حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9381

إدارة أبو قنينة

إدارة أبو قنينة

إدارة أبو قنينة

12-04-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

حين يضع أولئك المتزلفون من الدائرة المحيطة بأحد المسؤولين لوحة وضعت على مشروع معين وكتب عليها: " تم تدشين..... في عهد....." هذا هو المشهد الأول.. وحين يتندر الموظفون في إحدى المؤسسات على مدير العلاقات العامة فيها بتسميته وإطلاق لقب ( أبو قنينة) عليه، والذي يملأ جيوبه بالعبوات المائية ويسير خلف مديره أثناء جولاته الميدانية، حيث يقوم بتزويد المدير بالعبوات ما أن يدير يده إلى الخلف ودون أن يكلّف خاطره بالالتفات، حيث يبادر أبو قنينة بوضع عبوة المياه في يد المدير، وبعد أن يشربها، يقوم بإعادتها فارغة ليضعها أبو قنينة في جيبه، وهذا المشهد الثاني الذي أصبح جزءاً أساسياً أثناء جولات المدير الهمام ومدير علاقاته أبو قنينة.. فهو مشهد لكثرة تمثيله بات مألوفاً بأن يمدّ المدير يده ليهرع أبو قنينة بوضع عبوة المياه أو لأخذ العبوة الفارغة.. وماذا عن مسؤولٍ وصل لأعلى المراتب الوظيفية بعد أن عاش فترةً إدارية لا بأس بها كان الموظفون إثنائها يطلقون عليه لقب ( أبو شمسية) حيث أنه عهد لنفسه بحمل مظلة ليسير بها خلف مديره أو رئيسه من أجل أن يقي الرئيس الحرّ أو المطر.. المفارقة كما يقول الذين عايشوا أبو شمسية أنه عندما استلم منصباً رفيعاً، فقد مارس الدور ذاته بأن أوجد موظف خاص يحمل شمسية ويسير خلفه.. وهذا هو المشهد الثالث.. ماذا عن مدير كان إذا أراد أن يشعل سيجارته، بالرغم من أنه يحمل ولاعة، فإنه تمتدّ له بذات اللحظة أربعة ولاّعات مشتعلة من أربعة مساعدين له، والذين ربما يكون منهم من لا يدخن، لكنه يحمل ولاّعة من أجل أن يحظى بالفرصة التاريخية العظيمة في إشعال سيجارة مديره.. وهذا مشهد رابع.. ماذا عن المساعدين الذين كانوا يتهافتون لحمل هاتف مديرهم أو لفتح باب السيارة أو لإحضار ( مكتّة) أو لإعطائه ورقاًً صحّياً، لا بل يقال أنهم ينتظرون إلى أن يضع مديرهم نظارته السوداء على عينيه لكي يقوموا بعد ذلك بتقليده تماماً.. والأقوال تشير لإمكانية أنهم مستعدون لتلبية مطالب أكثر خصوصية لمديرهم.. وهذا مشهد خامس.. ربما لو أردنا الاستمرار في الحديث عن المشاهد، فلن ننتهي من ذلك.. تلك هي إدارات القناني.. إدارات المكتات والنظارات السوداء.. إدارات الولاعات.. إدارات الشمسيات.. والغريب أن هؤلاء هم الذين يتولون في نهاية حملهم للقناني والشمسيات الواجهات الإدارية، فيمارسوا على الموظفين ما تم ممارسته عليهم.. وتحمل القناني والشمسيات والولاعات لهم.. تفتح أمامهم أبواب السيارات.. تملأ آذانهم كلمات النفاق والمداهنة والإدعاء بأن كل شيءٍ تمام.. تستحضر لهم جميع المكتات .. والنظارات.. تحمل خلوياتهم وأشياءهم.. تكتب بمداد الدجل الخالص كافة تصريحاتهم.. توثّق كل تحركاتهم وخطواتهم ليتبارك بها أولئك الجاهزون للامتطاء.. يتهافت الجميع لسماع ما يتشدقون به من أفكار عظيمة ستودي بما تبقى من سوية مؤسساتهم.. يتحفون ويتخمون باللقاءات والزيارات والندوات.. توضع صورهم بإطارٍ ثمينٍ مغلفٍ بأزهى العبارات.. لتبقى عملية إعادة إنتاج إدارات الغباء.. وإدارات الاستعباد والاستعلاء.. تلك هي سمة العديد من إداراتنا.. إدارات أبو قنينة..


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9381
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-04-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم