حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 44043

محاولات انتحارية لنبيل الشريف رئيس تحرير جريدة الدستور الأردنية .. بقلم وليد خليفة

محاولات انتحارية لنبيل الشريف رئيس تحرير جريدة الدستور الأردنية .. بقلم وليد خليفة

محاولات انتحارية لنبيل الشريف رئيس تحرير جريدة الدستور الأردنية .. بقلم وليد خليفة

10-03-2009 05:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -


 


 

 

يبدو أن العمر له دوره وكذلك فقدان المناصب وافتقادها ، فرئيس تحرير يومية "الدستور" الأردنية ، الدكتور نبيل الشريف ، شاهد حي على مصاعب الرحلة وعلى رعب المسألة ، مسألة الحنين للمنصب بعد تذوق حلاوته ، وشاهد أيضا على سلبية التسيب والمحسوبية وخطورتها على المجتمع بشكل عام وعلى حياة الأفراد في شكل خاص ودليله ودليلنا على كل ذلك " أودت حوادث السير بحياة سبعة عشر مواطنا خلال الثلاثة ايام الأولى من إجازة العيد التي لم تنته بعد وأوقعت العديد من الإصابات " حسبما بدأ بمقاله في جريدة الدستور العدد 145671 ليوم الخميس 11/12/2008 .

 

       غريبٌ أمر هذه الجريدة ، فقد بلغت سن الشيخوخة مبكرا ، رغم تأسيسها في عام الهزيمة 1967 ، من دمج صحيفتي فلسطين والمنار ، إلا أن الشيخوخة امتدت لتصيب مفاصلها ، بمرض أشبه بالزهايمر ، إلا أنه مازال في مراحله الأولى ، ربما يعود ذلك إلى عودة الدكتور نبيل الشريف إلى رئاسة تحريرها ، بعد صولات وجولات في المناصب ، حيث تقول سيرته الذاتية باختصار ، أنه شغل منصب وزير الإعلام والمدير العام للإذاعة والتلفزيون والناطق الرسمي بلسان الحكومة في العام 2003 قادما من رئاسة تحرير الدستور التي شغلها بين 1993 إلى 2003 ومن ثم سفيرا المملكة المغربية من 12/4/2004 إلى 1/9 /2006 ورئيسا لمجلس إدارة معهد الإعلام في 2007 ونائب رئيس مجلس إدارة   وكالة الأنباء الأردنية بترا 2007 وسفير معتمد غير مقيم لدى كل من موريتانيا والسنغال في الأعوام 2005 و   2006   ومدرس في قسم اللغة الإنكليزية في جامعة اليرموك 1982 ـ 1993 ويشغل حاليا بالإضافة إلى عمله الصحفي منصبا شرفيا ـ لا يملي العين ـ وهو عضو مجلس أمناء المنتدى العربي للبيئة والتنمية .

 

       أثّرت جريدة الدستور في مسيرة الأكاديمي نبيل الشريف بالتأكيد ! حيث حملته إلى كرسي الوزارة ـ بعد مسيرة عشر أعوام في رئاسة تحريرها ـ الكرسي الذي لم يصمد معه طويلا ، ولكنه كان بابا نحو المناصب التي لم تترك في جسده نقطة واحدة ، لا أثر لها فيه ،   ومع علامات الشيخوخة المتقدمة ، عاد للجريدة وكله أمل أن تحمله مرة أخرى لكرسيٍّ تحول من تكليف إلى عادة ، لا فكاك لرئيس التحرير منها ، فيتصرف في الجريدة كأنه ينتقم من عودته لها ، متناسيا أفضالها القديمة ودورها في أيام شبابه وشبابها ، قبل رحلة المناصب الكثيرة .

 

       يحاول رئيس التحرير استغلال أية مناسبة ، مهما كان شكلها وحجمها ، ليغمز ويلمز من قناة الحكومات اللاحقة ، التي لم يشارك فيها كوزير ، رغم أن عمره الوزاري لم يتجاوز العام ، إلا أنه يلعب بإتقان دور " عودة المنتقم " ، من خلال الجريدة التي انطلق منها نحو المناصب ، فيكتب : " استقالت الحكومة التي فرضت ذلك القانون وجاءت حكومة أخرى أرادت إرسال رسالة ـ تصالحية ـ للمجتمع تشعره برحيل الحكومة السابقة فأوقفت التشدد في تطبيق قانون حزام الأمان " كمحاولة منه لإقناعنا بأن مشاكل المملكة الهاشمية كلها تكمن في غياب الحزم لدى الحكومة في تطبيق قانون يلزم السائق بحزام الأمان ، التي تشددت بها الحكومة التي أشركته كوزير إعلام فيها ، لا وزيرا للداخلية ، الذي أصبح حلمه ، بعد ممارسته لمهام الداخلية في الإعلام .

 

       يصل رئيس التحرير في آخر مقاله إلى خلاصة مفادها : " لتتوقف كل حملات التوعية والإرشاد للحد من حوادث السير فالحوادث لا تقع بسبب قلة الوعي بقواعد السير بل تقع معظمها نتيجة التراخي في تطبيق القوانين أو تطبيقها على زيد دون عمرو وقد آن أوان إغلاق هذا الملف بعيدا عن المناشدات والمبادرات والنداءات العقيمة والاستعاضة عن ذلك بتطبيق القانون بلا هوادة ... على الجميع "   ، إذاً ، لا يحتاج الناس في المملكة إلى حملات التوعية والإرشاد ، وكل ما يحتاجونه الحزم في تطبيق القوانين دون تفريق ، والحكم بيد من حديد ، وهذا ما يتناقض تماما مع رسالة الصحافة ، التي لم يدركها بعد رئيس التحرير ، والتي تتلخص في توعية الناس ، ومواجهة القمع الرسمي ، مهما كان اتجاه القمع ، ولأي سبب كان ، إلا أن الوزير والسفير والمسئول السابق ، ما زال يتعامل مع الإعلام بوصفه مسئولا ، وحالما بالمنصب ، وليس رئيسا لتحرير جريدة هي الأقدم في الأردن والأكثر دعما من الدولة ،   عليه أن يطالب بتوعية الناس بمخاطر عدم الالتزام بالقوانين ويفضح المتسيبين والفاسدين من المسئولين " غرمائه " .

 

       قبل أن يستفحل المرض في الجريدة وأن تفتك أمراض أخرى إلى جانب الزهايمر يستطيع نبيل الشريف تحرير الدستور من كتاباته التي تفتح بابا للرياح السامة في الدخول وتقّصر من عمر الجريدة التي كانت في يوم من الأيام الجريدة الأردنية الأولى ، فهل يحرر الشريف جريدة الدستور ويتحرر ؟ سؤال ونصيحة ، نلقيهما في وجه الزمان ، وبالتأكيد ستكون الطرق الأخرى نحو المناصب أكثر نجاعة من الطريق الأول فمن جرب المجرب ... ولا يستطيع رئيس التحرير شرب الماء نفسه من النهر نفسه وفي المكان نفسه ، مرتين ، هذا ما قوله الحكيم الصيني في يوم من الأيام ، وهذا ما تؤكده تجارب الجميع ، التي لا يضعها الشريف في الاعتبار ، ويصر على العودة إلى المنصب من الباب نفسه وبالطريقة نفسها مرتين رغم أن المناصب في الأردن كالنهر تتدفق باستمرار ولا تتوقف إلا على باب أشخاص لا يشبهون رئيس تحرير الدستور.
 
* ملاحظه- هذا المقال تم نشره في جريده الساسي قبل تولي معاليه مره اخرى حقيبة الاعلام


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 44043
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-03-2009 05:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم