سرايا -

محزن ان نبدو بأمس الحاجة الى رفع مستوى وسوية النقاش الوطني العام ليحاكي ما نحن بصدده عمليا من سياسات عامه في الداخل ، وما نواجه من تحديات جسام آتيه من خلف الحدود ، فلم يعد معقولا ولا مقبولا ابدا ان يستمر في حياتنا العامة الجدل الهابط والمستحكم حول امور غاية في البساطة " ولا اقول غير ذلك " بينما نستعد داخليا لتنفيذ قرارات وسياسات وطنية كبرى   يقودها الملك شخصيا ومنها وعلى سبيل المثال لا الحصر ... الاصلاح السياسي والاقاليم   وقناة البحرين ومياه الديسي ومطار الاغوار   وعام الزراعة   والتطوير التربوي ... الخ,مثلما نواجه في الوقت ذاته تحديات خارجية كبرى منها تعثر عملية السلام ووصول حكومة يمينية متطرفة الى الحكم في اسرائيل واطماع اقليمية تطل برؤوسها ، واوضاع عربية متردية وفلسطينية اكثر ترديا الى غير ذلك من تعرض بعض الصغار لبلدنا ولتاريخنا الى جانب   التحديات الاقتصادية والمائية والمالية والمديونية وسواها من ملفات لها ما لها من الانعكاسات السلبية المنتظرة" لا قدر الله" علينا وعلى مستقبل بلدنا واجيالنا وربما حتى على وجودنا !!.

بصراحة يقف المواطن المسكون بهموم يومه وقفة الحليم الحيران اذ يرى وامام كل هذه " المصائب " والتحديات المهمة وبعضها مرعب ، ان النخبة منشغلة تماما وبالذات مستويات المسؤولية المتقدمة بامور هامشية او جانبية تستحق بعض الاهتمام ولكن ليس كل الاهتمام ، ولا ترقى الى ذلك المستوى الذي يجعل منها كما لو كانت قضايا وطنية تستدعي التناحر والتجاذب والاحتراب بالاراء والمواقف والاجتهادات .

بصراحة هذا هو الحال المائل الذي يجب ان لا يستمر ، خاصة ونحن نتحدث عن دولة وعن وطن وعن شعب له همومه ومصالحه واهتماماته وامامه مشكلات وتحديات تحتاج حقا الى من يعالجها في وقتها وبما تستحق من مواجهة !.

 وبصراحة تبدو الامور كما لو ان هناك من يتعمد اشغال الشق الرسمي من الدولة بامور جانبية       " تافهه" وليست على قدر من اهمية ، وصرف جهدها ووقتها وفكرها عن الانخراط في مواجهة الواقع المؤلم الذي يعيشه الاقليم والمنطقة برمتها ، وهو واقع يقول التاريخ اننا لم نكن ابدا في معزل عنه يوما من الايام ، بل نحن منخرطون فيه وبالكامل شئنا ام ابينا ، وهو واقع بات على وشك ان يفرز قرارات واجراءات عملية سيصيبنا الكثير منها ومن افرازاتها واستحقاقاتها حتما ولا ندري هل لجهة ما نتمنى ام لجهة ما يتمنى الاخرون لنا !.

نناشد من نسميهم رجال الدولة وكبار المسؤولين فيها وفي القطاعين العام والخاص ، ان يتقوا الله في هذا البلد ، وان يضعوا حدا لهذا " الجدل البيزنطي " الدائر حول الهوامش والفرعيات و توافه الامور   ، وان يعمقوا النظرة والفكرة والطرح صوب ما هو اسمى واعلى وارفع كي يستقيم الجدل ليكون حوارا محترما هادفا وموضوعيا حول امور اساسية مهمة في حياتنا ومن حولنا ,ولكي يستحق صفة حوار وطني هادف .

نعم ... نناشد الجميع ان يرتقوا بالحوار وبالكلمة الاردنية الى حيث يجب ان تكون علوا ورفعة تحاكي رفعة فكر الملك وعمق نظرة الملك وسمو ارادة الملك ،، وقطعا فليس عدلا ولا منطقا ابدا ان يستمر هذا " الهراء " الذي يثير سخط واشمئزاز اقصى مواطن في اقصى بقعة اردنية على خارطة هذا البلد المكرم الكريم ، والذي يجتث من نفوس الناس اخر قطرة ثقة ببلدهم وبمؤسساتهم ويدفعهم رغما عن انوفهم وخلافا لما يريدون الى "الكفر" بكل شيء حولهم ... ولا حول ولا قوة الا بالله ، فتعالوا نرقى بالحوار الى حيث   رفعة   الملك ، والى حيث يجب ان نكون ابتغاء مرضاة الله جل وعلا ، والله من وراء القصد .

She_abubakar@yahoo.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا