حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14470

حديث هيكل على شاشة الجزيرة بين الحقائق والحق

حديث هيكل على شاشة الجزيرة بين الحقائق والحق

حديث هيكل على شاشة الجزيرة بين الحقائق والحق

20-03-2009 05:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

 أثار حديث السيد محمد حسنين هيكل الأخير على شاشة الجزيرة الكثير من ردود الفعل الأردنية الغاضبة حينا والانفعالية أحيانا وبخاصة لما تطرق له من تحليلات نفسية وإلقائه الكثير من الأحكام على شخصية وسلوك بعض القادة من الهاشميين على الرغم من انه ادعى انه مهتم بالحقيقية وليس بالحق والأحكام. وقد استمعت إلى حديث السيد محمد حسنين هيكل ووجده يركز على الأحكام الشخصية التي لا علاقة بالأسباب الحقيقية للهزيمة التي ألحقها هيكل والقيادة المصرية بالأمة العربية. ولا يختلف حديثه اليوم عن نهج الإذاعات المصرية في الحقبة الأولى للناصرية كما انه لا ينفصل عن السياق العام للسلوك الإعلامي والسياسي العربي تجاه الأردن طيلة النصف الثاني من القرن العشرين وبخاصة المحاولات المستمرة لاتهام الأردن بالتبعية للغرب والاتصال مع الإسرائيليين ومحاولة تحميله مسؤولية الهزائم العربية أمام إسرائيل في الأعوام 1948 و 1967.
 والصحيح أن الذي يتحمل تلك المسؤولية هي ذات النظم الثورية التي كان من اكبر منظريها احمد سعيد ومحمد حسنين هيكل الذين تحولوا بسرعة البرق من خدمة السلاطين إلى خدمة قادة الانقلابات والثوريين. وبدلا من قيام الأستاذ هيكل بكشف الأسرار الخفية لتلك الهزيمة والاعتراف بالذنب الذي لا يغتفر وبتحمل المسؤولية أمام الله والشعوب العربية مع قيادته الثورية عن تلك الهزيمة راح يشطح بتحليلات نفسية للقادة الهاشميين لا علاقة لها بالهزيمة المنكرة عام 67. ويظهر أن السيد هيكل لم يمل من الاستمرار في ترديد الاتهامات للأردن والقيادة الهاشمية والتي ملها المستمع العربي ابتداء من اتهام الأردن بالعمالة لأمريكا وبريطانيا وبيع فلسطين وضم الضفة الغربية رغما عن إرادة الفلسطينيين, وانتهاء بالاتصالات مع الإسرائيليين, وإلقاء اللوم في تلك الهزيمة على الأردن وهي اتهامات لا تختلف كثيرة عن كذبتهم الكبرى عن تدخل الأمريكيين في حرب 67.
 وكان من الأجدر أن يقوم الأستاذ هيكل بالكشف عن حقائق تاريخية تتعلق بالأسباب الحقيقية للهزيمة العسكرية بصفته احد المقربين والمطلعين على أسرارها بحكم صداقته وشراكته في صنع القرار مع الرئيس عبد الناصر بدلا من الانخراط في إطلاق أحكام شخصية وتحليلات نفسية ليست من اختصاصه وليس لها علاقة بالهزيمة. وهو على أي حال قد تناقض مع نفسه حين قال في بداية حديثه انه يهتم بالحقيقية وليس بالحق والحكم على الآخرين وهذا ما فعله طيلة الحلقتين أي إطلاق الإحكام على شخصية الملك حسين وأجداده من الهاشميين. فأنا لم اسمع منه جملة واحدة ولم أرى وثيقة واحدة تبين وتكشف لنا عن السبب الحقيقي لهزيمة 67 وبدلا من ذلك أضاع الوقت باستعراض وثائق أمريكية وكتب إسرائيلية عن علاقات واتصالات الملك حسين التي لا علاقة لها علاقة بتلك الهزيمة. وموقف السيد هيكل مفهوم ومكشوف فهو لا يملك الجرأة وليس لديه الرغبة في الكشف عن الوثائق التي تكشف لنا عن الأسباب الحقيقية للهزيمة المنكرة لأنه لا يريد أن يدين نفسه وأسياده من القادة السياسيين والعسكريين الذين كانوا يسهرون في الملاهي وغارقين في الملذات في الوقت الذي كانت تدمر فيه الطائرات الإسرائيلية مطاراتهم وقواتهم وطائراتهم في قلب القاهرة.
 فهل لشخصية الحسين وأهله من الهاشميين أي دخل في هذا الإهمال والتقصير من القادة المصريين ؟ ولهل لشخصية الحسين الذي وضع جيشه وبلده تحت تصرف القادة المصريين أي دخل في تدمير الجيش المصري والطيران المصري وضياع سناء ودفن عشرات الآلاف من الجنود المصريين أحياء من قبل الإسرائيليين؟ كنا نتوقع من الأستاذ هيكل وقد اقترب من نهايته أن يطلعنا على بعض الأسرار المحيرة التي أدت إلى هزيمة 67 وبخاصة وقد كانت الإذاعات المصرية والصحافة المصرية بتوجيهات هيكل تبشر العرب بالنصر العظيم وقرب ساعة التحرير وتدمير إسرائيل ورمي اليهود في البحر. أليس هذا ما يريده المشاهد العربي من هيكل بدلا من إشغاله بتحليلات شخصية وأحكام على بعض الشخصيات والقادة الهاشميين.
 أن الرأي العام العربي يطالب السيد هيكل أن يروي لنا بصورة موضوعية الحقائق العلمية عن أسباب اكبر نكبة في تاريخ الأمة العربية ومن هم المسئولين الحقيقيين عنها بدلا من إضاعة الوقت وتقليب الأوراق والانغماس في تحليلات نفسية لا علاقة لها بالهزيمة. نطالب هيكل أن يطلعنا على حقيقة ما حدث وعن أسباب التقصير والهزيمة أم انه لا يزال يعتقد أن الهزيمة كانت بسبب تدخل الأمريكيين؟ ولا اعتقد أن العرب بحاجة لشهادة هيكل وتحليلاته النفسية حول ما حدث فالطيران المصري هو الذي تم تدميره على الأرض والجيش المصري هو الذي تم تدميره في سيناء وان آلاف الجنود الذين تم قتلهم أحياء أو تم آسرهم هم من الجيش المصري فهل يقول لنا السيد هيكل كيف ولماذا حدث ذلك ومن المسئول؟ وتشهد الوقائع التاريخية والحقائق على الأرض أن الأردن قد استطاع بموارده وقواته المحدودة إنقاذ القدس الشرقية وما تبقى من فلسطين عام 48 بعد هزيمة الجيوش العربية وانسحابها من فلسطين, وبعد توقيع حكوماتها اتفاقيات هدنة مذلة مع إسرائيل خلال عام 1949. وان الأردن قد خسر الضفة الغربية عام 67 لان جيشه كان تحت القيادة المصرية وفشل الوعود المصرية بالتغطية الجوية وهروب الجيوش العربية واستجداء العرب وقف إطلاق النار من أمريكا والاتحاد السوفيتي حتى لا تصل الجيوش الإسرائيلية إلى القاهرة.
ورغم هذه الحقائق التي لا تحتاج إلى وثائق فقد اتهموا الأردن بالعمالة للغرب ولا زالوا يعزفوا على نفس الاسطوانة ويمطرونا بخطابات الوطنية والشعارات القومية والوحدة العربية. لماذا لم يذكر هيكل في وثائقه الخطابات والتهديدات التي كانت تشنها القيادة المصرية واحمد سعيد من صوت العرب في لقاهرة ومئات المؤامرات ومحاولات الانقلابات الفاشلة ضد الأردن والقيادة الهاشمية في الوقت الذي كانوا يكرهوا شعوبهم المسلمة المسكينة على اعتناق الاشتراكية والشيوعية. لماذا لم يقدم لنا هيكل بعض الوثائق التي تبين لنا كيف قام هيكل وغيره منظري الأنظمة الثورية بقلب حقائق التاريخ وتحويل الانقلابات العسكرية وتسويقها على أنها ثورات شعبية؟ لم يبين لنا بعض الوثائق التي تكشف عن حقيقية ارتباط قادة الانقلابات العسكرية بعلاقات إيديولوجية وفكرية وسلمت أمرها ومصير بلدانها للدول الشيوعية والاشتراكية وتحولوا إلى أدوات تأتمر بأوامر حلفائهم في موسكو وغيرها من الدول الاشتراكية التي جرتهم إلى الهزيمة. أليس من حقنا أن يطلعنا السيد هيكل عن الأسلحة الفاسدة وأكذوبة الصواريخ التي قالوا أنها قادرة على تدمير إسرائيل ابتداء من الظافر وانتهاء بالقاهر؟. الم يوهمنا هيكل وأمثاله من منظري السلاطين بأن جيوشهم مسعدة وذاهبة لتحرير فلسطين ولم نفق من كذبهم إلا على ضياع بقية فلسطين عام 1967. الم يصدق الأردنيون وقيادتهم الهاشمية كذبهم وخداعهم ويسلمون قيادة جيشهم لبعض الضباط المصريين؟ هيكل ليس مهرج ولا مريض ولا مجنون كما حاول بعض الكتاب الأردنيون أن يصفوه بل هو كاتب محترف ويحاول أن يبرئ نفسه وقيادته من عقدة الذنب التي تلاحقهم إلى يوم الدين نتيجة لمسؤوليتهم التي لا تغتفر عن هزيمة 67 .
لماذا لا يتكلم هيكل عن اللاءات الثلاث التي صاغها هيكل في الخرطوم والتزمنا بها في الوقت الذي كانت تجري محادثات سرية بين مصر وإسرائيل وأمريكا؟. الم يكن الرئيس السادات محقا عندما ابعد هيكل وأوقف كل الشعارات الكاذبة التي كان يرددها هيكل وأمثاله حول تحرير فلسطين وما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة؟ نعم رحم الله السادات الذي فهم هيكل وأقصاه عن كل المناصب السياسية ومنعه من العمل الصحفي والسياسي. ذلك الإقصاء الذي ولد لديه عقدة وشعورا بالاهانة والنبذ في مصر لم يستطيع التخلص منها أو الحديث عنها حتى اليوم كما انه لا يتجرأ الحديث عن مصر ولا عن سياسة مصر فراح يوجه سهامه المسمومة نحو الأردن والهاشميين. ويكفي أن يعترف هيكل أن الحسين قد بعث برسالة واضحة قبل الحرب ببضعة أشهر ينصح القيادة المصرية ويحذرهم من الأطماع والنوايا الإسرائيلية ولكن ليس ذنب الحسين أن لا يكترث هيكل والقيادة المصرية بالنصائح الملكية. فهل بمقدور هيكل أن يشرح لنا الأسباب التي جعلتهم لا يأخذوا بالنصيحة الهاشمية؟ أما فيما يتعلق بالاتصالات العربية بإسرائيل فلم نكن الوحيدين بل كانت ولا تزال مستمرة بطريقة مباشرة وغير مباشرة بين جميع الدول العربية وإسرائيل. ولو كان هيكل صادقا مع نفسه لاطلعنا على أسرار الاتصالات المصرية الإسرائيلية المباشرة أو عبر الأمريكيين وعن المساعدات الأمريكية التي لم تنقطع للمصريين حتى اليوم. وتؤكد لنا الوقائع التاريخية وليس أحاديث هيكل أن الأردن لم يوقع على معاهدة السلام مع إسرائيل إلا بعد أن سبقته مصر والفلسطينيين.
وفي كل الأحوال يجب أن لا يشعر أي أردني بالذنب أو بالعيب أو الحساسية إزاء الاتصالات السياسية بين الأردن وإسرائيل سابقا أو حاليا أو مستقبلا لأنها إن تمت فلا بد أنها كانت لتحقيق المصالح الأردنية. يجب أن نتحرر من عقد ة الخوف من الاتهامات التي يطلقها هيكل وغيره من الصحفيين والكتاب العرب ضدنا وضد قيادتنا منذ ضياع فلسطين لان التاريخ يشهد أنهم المسئولين عن ضياع فلسطين وليس الأردن أو الهاشميين. يجب أن لا يخالجنا أي شك بأن العرب وليس الأردن ولا الهاشميين هم المسئولون عن هزيمة 1948 وضياع فلسطين وعن هزيمة 1967 وعن بدء المحادثات والسلام مع إسرائيل لا بل لقد كان الأردن ضحية للأكاذيب العربية عندما صدق بأنهم جادون في سعيهم لتحرير فلسطين. وقد صدقنا شعاراتهم التي حرمت المحادثات والحلول المنفردة مع إسرائيل والتزمنا بذلك, كما صدقنا والتزمنا باللاءات الثلاث التي صاغها هيكل في الخرطوم. وماذا كانت النتيجة؟ ضياع فلسطين واحتلال سيناء والجولان وجنوب لبنان ومعاهدة كامب ديفيد ومعاهدة أوسلو والمحادثات السورية الإسرائيلية والعلاقات التجارية بين إسرائيل والعديد من الدول العربية.
 أن السبب الرئيسي لهذه الأحاديث هو عقدة الذنب التي يعاني منها هيكل باعتباره احد المسئولين عن هزيمة 1967 تلك الكارثة مع أسياده من القيادات الثورية الذين لا تزيد ثقافة بعضهم عن الابتدائية ممن ربطوا مصير بلدانهم ومصير الأمة العربية بالشيوعيين من الروس وغيرهم من قادة الدول الاشتراكية. ربما يتخيل هيكل انه بإلقاء اللوم على الأردن والقيادة الهاشمية قد يساعده على التخلص من عقدة الذنب التي يتحمل كامل مسؤوليتها مع أسياده والتي يظهر أن هيكل لم يعد قادرا على تحملها. يجب أن لا يخجل الأردنيون من أية محادثات مع الإسرائيليين كما يجب أن يكونوا واثقين انه لم ولن يتم أي اتصال بين القادة الأردنيين وإسرائيل إلا أذا كان في ذلك الاتصال مصلحة حقيقية للأردن أو فلسطين وان يفتخروا بمواقف الهاشميين وما قدموه لخدمة للأردن والفلسطينيين كما يجب أن يشعروا بالفخر والاعتزاز بما تحملوه من أعباء وتضحيات في سبيل القضية الفلسطينية معيدين للأنظار قصة المهاجرين والانتصار من تقاسم الأرض والسكن ولقمة العيش مع إخوانهم الفلسطينيين. يجب أن لا تكون المحادثات السياسية بين الأردن وإسرائيل الفزاعة التي يستخدمها العرب لتخويف الأردنيين وان لا نقبل بعد اليوم اتهاماتهم الباطلة بالتخوين لان كل العرب يتحادثون ويتفاوض بالسر والعلن مع اليهود منذ قيام إسرائيل أحلال لهم أن يفعوا ذلك وحرام على الأردنيين؟. يجب أن لا يكون ردنا على هيكل بصورة انفعالية اتهامية وكأننا نرد تهمة عن أنفسنا أو قيادتنا فقيادتنا لم تقم ولن تقم بأي عمل أو اتصال أو محادثات مع أي كان إن لم يكن ضروريا لحماية مصالحنا وأمننا ووجودنا. أن الانفعالية التي كتبت بها بعض المقالات الأردنية توحي بأننا نخاف أو نخشى مما قاله أو سيقوله هيكل والصحيح انه لا يوجد عندنا ما نخفيه ولا أسرار يمكن أن يفضحها هيكل أو غيره فهم أبطال الهزيمة وأسرارها عندهم. يجب أن يعلم كل أردني أن القيادة الهاشمية هي الأكثر صدقا لشعبها ووفاء لامتها وخدمة للقضايا العربية والفلسطينية وبأن القيادة الهاشمية قد قابلت كل المؤامرات والاتهامات العربية بالتسامح والأخلاق الراقية التي ورثوها عن جدهم العظيم الذي قال الله فيه "وانك لعلى خلق عظيم" وهذا بالضبط ما عجز عن فهمه هيكل عندما تعجب من زيارة المرحوم الملك حسين للقاهرة في 30/5/19967 أي قبل أسبوع من حرب 67 ليضع جيشه وبلده تحت قيادة عبد الناصر وخدمة للقضية الفلسطينية. هذه الأخلاق الهاشمية التي تمثلت بتضحية الشريف الحسين بالعرش والحكم من اجل القضية الفلسطينية, وقيام الملك حسين بوضع جيشه وبلده تحت القيادة المصرية, هذه هي الأخلاق التي خلقت الحيرة عند هيكل وصعب عليه أن يستوعبها أو يفهمها. نقول للسيد هيكل إننا في الأردن لم نرتكب أي فعل يجعلنا نشعر بالذنب أو العيب بل لا تجاه العرب ولا تجاه فلسطين فقد كنا على الدوام صادقين مخلصين وعيبنا أننا صدقنا هيكل وأسياده العسكريين فضاعت فلسطين. ويجب أن يفهم هيكل وللمرة الأخيرة بأننا رضينا ونرضى ونثق بقيادة الهاشميين السابقون والحاليون واللاحقون ومها يكن لن يستطيع هيكل أن ينكر بأنه يتحمل هو ورفاقه مسؤولية هزيمة 1967 وبالتالي فهم وحدهم يتحملون أمام الله والتاريخ مسئولية ضياع فلسطين إلى يوم الدين.  

أستاذ على الاجتماع السياسي ودراسات الشرق الأوسط في الجامعة الأردنية Email: alsoudis@yahoo.com

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 14470
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-03-2009 05:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم