بقلم : عدنان ابوقاعود
انصدمت جلالة الملكة بعد مشاركتها في احدى مسارات درب الاردن بمنطقة غابات برقش قبل ايام من هول ما شاهدته من قلة النظافة في منطقه سياحيه المفروض ان تكون في اجمل صوره، وقد سبقها بهذا الغضب جلالة الملك عندما شاهد الاوساخ اثناء تحليقه بالطائره حول بحيرة سد الملك طلال في شهر حزيران الماضي، وسبقها ايضاً الناشطه الكويتيه الدكتوره هدى العوضي بعد زيارتها لمحافظة عجلون في شهر تموز الماضي حيث انتقدت في برنامج تلفزيوني ( بين الجد والجد ) على قناة بلكي مع الاعلامي محمد الحباشنه القمامه الملقاه في الاماكن السياحيه وقالت للاردنيين (اليست هذه بلدكم ؟).


بالطبع المسؤولين بالحالات الثلاثه قادوا حملات نظافة بهذه المواقع كردة فعل على الانتقادات !!
وانا هنا لا اريد ان ازيد من غضب جلالتها ولكن للاسف هذا حال معظم شوارع ومتنزهات وغابات محافظات المملكة وحتى الطرق الرئيسية المؤديه للمحافظات والاماكن السياحية.

العاصمة عمان كانت في القرن الماضي من أنظف العواصم العربيه ويضرب بنظافتها المثل الا انها اصبحت الان اقل نظافه ليس تقصير من امانة عمان الكبري التي تقوم بواجبها من خلال عمال الوطن ليل نهار بل من تصرفات مواطني عمان الذين يلقون بالنفايات وعلب السجائر واكياس الطعام من نوافذ السيارات وعلى جنبات الطرقات وامام العمارات بدون اكتراث وبلا حسيب ولا رقيب.
لقد تربينا وتعودنا منذ الصغر على وضع كيس للنفايات بالسياره .. اين هذه الثقافه التي لم تعد موجوده ؟ وهذا ان دل يدل على عدم وجود تربية بيتية من الابوين لابنائهم وعدم زرع ذلك في ثقافة الطلاب بالمدرسة، وعدم وجود جهة رقابيه تطبق القانون، وعدم الاشاره لذلك في دور العباده بان النظافة من الايمان بل ان اماطة الاذي عن الطريق صدقة.
صرحت وزارة البيئة بتاريخ 1/8/2021 أنها جمعت 106 اطنان من النفايات بالمرحله الاولي من الحملة الوطنيه للنظافه العامه التي اطلقتها الوزاره في27 من تموز الماضي تنفيذا لاحد محاور الخطة الوطنية للتوعية البيئية التي تهدف الى المحافظة على نظافة الغابات والاماكن السياحية والطرق العامه. واعلنت ايضاً البدء بتفعيل بنود القانون الاطاري لادارة النفايات رقم 16 لسنة 2020 المتعلق بالطرح العشوائي للنفايات.
شكرا لوزارة البيئه على هذه الحمله التي جاءت متاخره بعد ان اصبح الالقاء العشوائي للنفايات ظاهرة عامة وأصبحت النفايات بالشوارع بالاطنان وتشكل تلوث بيئي وتلوث بصري. وعلى الوزارة بدل ان تستمر برفع النفايات عليها ان تعالج المشكله وتمنع وتردع الالقاء العشوائي للنفايات بتفعيل القوانين الناظمة لهذا الجانب وتغليظ العقوبه والعمل على تقويم السلوكيات للافراد من خلال حملة توعية واسعة ورقابة مستمرة وعقوبات رادعة وتضافر جهود الجهات المعنية خاصه شرطة البيئه عن طريق تنظيم جولات على الطرق الرئيسية وأماكن التنزه والاماكن السياحية للتنبيه بالسماعات على المواطنين اثناء تواجدهم بهذه الاماكن بجمع مخلفاتهم وعدم تركها بالمكان، حتى يصبح الانتماء للشارع والحي والغابه والمتنزه والاماكن السياحيه بنفس الانتماء للبيت وان ما حولنا يجب ان يكون بنفس مستوى نظافة وترتيب البيت.
ان اشاعة ثقافة المحافظه على البيئة والتعامل الايجابي معها وجعله من بديهيات تعاملنا واخلاقنا أمر في غاية الاهمية لاننا نعيش فيها ونتنفس هوائها وفيها نزرع ومنها ناكل ونشرب ونتنزه وهى مصدر رزق للعديد من المواطنين الذين يعملون بالسياحة .
وبالنهايه فان جميع الديانات حثت على النظافة واجتناب ما يسبب الاذى للناس والنظافة من اخلاق المسلم، عن سعد بن ابي وقاص - رضي الله عنه - ان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال " ان الله تعالي طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا افنيتكم، ولا تشبهوا باليهود ".

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا