حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15477

يكفينا "ضحك على اللحى" في يوم المرأة العالمي .. مقال للزميل هاشم الخالدي

يكفينا "ضحك على اللحى" في يوم المرأة العالمي .. مقال للزميل هاشم الخالدي

يكفينا "ضحك على اللحى" في يوم المرأة العالمي ..  مقال للزميل هاشم الخالدي

08-03-2009 05:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -


 

ضحكت حتى الثمالة وانا اطالع صفحات الجرائد لهذا اليوم  التي استعرضت انجازات المرأة وتكريمها بمناسبة يوم المرأة العالمي.

صورة من احدى الصور التقطت لستة من زميلاتنا وهن يهنئن احدى زميلاتهن التي تم تنصيبها رئيسا لتحرير احدى اليوميات فيما سارعت يوميات اخرى ووكالة الانباء لاختيار اسم ما... لزميلة ما ...كي يتم تنصيبها ليوم واحد شامل ضريبة المبيعات- عفوا-  شاملا التقاط صورة للزميلة مرفقا بخبر يعلن فيه عن تسلم الزميلة لمدة اربعة وعشرون ساعة لا غير ذلك المنصب "الصوري" الخالي من الدسم والصلاحيات... وحتى من كل شيء.

 

لا ادري لماذا نستمر في حكاية الضحك على الذقون... كان يمكنني وببساطة ان انجر وراء الحكاية الطريفة واعلن عبر المؤسسات الاعلامية التي تصدر عن مجموعة المحور الصحفية تعيين زميلة لكل مؤسسة واخرج في اليوم التالي بصورة الرجل المناصر للمرأة لأبدأ بعدها في تلقي التهاني والتبريكات على ديمقراطيتي المزعومة من اجل ان اقدم نفسي لمنصب قادم كما   همس لي في احد الايام مسؤول كبير عندما قال لي ما حرفه "يجب ان ابحث عن امرأة... اي امرأة لاسلمها المنصب الفلاني... حتى لا يقال عني انني رجعي... وافقد منصبي"

 

اذاً... هذه هي الحكاية... نجامل المرأة لمدة اربعة وعشرون ساعة فقط خوفا على مناصبنا وخوفا من ان يقال عنا بأننا رجعيون وبات تكريم المرأة التي تمثل انموذج الام والابنة والزوجة والحبيبة هي مجرد بروتوكولات شكلية تبدأ في الصباح وتنتهي في المساء ليعود الجميع الى مكانه الطبيعي وكأن شيئا لم يكن.

 

ولأنني لا ابحث عن مناصب ولا يعنيني اصلا ان يقال عني "رجعي" فقد انعزلت عن اداء دور تمثيلي في مسرحية مكشوفة ومضحكة اقوم فيها بتنصيب زميلات على رأس تلك المؤسسات الاعلامية فقط كي احظى "بالبرستيج" الاجتماعي والسياسي.

 

والمضحك انني انتظرت ان يفعلها رئيس تحرير يومية واحدة من يومياتنا المتناثرة فيعلن انه ضد هذه التمثيلية... فلم اجد, لان" الحديدة" كما يقولون "حامية"  ، ولان اعلانا كهذا قد يتسبب في ازاحة رئيس التحرير اذا ما قرر معاندة "البرستيج" ومعاندة التقاليد التي قد تتهمه بأنه ضد المرأة وربما تنسحب عليه اتهامات اخرى فيقال انه ضد الطفولة وضد العولمة-  بالمناسبة انا لم استطع تحديد معنى العولمة حتى الان لان تفسيراتها في اللغة والعلوم الاخرى لا زال  متشعبا وملتبسا.

 

ما علينا... زميلتنا منال قبلاوي فرحت ليوم واحد وتسلمت رئاسة تحرير الرأي وزميلتنا غادة ابو يوسف فرحت في ذات اليوم واقتحمت مكتب الحبيب محمد التل وزميلتنا سهير جرادات كانت" نقيبتنا " لاكثر من عشر ساعات فيما اخلى زميلنا العزيز رمضان الرواشدة مكتبه طوعا وكرها لزميلتنا خديجة الشهوان ليوم واحد امتد لثماني ساعات متواصلة.

 

بالمناسبة... انا لا انتقد زملائي رؤساء تحرير الصحف اليومية لانني اعتقد كما قلت انهم لا يستطيعون مواجهة هذا الانجراف الهائل من الانتقاد اذا ما امتنع احدهم عن مجاراة تلك التقاليد.

 

برأيي فإن ابسط حق من حقوق المرأة ان نؤمن جميعا بحقها في تولي المناصب القيادية دون ادنى حساسية ومع ان لا نخصص لها يوما واحدا ضمن اطار مسرحي مكشوف لنتنازل لها عن مكتب خشبي يلفه عدد من الكراسي دون ان تمتلك صلاحية استخدام قلم حبر توقع فيه على قرارات نافذة باسم "رئيس التحرير".

 

يوم المرأة العالمي باعتقادي.. هو يوم بروتوكولي لا اكثر ويمكن ان ننسفه عن بكرة ابيه اذا اعطينا المرأة حقها في الحياة وحقها في ان تكون شريكة حقيقية للرجل... ليس بالاسم فقط... وللحديث بقية


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 15477
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
08-03-2009 05:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم