حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23918

خالد محادين يكتب: سقوط مثقف في إنتخابات رابطة الكتاب الأردنية

خالد محادين يكتب: سقوط مثقف في إنتخابات رابطة الكتاب الأردنية

خالد محادين يكتب: سقوط مثقف في إنتخابات رابطة الكتاب الأردنية

24-07-2011 03:11 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - عندما تقلع طائرة ضخمة وعلى متنها مئات الركاب يكون لسقوطها بعد إقلاعها دوي هائل, لكنه دوي مؤقت سرعان ما ينساه الناس, ويترك وراءه حزناً لدى اقارب واصدقاء المفقودين يتكفل الزمن بطيّه.
 
وعندما يفقد سائق حافلة القدرة على قيادة حافلته فتهوي الى قاع وادي سحيق تتوزع حجارته وترابه جثث الركاب الذين يختطفهم الموت ويهرس عظامهم ولحمهم الحديد فإن الصورة لا تختلف.
 
اما عندما يسقط المثقف فإن لسقوطه دوياً اكبر من دوي الطائرة والحافلة, مما يشعر الجميع بوقوع كارثة حقيقية وكبيرة, وربما يدفعك الامر الى اكثر من الحزن والاحباط والقرف من كل شيء.
 
انتخابات رابطة الكتّاب الاردنيين الاخيرة شهدت منافسة ديمقراطية تستوقفنا جميعاً, اذ ترشحت قائمتان واحدة ممانعة وشجاعة وقومية ويسارية وقائمة ارتبطت تاريخياً بفصائل المقاومة التي تعبت من المقاومة فباعت اسلحتها ودخلت قوقعة اقليميتها وظلت تقدم نفسها على انها اليسار الوطني الذي يهدد الانظمة بالثبور وعظائم الامور.
 
لست عضواً في رابطة الكتّاب, فعندما اعيدت بعد اغلاقها ومصادرة كتبها وخزائنها واثاثها، وعاد الصراع الاقليمي داخل هيئتها العامة دفعت دعماً متواضعاً لها وغادرتها غير آسف اذ لم اتصور ان مبدعاً يمكن ان يكون اقليمياً، فالذي يكتب ويرسم للناس جميعاً لا يمكن ان يكون مسكوناً بالاقليمية والعصبية الشعوبية.
 
قبل ايام، قرأت في صحيفة «القدس العربي» مقالة لاستاذ جامعي فجعت بما عكست من اساءات لحركة الثقافة وحركة الابداع، وكيف ان كاتبها شن على قائمة القدس ما ليس الا في اعماقه وليس في اعماق من يشن عليهم حملته، ومن اطرف ما ورد في هذه المقالة اتهامات للصديقين المبدعين سعود قبيلات وموفق محادين، وعمالتهما للحكومة مع ان الاول سجين سياسي لسنوات كثيرة والثاني سجين نفي وغربة، الى ان عادت الديمقراطية الى بلدنا عام 89، بل ذهب الى ابعد من هذا، عندما اعتبر قبيلات ومحادين ليسا مبدعين واتهم محادين بالعجز عن التعبير عن نفسه مع انه واحد من ابرز المثقفين الاردنيين، واخذ هذا الاستاذ الجامعي الشهم على الرابطة طباعتها لأعمال غالب هلسا ومؤنس الرزاز الاديبين العربيين المميزين كما رأى في دعم الحكومة للرابطة لاستئجار مكتب لها صفقة بيع وشراء، مع ان اخانا الكاتب والناقد والاستاذ الجامعي تولت وتتولى وزارة الثقافة طباعة مؤلفاته وآخرها مدينة الزرقاء الثقافية.
 
عندما تكون اقليمياً ستكون عاجزاً حتى عن الانتماء لشعبك فكيف عن الانتماء لأمتك، وهذا الاستاذ الجامعي الذي عمل ويعمل في اعرق جامعاتنا اتيحت له فرصة لن تتحقق لموفق محادين الكاتب الشجاع والصادق والملتزم، وكم اشعر بالخوف عندما نضع ابناءنا وصبايانا بين ايدي اساتذة اقليميين، بغض النظر عن اصله ومنبته، لسقوط المثقف دوي مستمر وعميق وهائل واقل ما اطلبه منه ان يعتذر للرابطة ولكل اعضائها الشرفاء وان يخرج من اقليميته التي قادته الى كتابة ما كتب ضد الطليعة الثقافية في بلدنا وقدم فيها تقاريره الزائفة التي تضعه في المكان الذي يستحقه.
k.a.mahadin@hotmail.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 23918
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-07-2011 03:11 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم