حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15031

خبير إستراتيجي: يجب التعامل بجدية بالغة مع تهديدات بوتين باللجوء للسلاح النووي

خبير إستراتيجي: يجب التعامل بجدية بالغة مع تهديدات بوتين باللجوء للسلاح النووي

خبير إستراتيجي: يجب التعامل بجدية بالغة مع تهديدات بوتين باللجوء للسلاح النووي

19-05-2022 02:12 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - قالت مجلة "لوبوان" (Le Point) الفرنسية إن الأميركيين بنشرهم الفوري للمعلومات الاستخبارية المتعلقة بالاستعدادات الروسية لغزو أوكرانيا ربما كانوا يأملون ثني الروس عن شنّ عملية لا يستفيدون منها كثيرا، إلا أن الكشف عن نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد جاء بنتائج عكسية وشجّعه على إظهار قدرته على القيام بعملية واسعة النطاق، ليثبت أنه يستطيع الانتصار حيث فشلت الديمقراطيات رغم تحذيرات القوى الغربية، ومن ثم يجب التعامل بجد مع تهديداته النووية.

وفي مقابلة أجراها جان غيسنيل للمجلة، قام جان فنسنت هوليندر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة باريس والمدير العلمي لمعهد البحث الإستراتيجي في المدرسة العسكرية الفرنسية، بتحليل لاستخدام المعلومات الاستخباراتية كسلاح إستراتيجي في الحرب على أوكرانيا واستخدام الخداع من قبل كل من واشنطن وموسكو.

وأشار الخبير الإستراتيجي الفرنسي إلى أن النهج الذي اتبعه الأميركيون منذ بداية العام بنشر بعض المعلومات المتاحة عن الاستعدادات الروسية لغزو أوكرانيا علنا، مع الكشف بانتظام عن تحليلاتها لنوايا بوتين ربما يعود جزئيا إلى إخفاقهم الاستخباراتي في 11 سبتمبر/أيلول 2001، عندما فشلوا في تحليل معلومات متاحة جزئيا داخل مجتمع الاستخبارات وقت حدوث الهجوم، ولذا فإن الكشف الفوري عن المعلومات التي تفيد بأن بوتين كان على وشك غزو أوكرانيا وتحديد تاريخ الهجوم كان نوعا من حماية الأميركيين لأنفسهم من مثل ذلك الفشل.

وأوضح هوليندر أن الكشف عن المعلومات، حتى لو لم يحدث الهجوم، عواقبه أقل خطرا على الولايات المتحدة من عدم توقع الحدث كما حدث في عام 2001، كما أنه عنصر مهم في الحرب النفسية لأنه يقلل من تأثير المفاجأة المنشودة من قبل الجانب الروسي.


وقال هوليندر إن غطرسة بوتين تعود إلى تصوره المشوه للوضع مضافا إليه شعور بالقدرة المطلقة، فقد قلّل من قدرة أوكرانيا على الصمود وبالغ في تقدير سطوة قواته معتمدا على نجاحاته في سوريا، بخاصة أن العديد من المراقبين توقعوا انهيار الجيش الأوكراني، كما أن التحذيرات الأميركية شجعته بصورة غير مباشرة عندما أشارت عليه بالقول "أنت لا تستطيع فعل ذلك".

ويرى هوليندر أن كلا الجانبين وقع في لعبة التصورات الخاطئة، معتقدا أن بوتين كان ضحية نقص في المعلومات من جانب أجهزته الخاصة، في مقابل معلومات جيدة لدى الأميركيين، وذلك ربما كان له أثر في الخيار الروسي بالانخراط في المواجهة.

وأضاف أن الأميركيين في عام 2003 خدعوا العالم باتهامات كاذبة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين بتصنيع أسلحة دمار شامل، وفي عام 2022 ألقى بوتين باللوم على الأوكرانيين بارتكاب أعمال إبادة جماعية نازية، وهما كذبتان لتبرير الحرب متشابهتان في كل شيء، إذ خدع الأميركيون العالم لأغراض إستراتيجية مدّعين أن هناك أسلحة دمار شامل في العراق، واليوم تكذب روسيا بالقول إن أوكرانيا يسيطر عليها النازيون أو إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) على وشك مهاجمتها، وكلتا الروايتين مبنية على تصور لتهديدات ليست بالضرورة ذات أولوية.


وهنا يضيف هوليندر "لا بد من الاعتراف أولا بأن كذبة بوتين حول أوكرانيا تستند إلى تصور وجود تهديد حقيقي يؤرق روسيا، وذلك يبرر تدخلا واسع النطاق، ليس فقط على أساس الرغبة في الغزو، ولكن على أساس الرغبة في الدفاع عن النفس"، وفي هذه الحالة -كما يقول هوليندر- يجب التعامل مع التهديد النووي على محمل الجد، علما بأن هناك أغراضا تكتيكية وإستراتيجية في خدعة بوتين عندما يذكر بانتظام استخدام الأسلحة النووية، ربما ليدفع الغربيين إلى التراجع أو ليخيفهم، إلا أن النتيجة تبدو عكسية، إذ يواصل الغربيون دعم أوكرانيا بمهارة، بإرسال السلاح إليها من دون المشاركة مباشرة في الصراع.

وعلى هذا الأساس، تساءل هوليندر: هل سيترك بوتين خدعة الردع للانتقال إلى التهديد المباشر أو ربما التنفيذ؟ مشيرا إلى أن ذلك ليس بمستبعد إذا عرفنا أن الرئيس الروسي ليس لديه ما يخسره.

وفي ظل هذه الظروف الحالية، يرى هوليندر أن بوتين سيقوم بكل ما في وسعه في أوكرانيا، مع أنه كان في جميع الأزمات الدولية الكبرى يلعب على التهديد باستخدام القوة العسكرية أحيانا، ولكنه يفتح المجال في الوقت نفسه للدبلوماسية، غير أنه منذ توليه السلطة قبل 20 عاما ظل يكتسب مزيدا ومزيدا من الأهمية، لكنه هذه المرة شرع في عملية متهورة من الهروب إلى الأمام حتى لو بدا كأنه قد خفض أهدافه؛ لقد تغير من حيث الأبعاد، حيث اتخذ مبادرة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك يعني أن كل شيء ممكن.


ونبّه الخبير الإستراتيجي إلى أن تفكك النظام الدولي لمراقبة الأسلحة النووية، ولا سيما عدم تجديد معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى يعني أن الحد الأدنى من الثقة التي يمكن أن تسود بين الجهات الفاعلة في ميزان الرعب الشهير لن تنجح بعد الآن، ومن ثم فإن التواصل مع بوتين -كما هو موقف فرنسا- يبقى مفيدا لأن الحوار معه لا بد من الحفاظ عليه وإن لم يكن مجديا، لأنه عنصر تحكم وتحقق من تصعيد محتمل.

ويرى هوليندر أن الدخول في لعبة الخداع مع بوتين يعني الدخول في لعبة سامة، لأنه يذكر كل مرة أن الولايات المتحدة ودولا أخرى بينها فرنسا قد تدخلت في دول أخرى للدفاع عن مصالحها من خلال إحداث تغيير في النظام، كما الحال في العراق وليبيا على سبيل المثال.

وختم هوليندر بأن الروس والصينيين لا يفتؤون يكررون أن الغرب ليس لديه دروس يقدمها لهم، غير أن الأزمة الكوبية عام 1962 أثبتت أنه لا يمكن الخروج من وضع مسدود إذا بقيت الأطراف في منطق الخداع، وأن الطريقة الجيدة الوحيدة للقيام بذلك المشاركة في استعادة الثقة، ومن ثم التفاوض.


 
 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 15031

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم