حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8397

ظاهرة الانتحار في ظل الضائقة الاقتصادية :اين يكمن الحل؟

ظاهرة الانتحار في ظل الضائقة الاقتصادية :اين يكمن الحل؟

ظاهرة الانتحار في ظل الضائقة الاقتصادية :اين يكمن الحل؟

24-01-2022 09:59 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
تُعد تراكم جملة من العوامل التي تجعل القائمين على الدول يهملون لب الحياة الإنسانية، ألا وهو الجانب الاجتماعي، حيث أن الجري وراء النفوذ والسيطرة كان على حساب أهم المشاكل الاجتماعية التي تهز الفرد وتكسر أواصر الأسرة وتحط من هيبة المُجتمع، الامر الذي يٌسهل انتشار الأمراض الاجتماعية الفتاكة على المدين القصير والبعيد، منها الإدمان، العٌنف، والانتحار.
يٌعتبر الانتحار إحدى الظواهر الاجتماعية التي لها جذور تاريخية، حيث عرفت على خلاف المجتمعات والثقافات، وهو قتل النفس بطريقة قصدية أو غير قصدية، تكون النتيجة النهائية الموت الحتمي،وقد تطرق عالم الاجتماع دركايم في ىدراسة ظاهرة الانتحار، إذ ربط المٌشكلة بالنظام الاجتماعي السائد وتغيراته وخلص إلى تصنيف يتمثل في الانتحار الأثري ويرجع إلى أسباب فردية ويكون تحت تأثير عوامل أسرية والانتحار الايثاري وهو مفروض من طرف تضامن الجماعة، اضافة إلى الانتحار الفوضوي ويكون ناتج عن فوضى الجماعة.
لقد كان دركايم بصدد البحث عن تبيان العلاقة بين الانتحار والظواهر الاجتماعية الأخرى مثل الدين والاقتصاد، حيث أهمل أهمية العوامل الداخلية للجسم والتي تعتبر تهديمية في بعض الأحيان، في حين ذهب جماعة التحليل النفسي وعلى رأسها فرويد والتي لها وجهة نظر خاصة في تفسير هذا السلوك، إذ تطرقت إلى التكوين النفسي الذي يتضمن غريزتين متصارعتين هما: غريزة الموت وغريزة الحياة، فالأولى هي مصدر الفعل التدميري، أما الثانية فمصدر الفعل الخلاق مع التسليم بغلبة الأولى بفضل الميول السادية المازوشية التي تحبذ العنف وسلوكياته ،ويحدث ذلك على اثر إعادة العدوان والتدمير إلى الآنا، وهذا ما يجعل الانتحار غالبا حصيلة منطقية لمرض سوداوي اكتئابي، ناهيك عن إن صور الانتحار وفق هذا الطرح تكون تبعا لعملية الارتداد السادو مازوشي، لذلك اهتم المحللون النفسيون برمزية وسائل الانتحار ودلالاتها النفسية.
وقد ربط التحليل النفسي بين غرائز الفرد وعملية التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة بصفة عامة، إذ أعتبر جسم المنتحر آخر طعن يقدم للآخرين بواسطة مٌعالجة لفكرة الموت، أي عملية استحضار الآخرين وتبيان خسارتهم على اثر هذا الفعل.
ومن هنا فإن الانتحار بكل تفاصيله ياتي نتيجة اوضاع اجتماعية اقتصادية ولا يفرق بين اي من الذين عانوا اجتماعيا او اقتصاديا ، فالبيئة الاردنية خصبة لاقتراف الانتحار جراء ضيق العيض وتلاشي الامل بإجاد فرصة عمل او القدرة على سداد الدين ، او التمكن من الايفاء باحتياجات الاسرة والتزمات المنزل، فكل هذه هي عوامل زاخرة لدفع صاحبها على الانتحار من أجل انهاء مٌعاناة قد تطول او قد طالت ، وان هذه انهاء الحياة بهذه الطريقة قد تكون هي الحل لكل ما يٌعاني منه الشخص الذي يٌقدم على الانتحار .
اليوم نحن أمام إحصائيات غير مسبوقة في الانتحار سواء من نفذهذه الجريمة او من شرع فيها ،او حاول الانتحار خاصة ما بين الذكور ، وهذا ما يجعل اصحاب الشأن ان يراجعوا منظومة الاقتصاد والاجتماع من اجل ان يضعوا ايدهم على الم المٌعاناة ومحاولات الانتحار ، حتى يكون هناك نوع من السعي لوقف هذا المارد الذي اصبح يطل علينا بشكل يومي .
فهل نصل إلى مكمن الالم ؟؟ لنجد الحل .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 8397
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-01-2022 09:59 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم