حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11221

الكاتب اللبناني بول شاوول يكتب .. هيكل "الديناصوريّ" يتطاول

الكاتب اللبناني بول شاوول يكتب .. هيكل "الديناصوريّ" يتطاول

الكاتب اللبناني بول شاوول يكتب  .. هيكل "الديناصوريّ" يتطاول

16-03-2009 05:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

 
  سرايا - المستقبل اللبنانية  عندما تشاهد الصحافي المؤمّم سابقاً ولاحقاً محمد حسنين هيكل في مسلسلاته المونولوغية المبرمجة على شاشة "الجزيرة" (القطرية!) المطوالة، والمِمطاطة، و"المِعْلاكة"، تظن أنك أمام "شبح" سحيق لم يتبقَ منه سوى صوت "شبحي" شاحب متهافت من أزمنة مُنقرضة، وشاهد على أحداث، ومنوالات، وحكايا، تخرج أحياناً من عفونة أراشيف المخابرات العتيقة (التي كانت السلطة الفعلية)، أو من أنفاق تلك الأجهزة الأجنبية العابقة بالتوجس السياسي المسموم، أو من سجلات سلطة أو أنظمة لم يكن فيها مكان لهواء يتنفسه الناس بحرية أو بملء صدورهم.

إنها "مسلسلات" الأقبية على لسان يطن ولا صدى أمام المتفرج. فمحمد حسنين هيكل كما هو معروف تسلق ما تسلق من سلالم أهل النظام، وعلى حبال متنوعة مربوطة بأرسان ملونة من هنا أو هناك. لذا فهو "المتنوع" الانتماء، والارتباط، لكن ليجمع هذا التنوع ما يشير الى طبقة الأجهزة، ومداخلها، وإعلامها وممارساتها.

فهو ربيبها، وعزيزها، وابنها "غير الضال"، يطأطئ لها طأطأةَ الطائع غير المختار، وينفذ لها ما ينفذ بهمة المنصاع بلا قيود ولا شروط... ولا ممانعة! ولهذا، فمن الصعب جداً أن نجد "ثغرة" نَفَذَ هيكل إليها (أو منها) الى معنى الحرية، والشمس والضوء والاصطفاء أو الى حلم الديموقراطية ومقاصدها، لأنه، وبكل بساطة، من مدرسة صحافية (وهو مهني رديء) أسّست لمصادرة الديموقراطية، ولقمع أهلها، وتمليس نتوءات كل تنوع أو إزالته، ليكون الحزب الشمولي الواحد (وهو بوقه وباقته العطرة) العائم الوحيد على مجمل التناقضات الملغاة أو المموهة من قاموسه، وليكون بديلاً من المجتمع المدني، بأدواته السياسية والاجتماعية والفكرية: إذاً هيكل صنيعة الأدوات التي لا تجد في الجمهور سوى مادة تشكلها بالبروباغندا وبالتضليل. هكذا عرفنا هيكل، وعرفه أهل الصحافة والسياسة.

هذا "الهيكل" الديناصوريّ الباهت في أزمنة الإبداع، والخروج على نواميس القمع، ها هو ومن جديد يصوّب على لبنان كشعب وكتاريخ وكدولة وكوجود.

ونتذكر أنه وفي عز احتلال إسرائيل بيروت ولبنان، طلع بمقولة همايونية (مأمور بها طبعاً) مفادها أن لبنان كيان "مصطنع". هذا في حمأة العدوان الصهيوني على لبنان، وفي حمأة صراعات بعض الأنظمة "الفاشية" عليه، شَطَبَ لبنان من خريطة الأوطان. وكلنا يعرف أن مقولته هذه أصلها استعماري وتأصيلها صهيوني. وعندما يعمد هذا الشبح الديناصوريّ الى الغدر بنا ونحن في عز مآسينا، وحروب الآخرين علينا، وفي عز العدوان الإسرائيلي، فإنما لتبرير هذا العدوان وسواه. والغريب أنه في الوقت الذي يشكّك فيه بوجود لبنان، كأنما، في المقابل، لتأكيد الكيان الصهيوني الذي لم يرمِهِ بوردة: فهناك كيان إسرائيلي "متكامل" شرعي وتاريخي (كما نستشف منه) وهناك آخر مقتلع اسمه لبنان، فلماذا لا يكون شرعياً كلّ احتلال أو قرض أو إلغاء لبلد وهمي ملغىً أصلاً! وماذا تريد إسرائيل أكثر من هذا؟ وهل يمكن أن تنتظر شخصاً حليفاً لها على هذا المقدار من الصدق والوفاء والحضور "العربي".

براو هيكل! والغريب أنه كلما كان لبنان في محنة... يطلع علينا هذا الشبح الديناصوريّ المنقرض من جحوره الألفية، ويعلن حرباً عليه، باسم التحليل الاستراتيجي! والموضوعية! التاريخية!... والصدقية الفكرية... يا عين! و"بصراحة" (العوذ بالله) ما بعدها تضليل وخبث. فلبنان طوائف مجرد طوائف، وكل بلد مكوّن من طوائف... هو بلد غير موجود: على هذا الأساس ماذ يتبقى اليوم يا هيكلنا العظمي... من العالم العربي الذي تحكمه العائلات الثورية والمذهبية من أقصاه الى أقصاه! تكلّم بصراحة: هل تجرؤ على غير سوانا! أيها الباسل المقدام. لا نريد أن نسترجع كثيراً "خيريات" هذ الرجل وعلاقته بعبدالناصر، لأنها كانت علاقة رئيس كبير بموظف إعلامي ذي طموحات وعلاقة نظام يعتمد حكم الحزب الواحد (كما هي الحال مع الأنظمة التي يقدرها وتقدره ابن... "الصراحة"!)، بصحافي قدم نفسه كلها للسلطة، مقابل ما ينتهز منها من حضور، ودور، ومنصب. مثقف سلطة بامتياز. ومثقف يعرف، عبر كل ذلك كيف يصوغ من كيمياءات التقارير المخابراتية "حقائق" مطلقة. ولمَ لا وهو ابن الأنظمة الشمولية المطلقة. وفي هذا الإطار، هل يمكن أن نحجب عن هذا الرجل (الذي لم يعرف من الإعلام سوى إعلام البيروقراطية والنظام) ما تردّد كثيراً، من أنه ازدوج في ارتباطه بين أجهزة أمنية عربية (مصرية) وأجهزة غربية مثل "سي.آي.إي" الأميركية.

ومثل هذه الأسئلة وجهت إليها مراراً في بعض ندواته الصحافية أو غير الصحافية.
إذاً فليست من عندياتنا. وليس من عندياتنا أيضاً أن السويات رفضوا أن يكون هيكل حاضراً اجتماعاتهم مع الرئيس عبدالناصر لتيقّنهم من أنه مدسوس من المخابرات الأميركية. ونظن، ولأنه ربيب الأجهزة القامعة، و"بضاعة" المؤسسات الأمنية الأميركية، عليه أن يضع على لبنان خطاً أحمر. خطاً يحدده بالبلد الذي يجب أن يكون مشاعاً مستباحاً وبلا رحمة. ذلك لأن لبنان، كان في بعض مراحله الصعبة على خريطة الإلغاء الأميركية الإسرائيلية عبر محاولة تنفيذ مخطط تقسيمه وتوزيعه على أهل الجوار: إذاً لا غرابة في أن يبرر هذا "الهيكل" الديناصوريّ العظْمي المقرقع على الشاشات، كل حرب تعلن على لبنان لتفتيته أو كل مخطط إلغائي، ما دام هذا البلد بالنسبة لهيكل ولإسرائيل وللأميركان ولبعض الأنظمة العربية التي كانت تدور في فلكهما (خصوصاً تصفية المقاومة الفلسطينية)، بلداً غير موجود: ربما شعباً بلا أرض، أو أرضاً بلا شعب (المقولة الصهيونية في فلسطين!).

هيكل الذي عيّنه النظام "رقيباً" وشرطياً في جريدة "الأهرام " (التي أسّسها لبنانيون) برتبة رئيس تحرير، هاله عندما كان في هذا الموقع "الأمني" آنئذ أن يكون في "بلاد الطوائف" أي لبنان في الستينات كل هذا الكم من الحريات، ومن الحيويات، ومن الديموقراطية المتبلورة. فهو، أصلاً، مُبرمج نفسياً وفكرياً سواء في ارتباطه بالأجهزة المحلية أو الأخرى الخارجية، ضد كل ما يسمى حرية... فهو لم يتذوقها لكي يعرفها، ولم يمارسها لكي يستمتعها. وكلنا يعرف دوره في تلك الحِقْبة في تحريض المخابرات على المثقفين المصريين وعلى الأفكار الطليعية والأعمال المتقدمة التي لا تتفق مع "مفهومه" للثورة: باعتبار أنه لم يكن يؤمن إلا "بثورة" واحدة، وبحزب واحد، وبوجهة واحدة، وكل "تنوّع" أو تعدد إنما "يخدم الأعداء"، ويهدد النظام: إذاً مثقف الطاعة الأحادية، والخنوع للارداة الأحادية. فكيف يمكن أن يستمرئ هذا الموسوم والموصوم بالتبعية المطلقة بيروت المتعددة، الخصبة، المُسائِلة في النهضة العربية، والفكر التغييري، والديموقراطية، والابداع الحر؛ لبنان المتنوّع إذاً عيّنه هيكل الشبح الديناصوري الآتي من وراء غبرة الأجهزة والأزمنة والنكسات، "خصماً" له. لا يترك مناسبة إلا وينفي حضوره: ومتى كنت يا هيكل حاضراً كمثقف إذا كان من شروط الحضور الاستقلالية، ومتى كان لك "رأي" إذا كان من شروط الرأي الاختيار الحر: فمن جهة موظف في النظام، وأخرى موظف في الأجهزة... إذاً أنت ترتعب لدى سماعك كلمة "مثقف حر". (نتذكر مقولة غوبلز، ونتذكر جوانوف). فمن كانوا أبواقاً، وقنوات فارغة تصفر فيه السلطة دعامتها وبروباغنداها! فأنت صنيعة البروباغندا شَبَبْتَ وشبت عليها. ولهذا، ربما، وبرغم غزارة ما كتب، (ما هب ودب)، فإننا لم نكتشف عند هذا "البروباغندي" أي فكر: فليدلنا أحد على فكرة واحدة ابتكرها هذا "الألمعي". أكثر: فليدلنا أحد على إسهام صحافي من حيث المهنية أو البنية أو اللغة، حققها هذا الرجل.
إنه ظل مواقف، ومواقع، لا أفكار، ولا اجتراح أفكار، ولا تجديد حتى في الكتابة والقول: مطوّلاته مجموعة "إخباريات" أحياناً، ومجموعة خبريات يرويها عن ناس معظمهم صار في ذمة الله: شاهد الموتى يستشهد بهم، وأحياناً كثيرة يُقوِّلهم. ونظن أن رجلاً، على هذه الدرجة من الاستسهال، والإسهال، من الصعب جداً أن يلتقط فكرة جديدة: لأنه فكرياً خارج العصر، خارج كل ما صنع الفترة الحداثية السابقة، وخارج كل ما ومن صنع المرحلة ما بعد الحداثية الراهنة: يحصر "موهبته" "الفأرية" في قرض التقارير التي ترده والمعلومات والكتب التاريخية (!)، وهي عادة اكتسبها (الاتكال على التقارير) من أيام علاقته بالأجهزة المحلية وغير المحلية. وعندما عُيّن "وزيراً" "حزبياً" كان المثقفون المصريون يهربون من مصر الى بيروت وسواها، بحثاً عن الحرية، وبحثاً عن هواء يتنشقونه. نقول أكثر: ان ارتباطاته بالعقل الجهازي (وهو عقل غير سياسي)، ومن ثم (كما يروى ويؤكد) بالأميركيين ساهم في التمهيد، حتى منذ الفترة الناصرية للعصر الساداتي. وتظنه هو الذي قد يكون ساهم "بانحياز" السادات إلى السياسة الأميركية باعتباره مروجاً لمقولة "ان الأميركان يملكون 99 في المئة من الأوراق"، وهكذا صار وهكذا أبرمت الاتفاقات مع اسرائيل، وهكذا انفتح "الانفتاح"؛ وها هو اليوم يعلن إنه مع مقاومة أميركا! عال! يا سيدي! لكن أين تقاوم أنت أميركا: يا أخ هيكل ويا رفيق "النضال" المظفر، أفي الأوكار المترفة وفي الفنادق الفخمة أو من على شاشة "الجزيرة! الله! الله يا سي هيكل: لم تخبرنا يا أبا "الفتوحات" الأميركية، أين تقع كل هذه القواعد الأميركية في الخليج والعالم العربي وما رأيك فيها: لبنان خال من أي قاعدة أميركية، وحرَّر أرضه من الرجس الصهيوني تدعوه عبر حزب الله وسواه الى أن يكون موقع مقاومة بعد التحرير، وتغض بصرك عن أراض يحتلها "العدو" في الجولان وعن قواعد أميركية راسخة وليست بعيدة كثيراً عنك. براو! إذاً أنت مقاوم أيضاً من دون أن نعرف؟ أنت بلباس الميدان في أفخر الفنادق، والطائرات الخاصة، والإثراء، تناضل في ساحة الوغى، ونحن لا نعرف. ولو دُلَّنا أين، لنذهب ونتبرك من شخصك "المقاوم" القدسي... ولو في لبنان!

إذاً، هيكل الطالع من غبار الأجهزة الى ضوء السلطة فالى "طنافس" "التدليع"و"التكريس"، يحب أن يكون مناضلاً شرساً ضد أميركا وتحديداً في لبنان. يذكرنا بقولة أحمدي نجاد "أن إيران ستسقط المشروع الأميركي في لبنان": عال! ومن يمانع (وقل لي يا هيكل أين هم أهل الممانعة اليوم؟). لكن ربما لا يرى هيكل أنه بالمفاوضات يمكن استرجاع بعض ما تبقى من أرضنا: والدليل انه وافق على مبدأ المفاوضات التي أجرتها مصر مع اسرائيل بشأن سينا... ودامت سنوات. ولم نسمع منه ما يوحي اعتراضاً على المفاوضات الجارية بين اسرائيل وسوريا (نحن لا نعارض ونتمنى التوفيق لكل عربي ضد اسرائيل) ولكن أتغض النظر عن كل الوجود الأميركي حولك، وتغض النظر عن المفاوضات الجارية بين اسرائيل وبعض الأنظمة العربية، وتعلن نفسك "مناضلاً" تؤيد سلاح حزب الله في مقاومة اسرائيل (على أرض محررة)، ولا تطالب بمقاومة اسرائيل على أرض عربية أخرى محتلة سواء في الجولان أو في الجزر العربية التي تحتلها إيران، ربما ربيبتك الجديدة يا أيها العلماني الشرس!

إذاً فتهانينا! على لبنان وحده أن يحارب ليس ضد اسرائيل هذه المرة بل "لتغيير العالم" (على ما صرّح به هذا المقاوم الآخر لاريجاني)، فما رأيك يا هيكل في أن يجعل حزب الله، ومن دون إرادة اللبنانيين البلدَ، ساحة لسواه، عبر حزب تؤيده في كل خطواته، ما عدا عندما كان يقاوم اسرائيل فعلاً، (وكنا معه كلنا كلبنانيين) فمن يدري وهل تُرى ستؤيد سياسة حزب عندكم في مصر، حزب أقلوي لا أكثري. إذا قرر وحده دون الحكومة والمؤسسات والجيش حرباً على دولة أخرى... ولو كانت اسرائيل من دون أن يرجع الى أحد؛ أخبرنا يا "هيكلَ والصدق" و"الشفافية" و"الصراحة" هل تقبل أن يجتاح حزب ما بقوة السلاح الآتي من الخارج القاهرة... ويقمع الناس ويضرب القوى الأمنية؛ ويقطع طريق المطار (حيث كان ابنك الحبيب بطائرته الخاصة)، قل لنا وأنت ابن النظام البار، هل كان قبل عبد الناصر بأن يعلن "الاخوان المسلمون" مثلاً أو حزب الوفد... احتلال القاهرة بالقوة... أو اعلان حرب بقرار حزبي منفرد على دولة أخرى. أخبرنا يا خويا! وماذا كنت ستقول في مثل هذه الظروف؛ أتؤيد مقاومتهم في بلدك! أما "قحة" هذا الرجل "الطنفاسي" فتتجسّد في تعيين نفسه، بعدما أصابته عدوى "الفتاوى" من أصدقائه التاريخيين وحلفائه، فقيهاً حتى في أمور الشهادة وربما الجنة والنار. فعبقري مثله يمتهن أصول التأويل والتزوير والتفسير، يمكنه أن يحترف أي دور وأي موقع في خدمة شخصانيته المتورمة. وها هو اليوم يأتينا بلبوس فقيه من فقهاء الظلامية، يقرر ما يقرر، ويصنف الشهداء... أو ينزع عنهم صفة الشهادة (هذا ما فعله حليفه السيد حسن نصرالله عندما صنّف ضحايا 8 آذار في الحرب الانقلابية الأخيرة بالشهداء وصنف القتلى المعتدى عليهم من الأبرياء بالضحايا!). فحتى هذا التصنيف مقتبس من سواه (ولا قطرة ابداعية واحدة). وعلى هذا الاساس أفتى بعمامة مخفية (كطاقية الإخفاء) بأن شيخ شهداء الاستقلال الرئيس رفيق الحريري ليس شهيداً. قالها من دون حتى ان يدين القتلة.

(وقد يأتي زمان يعلن "مفتي" المخابرات هيكل أن قتلة الحريري، وهو يعرفهم جيداً، هم الشهداء... ويستحقون الجنة التي تمشي تحتها الدولارات وتسبح في فضائها الطائرات الخاصة... والاستثمارات له ولذويه ولأبنائه!) إذاً فالرئيس الحريري ليس شهيداً ومن منطق البروليتاري الاشتراكي، الوحدوي، أفتى بأن لا يحق لثريّ أن يكون شهيداً. (لم نقرأها لا في القرآن ولا في الإنجيل ولا في التوراة ولا في كتاب ثورة يوليو ولا حتى في سجلات المخابرات). ومثل هذه "القولة" المسمومة على غبائها وتفاهتها أن تلغي شهادة ألوف الشهداء. غير الفقراء... من الذين سقطوا من أجل بلادهم في كل زمان ومكان: إذاً استفاق في ضمير هيكل وفي حنينه "الحس الطبقي" في أمور الشهادة في الدنيا والآخرة بعدما صار هو ينتمي الى طبقة أثرياء الأمة(!) وفي تفوهات هيكل الديناصوري، ما يهين كل الشعب اللبناني (الذي لا يعترف به كونه غير موجود)، بمن فيه خصوم الحريري، الذي رأى في اغتيال الحريري شعلة الاستقلال. شعلة الشهادة، حملها في الشهادة بعده سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار جميل ووليد عيدو وانطوان غانم... وعشرات اللبنانيين من ذوي "الدخل المحدود"(!) وغير المحدود! فها هو هيكل الظلالي ينحاز الى الانقلابيين انحيازه إليهم في كل مراحل حياته، باعتبار أنه أيضاً من الظواهر الانقلابية، وابن الانقلابية العربية بالقوة والسلاح والقمع! ولهذا، من الصعب أن يعرف مثل هذا "الانقلابي" في الطبع والتطبيع معنى أن يستشهد الإنسان من أجل الحرية، ذلك أن كل شهداء الديموقراطية في الوطن العربي على امتداد نصف قرن كانوا في المقلب الآخر من هذا الانقلابي، ومن الطبيعي أن يحقد على كل من ضحى بنفسه وواجه الطغاة... فهي عقدة مزدوجة: أنه لم يعرف ما معنى أن يقاوم مواطن مدني القتلة من أهل المخابرات والنظام... لأنه كان في صفهم وكان ظهيرهم، فكيف لمن حالف أهل القمع والقتل والسجن والتعذيب أن يعرف معاني التضحية والشهادة؟ فكيف يمكن لمن حالف "الفاشيات" المتنوعة والديكتاتوريات المتعددة الا ينحاز الى صفوفهم! وها هو اليوم يعلن موقفاً معهم... ويشوّه صورة الشهداء، ويعلن لبنان بلداً "معادياً"! وأخيراً نقول لك أيها "الهيكل" الديناصوريّ المتداعي الأفكار أن بيروت أكبر منك، وكل "حلفائك" الانقلابيين، وأن شهداء الاستقلال الذين طلعوا من قلب الشعب في نضاله الوطني، هم الغالب والمنتصر على قوى الظلام... والقتل والفاشية. إطمئن يا "أخا العرب" فإن الشعوب سواء كانت طوائف او أحزاباً أو قبائل، تنتصر عندما تنخرط في مشروع وطني كالاستقلال...

إطمئن ايها الوافد من بلاد الاشباح الماضية، بماكياجات الداعية، فلبنان برغم كل شيء، بخير، لأن عزيمة أهله في مقاولة المنقلبين قوية جداً... وأكثر مما تتصور. أما أنت، فابق هناك في ترفك: على شاشة ضَجِرتْ منك، وأمام جمهور يغفو ويشخر ما أن تبدأ بخبرياتك... وحكاياتك الملولة ومقاماتك التي لا تعرف بداية لها أو نهاية، وفي استطرادات وتلفيقات ملّها الناس. فيا أيها الرجل الذي "أسره" مفيستو بغواياته، استمرْ في هذه السيرة "الهلالية" هناك، والتي بدأت من أقبية المخابرات المزدوجة الى طنافس البلاطات: فلك هذا المجد الباطل وللبنان مجد المقاومة والمواجهة من أجل استقلاله وسيادته وعروبته وديمقراطيته ومجتمعه المدني. (وهي أمور لا تعرفها)...

فهنيئاً لك أيها الحكواتي الذي "بهدل" حتى هذا التراث الحكواتي الجميل في تاريخنا! فهنيئاً لك في هذه المونولوغات والارتجالات التي لا تدر لا أفكاراً ولا إفادة ولا فكراً... وأنما تدُّر ذهباً! حكواتي من ذهب أنت يا هيكل، فانبهرْ ببريقه...! ولا يهم عندها ماذا تقول وماذا تهذي... وماذا تزيّف ولا ماذا يتبقى من مجلداتك المهذارة ولا من كتاباتك الثرثارة ولا من حكاياتك البليدة... لأنها باتت تنتمي الى مملكة الأشباح، وغياهب الماضي... صارت من زمن آخر لأنها جاءت أصلاً من زمن آخر!.

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 11221
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-03-2009 05:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم