حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11632

الطفل يزن ترك لكم جثته المعذبة وطارت روحه إلى السماء دون رجعة

الطفل يزن ترك لكم جثته المعذبة وطارت روحه إلى السماء دون رجعة

الطفل يزن ترك لكم جثته المعذبة وطارت روحه إلى السماء دون رجعة

22-04-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 في الأيام التي مضت استيقظ الأردنيون على خبر يزيد من الغموض الذي بدأ يدور في فلك المجتمع وهذه التحولات غير المفهومة من الإنسانية والرقة والرأفة إلى مجتمع بدأت تستنسخ في بعضنا هيئة الوحوش المغلفة بجلد بشري ووجوه قد تظهر طيبة الزائفة . الخبر المؤسف والقادر على تحطيم حبال التحميل عما يحدث نقل صورة جثة طفل أسمه يزن ضاقت عليه الدنيا فوالده مسجون بقضية أخلاقية وأمه تركته عند بيت خالته   ليتلقى منها ومن زوجها  تعذيب لم تعرفه سجون الفاشية .

  روح يزن غادرت هذا العالم المقرف الذي لم يعد يدرك  الرحمة . يزن صعد إلى السماء تاركا جثة كان زوج خالته يتلذذ في تعذيبها، فما شوهد على جسد الطفل وهو في حالة غيبوبة قبل ان يموت في مستشفى البشير تقشعر منه الأبدان ، جسد طفولي مليء بحروق السجائر والسكاكين التي كانت تحمى على النار وتحرق جسده ، وكدمات وأثار رفس . كل هذا لطفل صفير لا يتجاوز طوله 120 سم .ولا نتخيل أي ذنب ارتكبه هذا الطفل الصغير حتى يرى من العذاب ما لم تعرفه أقسى السجون ، فلا أظن أنه منتميا للقاعدة وحسبي أنه لم يوجد في حالة تخطيط لانقلاب على بيت خالته أو محاولة اغتصاب أو سرقة ، ولنفرض أن هذا الطفل ارتكب أشنع ما يمكن للطفولة أن تفعله فهل هذا يبرر أن يشاهد هذا الطفل مدى بربرية ها العالم .

دعوت لمرات عديدة وكتبت في كثير من الصحف أن العنف صار عادة وليس ظاهرة   سلوك يومي يحيط بحياتنا ، وأن الإنسان الأردني صار يخشى على طفله وعلى بنته وزوجه من شيء لا يخطر على بالنا أن نتوقعه وطالبت للمرة الألف أن يتم تفعيل  علم النفس   وعلى الحكومة أن تهتم بهذا التخصص  وبالطب النفسي ، لأن كآبة الحداثة والجيل الذي تربى على أفلام أميت بتشان ورامبوا   ومصارعة الشرق الاوسط يبدوا أنه تأثر كثيرا في الدور.

يزن ليست ظاهرة عابرة   بل أجراس تقرع وتطلب منا التحرك ومن هذه الحكومة الساكنة ، فما يحدث لا يتناسب مع ظاهر هذه الوجوه التي نراها في الشارع والتي بدأت أتخيل أنها في داخلها آلاف الأرواح الشريرة  فعندما تشاهد شابا أنيقا يتحدث بكلمات لطيفة ويشتري وردة حمراء وعلبة عطر في عيد الحب ، ثم يسلخ هذا الجلد فيظهر أنك كنت مخدوعا فهو مجرم عنيف أشبه بذئب بربري يرتكب ما خجل النازيون من فعلته فيمحل هذا الشاب المجرم علبة ماء نار ويرشها على وجه فتاة في وردة العمر ليتركها مشوهة طول لعمر .

   ورجل يتلوا عليك من القرآن وآياته ومن ثم يجلس على صدر أبنائه ليقتلهم بسيكين لعنته الف مرة ، وآخرون يسكنون بيوت عمان الجميلة وبين أثاثها وكل حداثتها ومن ثم لا تجد الخادمة في بيتهم سوى النافذة لترمي بجسدها الذي لم ترحمه عمان الغربية ولم يشفق الوحوش على فقدانها لأهلها وأطفالها فالسيدة تريد أن تفرغ فيها عقدها الجنسية وكبتها النفسي .لا أعرف هذه الوجوه الجميلة أي وحشية تخفي ورائها ،فالشخصيات   التي نراها تتزين في الثياب الأنيقة والشعر المصبوغ.

 قبل سنة وفي جلسة صداقة كانت تجلس أمرآة لها من نصيب الجمال الكثير وظننتها حقا رقيقة كما أوحى كلامها الناعم وهيئتها وثيابها، وفي طرفة عين وهي تغادر وزوجها وخادمتها من البيت وجدتها تجحر في خادمتها فجأة ورأيت تلك الخادمة ترتجف خوفا ، مشهد يصنع إرباكا لمثلي . كيف هذه السيدة الجميلة الشبيهة باالمذيعات اللبنانيات تحدث  كل هذا الرعب في الخادمة . وظننت لوهلة أن الخادمة سرقت ولكن الخادمة  لم تغادر أصلا طوال الجلسة زاوية الصالة ، وعندما سألت زوجة مضيفنا عما حدث أخبرتني ان هذه المراة تستلذ في تعذيب أي خادمة تحضرها .

 ولم يكن هذا يشكل لي صدمة فتعذيب الخادمات وتفريغ عقد الكبت والصراع النفسي صار شيئا معهودا للكثيرات  من أصحاب الوجوه الجميلة حتى أن بعضهن يحضرن خادمات وهن لسن بحاجة إليهن ولكن فقط لتفريغ عقد النرجسية فيهن ولتشعر السيدة أنه لديها عبدة تنفر فيها وتبصق عليها وتعذبها.

  حبيبي يزن هذا هو عالمنا واعتذر إن غرتك الوجوه الجميلة والعطور ولهجة المدينة اوالعدسات اللاصقة ،إنهم وحوش يا يزن بل الوحش تخجل ان تقعل بضحايها مثل هكذا فلا ازن ان وحشا يعذب ضيحته قبل أن يفترسها . فسلام إلى روحك الطاهرة التي غادرت في ساعة تعذيب لا تدرى سببه ، أنهم وحوش يا يزن مهما كان كلامهم معسولا . وتأكد الله لن يسامح أمة تعذب وتقتل أطفالها .

Oamr_shaheen78@yaho..com  

 

المدونة :

http://omarshaheen.maktoobblog.com /


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 11632
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-04-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم