بقلم :

 أخذ نفساً عميقاً قبل أن يتابع مسيرهُ المنهك للوصول الى قمة ذلك الجبل,,وخلال سيره المتثاقل,,خالطته الذاكرة واسترجع أيامه الخوالي , وكيف كان يعدو صاعداً الجبل ذاته بسرعة دون أن يصيبه أي إرهاق ,,او انه كان يصعد ويهبط من وإلى الجبل في اليوم أكثر من مره,,تذكر ذلك وارتسمت على وجهه إبتسامة الذكريات,,لكن محى كل ذلك كلام الطبيب له , بأن نسبة الدهون عالية في الدم, ويجب عليه أن يمارس الرياضة يومياً حتى يستطيع التخلص من تلك الدهون التي ارهقته,,وحتى يستطيع ان يمارس حياته بشكل إعتيادي دون خطورة على حياته المهدده ....

نظر الى قمة الجبل ,,قال في نفسه ما زالت بعيده..العقل اصدر الى العظلات أمر بالإرتخاء, فارتخت وخارت قواه,,وقرر الجلوس لأخذ قسط من الراحة ,يعيد به التوازن الى جسده الغير متوازن بطبيعة الحال,,أخرج سيجاره من جيبه وأشعلها أخذ ينفث الأنفاس,,فلاحت أمامه ذكرياته ... وبالتحديد...عمله السابق قبل أن يحال على التقعد بجرة قلم.. تذكر وظيفته وكيف كان الجميع يبجلونه ويستعطفونه ويطلبون رضاه,,نظرا لمنصبه الحساس..كل ذلك زال بتقاعده...

ارهقته الذاكره ورفعته وقذفت به ,,ليتذكر كيف استغل منصبه للتربح والتكسب , وكيف استطاع ان يجمع تلك الثروة الطائلة ,التي كما يقولون لا تأكلها النيران..وكيف كان يعين الظالم على المظلوم,,دون ان يتأثر بنبضة قلب او رعشة يد..ازداد احباطه من أوجاع ذاكرته المريضه فهب واقفاً.. وقرر أن يكمل مشروعه الرياضي الذي يطمح من خلاله لكي يعود رشيقاً,, خالياً من الدهون... مضى ومضت معه احلامه الزائفه, وتذكر تحذيرات الطبيب له من الدهنيات .والنظام الغذائي الصعب المفروض عليه,, عندها استرجع ,,طرقه الملتويه في جمع الثروة..بقتل احلام الفقراء وتضيّق الخناق عليهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم..لقمة العيش التي حارب الناس بها..فاقتصت منه الحياة وحرمته منها..ليستشعر إذاً الكم الهائل من الألم الذي تسبب به للناس.. إنه الأن يجلس وحيداً خائفاً مذعوراً مترقباً بائساً يائساً,,,يندب ويوولول..على مقربة من جلطة دماغية مباغته,,او تجلط تاجي قاتل,,او موت محتم..وقصاص عادل أكيد.. يا أيها الفاسدين,,أدركوا أنفسكم قبل أن تدرككم الدهون الزائده..

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا