حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1741

نموذج في القيادة التربوية الفاعلة

نموذج في القيادة التربوية الفاعلة

 نموذج في القيادة التربوية الفاعلة

10-09-2022 01:58 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور علي الصلاحين
الناظر في سيرته عليه السلام يجد أنه أعطى الطفولة نصيبا من وقته، وجانبا كبيرا من اهتمامه، فكان عليه السلام مع الأطفال أباً حنونا، ومربياً حكيما، يداعبهم ويلاطفهم بأجمل الكلمات، وينصح الآباء والمربين ومع كثرة همومه وشدة انشغاله عليه السلام بأمور الدولة والناس إلا أنه كان يلاطف أطفال الصحابة، ويدخل السرور إلى نفوسهم وهو مَنْ هو عليه السلام في علو قدره ومكانته وعِظم مسؤولياته ومواقف النبي عليه السلام التي تبين مدى حبه ورحمته بالأطفال كثيرة، منها مداعبته وملاطفته لِعُمَيْر رضي الله عنه عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان رسول الله عليه السلام أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير .قال جاء رسول عليه السلام فرآه قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير -طائر صغير كالعصفور وفي هذا الموقف النبوي مع عمير ـ رضي الله عنه ـ الكثير من الفوائد التربوية التي ينبغي الوقوف معها والاستفادة منها تواضع النبي عليه السلام ولِين جانبه، وحُسن مخالطته ومعاشرته لصاحبه أنس رضي الله عنه وأخيه الطفل الصغير، فنبينا هو سيد الخلق، وخاتم الرسل، وأعلى الناس مكانة في الدنيا والآخرة، وهو أيضا أشد الناس تواضعا لله تعالى، ولا يملك من يقرأ سيرته، ويطلع على أخلاقه ومواقفه إلا أن يمتلئ قلبه بمحبته، فالناس مفطورون على محبة المتواضعين وبغض المتكبرين فا لتلطف مع الصديق صغيرا كان أو كبيرا، والسؤال عن حاله، ومداعبته للصغار، والمُزاح معهم وإدخال السرور عليهم، وقد اخذ التربويين منه أن الاهتمام والسؤال عن الصغار، ومعرفة أخبارهم، يوجد عندهم الاعتداد بالنفس، ويساعد ذلك في تكوين شخصيتهم، وبلورتها وصقلها، وكذلك يدخل السرور والحب في نفوس الاطفال وأهليهم، ويعتبر ذلك سلوكاً تربوياً ودعوياً راقيا اما التكنية وهي ما صُدِّرِت بأمٍ أو بأبٍ تجوز، ولو لم يولد لِمَنْ كُنِّيَّ ولد، لأن هذا الطفل صغير، وقد كنَّاه رسول الله عليه السلام كما ويجوز لعب الصغير بالطير، وإمساك الطير في القفص، أما إذا حُبِسَ وأوذي ولم يُطْعَم فمعلوم حديث المرأة التي حبست قِطة فدخلت النار بسببها، فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ( دخلت امرأة النار في هرة حبستها حتى ماتت، فلا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خَشاش الأرض )، وكذلك ترك الأبوين ولدهما الصغير يلعب بما أبيح به اللعب، وإنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات دون إيذاء أو إسراف، وكذلك يرخص للصغار ما لا يرخص للكبار، لأن طبيعة الصغار اللهو "، ومن بين الأدلة على ذلك تصغير الاسم لا بأس به إذا كان المقصود المداعبة والتلطف لقوله ( يا أبا عمير ) تصغير عمر وكذلك جواز السجع في الكلام إذا لم يكن مُتكلفا لقد كان رسول الله عليه السلام القدوة والأسوة الذي يجب أن يقتدي به الآباء والدعاة والمُرَّبون في تربيتهم ودعوتهم، ولا شك أن حياته وسيرته مليئة بالمواقف الخالدة والجديرة بالوقوف معها من المصلحين والقادة التربويين، لاستخراج فوائدها ودروسها، والتعامل من خلالها مع الصغار والكبار والناس أجمعين، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} .
* الدكتور علي الصلاحين


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 1741
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-09-2022 01:58 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم