بقلم :
[ جملة مؤشرات تلوح في أفق عواصم صنع القرار العربي (عمان ورام الله) والغربي (واشنطن وبروكسل) ، هي على قدر كبير من الأهمية السياسية وبوجه خاص فيما يتعلق بموضوعة حل الدولتين ، يجدر التنويه بها وتسليط الضوء عليها كخطوة أولى تستهدف الوعي العام في الشارع العربي ، ما نرى إليه المقدمة الحقيقية في إحتشادةٍ جادة وفاعلة ، نحو إحداث حالة سياسية تفضي بالضرورة إلى قبول جمعيّ بخيار حل الدولتين .. إحتشادة يجمع لها أهل الحل والعقد من أُلي الأمر الإعلامي قبل السياسي ، من حيث أن هؤلاء هم تخصيصاً و تعميماًَ مشكلو الرأي في العالم العربي – الفلسطيني تحديداً ، ونعني بالفلسطيني الداخل والخارج وهذه المرة بعدم القفز عن فلسطينيّ الشتات في الشرق الأوسط والغرب ، لكن أولاً وبصراحة حكومة السلطة وحكومة غزة لكن بدءاً بحماس الداخل وحماس الخارج بصراحة أكثر ، لماذا حماس ؟ لأن (كل) القراءات المختلفة ، مع تحفظنا على دقتها أي موضوعيتها ودرجة مصداقيتها من ناحية ، ومن ناحية أخرى على حجم (التهويل) لدى تناولها على موائد المصالحات الفلسطينية / الفلسطينية ، وهي قراءات تذهب بعيداً في التأكيد على أن حماس برأسيها ، تقود الرفض وتقف دون المصالحة فالحل بالتالي .. المطلوب ، إذن ، هو قرار واحد موحد لمرجعية فلسطينية واحدة موحدة ، هذه واحدة .. أما الثانية .. فهي عن أشواك إسرائيل في طريق حمامة السلام : حل الدولتين ، فالحكومة الراديكالية الحالية بفزّاعتيّها نتنياهو وليبرمان ، كنموذجين صارخين لليمين المتطرف ، تبدو في وضع سياسي بائس ، إسرائيلياً إقليمياً ودولياً ، فمذابح غزة كانت الإرث الأثقل أمام هذه الحكومة ، قبل أن تُصرع بقدوم رئيس مختلف بإدارة مختلفة إلى البيت الأبيض ، فالرئيس أوباما ، حتى مع تركة بوش الأسوأ في التاريخ الرئاسي لقارة العم سام ، ناهيك بنموذجها الأكثر خراباً ونعني الأزمة المالية ، يتحرك وبسرعة أسطورية متفوقاً على نفسه بغير مقياس ، في معادلة التوائم بين التخطيط الموضوعي والتطبيق البراغماتي .. ما يهمنا ، كعربٍ ، من هذه الخلاصة ، هو أن إسرائيل ، وبعد انقراض (البوشيّة) ، لم تعد الولاية المدللة رقم (1) ، أو حتى الولاية (51) بعد هاواي وألاسكا كما في السابق (!) وهو ما يستوي عنواناً عريضاً لمفصل من مفاصل سياسة (التغيير) التي تنتهجها إدارة أوباما ، على أن السبب المباشر الأحدث والرئيس لهذا المتحول الأميركي ، والذي راح يفضي إلى حالة من التقاطع مع التعنت الإسرائيلي ، قد تصل باعتبار ما يجري إلى درجة القطيعة في المرحلة المقبلة .. يكمن سبب ذلك ، وبإجماع المحللين ، في حلقات الفشل التي مُنيت بها الوزيرة كلينتون ، في سلسلة محادثاتها مع حكومة أولمرت ومؤخراً مع رأسيّ الأفعى نتنياهو وليبرمان ، يدعم هذه التخريجة نتائج مباحثات المبعوث الأميركي جورج ميتشل ، وهو ما عُبّرَ عنه في لقطتين متلفزتين ، الأولى إدارة ظهر نتنياهو لميتشل وتركه واقفاً أمام كاميرات الميديا ، والثانية في وصوله حتى طاولة الرئيس العجوز شيمون بيريز في مكتبه الرئاسي ، والذي قام متثاقلاً عن مقعده أمام العدسات في إشارة إلى عدم الترحيب بالضيف الأميركي .. أما على الجانب الآخر ، خلوصاً ، يبرز فك الكماشة الثاني الممثل في المصالحة الفلسطينية ، ما يعني ، وبكلمة ، توحيد القرار الفلسطيني الذي تنطق به مرجعية واحدة في نهاية المطاف ، وهو ما كان مرجواً أن يتم قبل قمة واشنطن ، إذ كانت ستبدو المباحثات أكثر يُسراً والفرص أثمن وأكبر حظاً ، على أن الأبواب ما زالت مشرعة أمام أقطاب التشرذم الفلسطيني حتى بعد هذه القمة ، كي يتمكن الزعيمان الكبيران جلالة الملك كمتحدث باسم القادة العرب هذه المرة والرئيس أوباما ، من بلورة ما وصلا إليه من توصيات رشحت أخبارها بأنها في غاية التفاؤل ، باتفاقهما على ما أجمع عليه الزعماء العرب بتبني المبادرة العربية ، واعتبارها الورقة الوحيدة على مائدة الحوار مع الإسرائيليين نحو تحقيق حل الدولتين ، كهدف عريض متفق عليه بين القادة العرب في إهاب جلالة الملك ويبن الجانب الأميركي ...] Abudalhoum_m@yahoo.com
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا