك بالنوايا الرسمية العربية، ويلغون البعد المذهبي من حساباتهم تماما بل ويهاجمون كل من يستند اليه. ويوظفون أداوت كالترويج لفتاوى التقارب والتركيز على دور إيران في دعم المقاومة مقابل التخاذل العربي الرسمي للتأثير على الرأي العام الشعبي . هؤلاء يفترضون ان وجود إيران قوية لها حضورها في المنطقة ومسنودة من الجوار العربي كفيل لصد المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المقابل.ويسوقون لهذه النظرية من خلال كتاباتهم وصحفهم مدعين ان من يؤمن بخلاف ذلك فهو بالضرورة يساهم في كشف ظهر المقاومة وطعنها من الخلف . وحتى عندما ظهر البديل التركي يبرز كحاضنة للقضايا العربية والإسلامية ، انبرى عدد من هؤلاء للهجوم على نموذج اردوغان وحزبه ،والتبشير سلفا بفشل تركيا في القيام بالدور الذي تقوم به طهران ادعاءا . ولا اعلم ان كان يدري هؤلاء أنهم بدفاعهم هذا إنما يبنون لبنة في مشروع التوسع الشيعي الإقليمي ام لا .
بعض هذه الأقلام الصحافية تحاول اليوم التأثير على توجهات وتحركات السياسة الخارجية الأردنية واللعب بمفاصلها الاساسية ، وإقناعها "باعتزال الفتنة" فيما يخص مسألة خلية حزب الله في مصر ، بذريعة ان الخوض في المسألة قد يدخل الأردن في صراع لا ناقة له فيه ولا جمل. لكن الأخطر ان تروج المجموعة ذاتها لانبطاح أردني رسمي للرغبات الإيرانية من خلال فتح قنوات اتصال علنية وأكثر من ودية والتلويح بأن طهران باتت قوة إقليمية لا يستهان بها .ويجب على عمان ان تطلب ودها منذ اللحظة في حساب السياسة والمصالح بعيدة النظر. الخلاصة التي تتمناها هذه الثلة من الأقلام الصحفية ان تنزوي الأردن بعيدا عن المشهد الإقليمي وان تكتفي بمراقبة ايران واسرائيل يقودان المنطقة .وهي مقاربة تحاول ان تحجم الدور الأردني باعتباره حجر عثرة أمام الطموحات الإيرانية. إيران تعيش اليوم واحدة من أسوأ أوضاعها أمام الرأي العربي الإسلامي بعد ان انكشفت نواياها غير البريئة تجاه العالم العربي، غير أن البعض يؤخذ على عاتقه مهمة تجميل وجهها القبيح في صحفنا ووسائل إعلامنا . أفلا يحق لنا ان نسميهم " لوبي" ؟
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا